الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا قصرت أسيافنا كان وصلها
…
خطانا إلى أعدائنا فنضرب
والقصيدة مرفوعة القوافي، وأخذه قيس بن الخطيم، وجعله في قصيدة مجرورة القوافي، وقد نبهنا عليه في الشاهد الخامس بعد الخمسمائة من شواهد الرضي.
قوله معاوي إننا بشر إلى آخر. هو منادى مرخم معاوية، وأسجح: أمر من الجاحة، بالجيم بعدها حاء مهملة، وهي السهولة والرفق، ولما دفع هذه الأبيات في ورقة لمعاوية، قال له: ما جرأك علي؟ قال: نصحتك إذا غشوك، وصدقتك إذ كذبوك. فقال: ما أظنك إلا صادقاً، فقضى حوائجه. وقوله: فجردتموها، أي: قشرتموها، كما يجرد اللحم عن العظم، وأراد بالقائم والحصيد: القرى التي خربت، فمنها قائم قد بقيت حيطانها، ومنها حصيد زال أثرها، وهل: استفهام صوري بمعنى النفي، ومن زائدة، وقائم: مبتدأ مخصص بالنفي، والخبر محذوف، أي: موجود، والخون: مصدر بمعنى الخيانة، والتأمير: نصب الأمير، والسوية: المساواة والنصفة.
وعقيبة بن هبيرة، كلا الاسمين بالتصغير وهو شاعر جاهلي إسلامي مخضرم ولم يذكره اين حجر في قسم المخضرمين.
وعبد الله بن الزبير، بفتح الزاي وكسر الموحدة، شاعر كوفي المنشأ والمنزل، ومن شعراء الدولة الأموية، ومن شيعتهم والمتعصب لهم، مات في عصر عبد الملك ابن مروان، وقد بسطنا الكلام على هذا الشاهد، وترجمة الشاعرين في الشاهد الرابع والعشرين بعد المائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد السبعمائة:
(727)
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة
…
ولا ناعب إلا ببين غرابها
على أنه عطف "ناعباً" بالجر على خبر ليس المنصوب على توهم أنه مجرور بالباء الزائدة، وأنشده سيبويه في موضعين من كتابه بروايتين الأول أنشده:"ولا ناعباً" بالنصب للعطف على مصلحين، واستشهد به على نصب عشيرة بمصلحين، لأن النون فيه بمنزلة التنوين قس واحده، وكلاهما يمنع من الإضافة، وتوجب نصب ما بعده، والثاني: يجر ناعب على توهم الباء في خبر ليس، ولم يجز المبرد إلا نصب "ناعب" قال: لأن حرف الجر لا يضمر، وقد بين سيبويه ضعفه، وبعده مع أخذه لذلك عن العرب سماعاً، فلا معنى للرد عليه. والبيت من قصيدة عدتها تسعة وعشرين بيتاً للأخوص اليربوعي، وهذه الأبيات منها:
وليس بيربوع إلى العقل حاجة
…
سوى دنس يسود منها ثيابها
فكيف بنوكي مالك إن غفرتم
…
لهم هذه أم كيف بعد خطابها
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة
…
البيت
…
فإن أنتم لم تقتلوا بأخيكم
…
فكونوا بغايا بالأكف عيابها
سيخبر ما أحدثتم في أخيكم
…
رفاق من الآفاق شتى إيابها
قال الأسود، أبو محمد الحسن الأعرابي الغندجاني، في "فرحة الأديب":
قال الأخوص هذا الشعر لقتال كان بين بني يربوع، وبين بني درام، فأراد بقوله:
"مشائيم" بني درام بن مالك، لا بني يربوع، وكان من قصة هذا الشعر، أن ناساً من يثربوع وبني دارم اجتمعوا على القرعاء، فقتل بينهم رجل من بني غدانة، يكنى أبا بدر/ فقالت بنو يربوع: والله لا نبرح حتى ندرك ثأرنا، فقالت بنو دارم: إنا لا نعرف قاتله، فأقيموا قسامة نعطكم حقكم، فقالت بنو غدانة: نحن نفعل، فأخرجوا خمسين، فحلفوا كلهم إلا رجلاً: إن الذي قتل أبا بدر عبيد بن زرعة، فقال الباقي من الخمسين: أليس تدفعون إلينا [عبيداً] إذا كملت الخمسين؟ قالوا: لا، ولكنا نديه، لأنا لا ندري من قتله، فقال الباقي عند ذلك وهو أبو بيض الغداني: والله لا أكلمهم أبداً، ولا يفارقنا عبيد حتى نقتله، فقام ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وشيبان بن حنظلة بن بشر بن عمرو، فكفلا بعبيد، فدفعته بنو غدانة إليهما، فلما جهنم الليل، قال ضرار وشيبان لعبيد: انطلق حيث شئت، وغدت بنو غدانة على بني درام، فقالوا لهم: إن صاحبكم قد هرب، ولكن هذه الجية، فاقبلوها من إخوتكم، ولا تطلبوا غير ذلك، فتكونوا كجادع أنفه، ولو علمنا مكان صاحبكم، قصدنا إليه، فلما سمعهم الأخوص يذكرون الدية، قال: دعوني أتكلم، قالوا: تكلم يا أبا خولة، فقال هذه الأبيات من قصيدته. انتهى.
وقوله: وليس بيربوع إلى العقل إلخ
…
يقول: إن العقل لا ينفعهم، بل يضرهم ويكسبهم عاراً، ونوكى، بالفتح: جمع أنوك، كأحمق وحمقى، وزناً ومعنى، أي: كيف العشرة معهم، ويروى بدل خطابها: سبابها، بالكسر، مصدر سابه، أي: شاتمه، ومشائيم: جمع مشؤوم كمنصور. قال الأعلم: نسبهم إلى الشؤم، وقلة الصلاح والخير، فيقول: لا يصلحون أمر العشيرة إذا فسد بينهم، ولا يأتمرون
بخير، فغرابهم لا ينعب إلا بالتشتت والفراق، وهذا مثل للتطير منهم، زنعب الغراب: إذا صاح، وهم يتشاءمون بصوت الغراب، وإنما ذكر هذا على طريق المثل، وإن لم يكن غراب.
وقوله: فكونوا بغايا. إلخ
…
: جمع بغي، وصف من بغت المرأة بغاء، بالكسر والمد: إذا زنت، والعياب، بكسر العين المهملة جمع عيبة بفتحها: وهو ما يجعل فيه الثياب، وإذا كانت عيابها في أكف الناس كان أمرها مشهوراً.
وقوله: سيخبر ما أحدثهم إلى آخره: المآب: المرجع إذا رجعت الرفاق تفرقت في كل وجه، وانتشر منهم قبح صنيعكم، ونقله من سمعه إلى من لم يسمعه.
والأخوص، بالخاء المعجمة، يقال: رجل أخوص بين الخوص، أي: غائر العينين، وقد خوص، بالكسر، وأما الأحوص، بالحاء المهملة، فليس هذا، وكثير ما يصحف به، والخوص: ضيق في مؤخر العين. قال الآمدي في "المؤتلف والمختلف": الأخوص بالخاء معجمة: اسمه زيد بن عمرو بن قيس بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، شاعر فارس له في كتاب بني يربوع أشعار جياد مما تنخلته من قبائلهم. انتهى. وهو شاعر إسلامي معاصر للفرزدق، وسحيم بن وثثيل، وقد بسطنا الكلام على هذا الشاهد، وترجمة قائله في الشاهد الثامن والسبعين بعد المائتين من شواهد الرضي.
وأنشد بعده:
ولبس عباءة وتقر عيني
تمامه:
أحب إلي من لبس الشفوف