الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخشاب فيما كتبه على هامشه ومن خطة نقلت: الرواية برفع فارس كذا رواه أبو زكريا عن المغربي وغيره، وكذا قرأناه على الشيوخ عنه. انتهى.
والبيت من أبيات ثلاثة أوردها أبو تمام في آخر باب المرائي من "الحماسة" وتقدم بيتها الأول في بحث "لو" في الانشاد الرابع والثلاثين بعد الاربعمائة وبسطنا الكلام عليها هناك، والملحم بصيغة اسم المفعول من ألحمته الحرب إ 1 انشبت به في المعركة فقطع لحمه، ويقال للحرب: الملحمة باسم الفاعل، والزميل بضم الزاي وتشديد الميم المفتوحة بعدها ياء ساكنة: الجبان الضعيف، والنكس بكسر النون: الرجل الذي لا خير فيه، والوكل بفتحتين: الذي يكل أمره إلى غيره، وبسط الكلام فيه هناك.
وأنشد بعده، وهو الانشاد الثامن بعد الثمانمائة:
(808)
دعوني فيا لبي إذا هدرت لهم
تمامه:
شقاق أقوام فأسكتها بدري
قال المفضل بن سلمة الضبي في كتاب "الفاخر" قال الفراء: معنى ليبك إجابة لك قال: ومنه التلبية بالحج، وإنما هو إجابة لأمرك بالحج، وثني يريد إجابة بعد إجابة، ونصبه على المصدر، وقال الأحمر: معناه: إلباب بك، أي: إقامة ولزوم لك، وهو مأخوذ من قولك: لب بالمكان وألب: إذا أقام به، قال: وكان أصله لببك فاستقلوا ثلاث باءات، فقلبوا إحداهن ياء، كما قالوا: تظنيت، يريدون، تظنيت، ومنه قول العجاج:
تقضي البازي إذا البازي كسر
أراد: تقضض البازي، فاستثقل الضادات، فقلبت إحداهن ياء، وقد حكي أبو عبيد عن الخليل أننه قال: أصلها من: لببت بالمكان، فإذا دعا الرجل صاحبه، قال لبيك، فكأنه قال: أنا مقيم عندك، وحكي عنه أيضا أنه قال: هو مأخوذ من قولهم: أم لبة، أي محبة عاطفة، فإن كان كذذلك، فمعناه: إقبال إليك، ومحبة لك، ويقال: إنه مأخوذ من قولهم: داري تلب دارك، فيكون معناه: اتجاهي إليك، وإقبالي على أمرك، هذا آخر كلام المفضل.
وفي "العباب" للصاغاني قال ابن الانباري في "لبيك" أربعة أقوال، احدها إجابتي لك مأخوذ من: لب بالمكان، وألب له: إذا أقام به، وقالوا: لبيك فثنوا لأنهم أرادوا إجابة بعد إجابة، وقال بعض النحويين: أصل لبيك: لبيك فاستثقل الجمع بين ثلاث باءات، فأبدلوا من الثالثة ياء، كما قالوا: تظنيت، والثاني: اتجاهي يا رب وقصدي لك، فثني للتوكيد، وأخذ من قولهم: داري تلب دارك، أي تواجهها، والثالث محبتي لك يا رب من قول العرب: امرأة لبة: إذا كانت محبة لولدها، عاطفة عليه، والرابع: اخلاصي لك يا رب من قولهم: حسب لباب: إذا كان خالصا محضا. انتهى.
وقوله: دعوني فيا لب إلى آخره .. أي طلبني المستغيثون لدفع الأعداء عنهم، فيا من دعاني: للبيك، فحذف الكاف لضرورة الشعر، وبقيت الياء ساكنة على حالها، وإذا ظرف لدعوني، وضمير لهم للأعداء، والشقاشق: جمع شقشقة، بكسر الشين، وهي شيء كالرئة يخرجها البعير من فيه إذا هاج، وهدرت شقشقة البعير: قرقرت وصوتت، واستعير هديرها للوعيد والتهديد المزعج، واسكتها: خلاف انطقها، والضمير لشقاشق، وبدري: مبادرتي ومارعتي للدفع منهم، والبيت لم أقف له على تتمة، ولا على قائل، والله أعلم،