الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جملة جرى جواب الشرط، ودون بمعنى قدام، ومائل فاعل جرى، وقوله: إن ليلى، أي: قبيلة ليلى، وجملة لعلها قريبة خبر إن، وسيروا، : فعل أمر مسند للجماعة، ورواه أبو حيان:"إذا قلت سيروا".
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الثمانمائة:
(863)
فقال على اسم الله أمرك طاعة
قال ابن جني في باب شجاعة العربية من "الخصائص": وقد يحذف الخبر، كقوله تعالى:(طَاعَةٌ وقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ)[محمد/ 21]: إن شئت كان على: طاعة وقول معروف أفضل من غيرهما، وإن شئت كان على: أمرنا طاعة وقول معروف، وعليه قوله:
فقالت على اسم الله أمرك طاعة
…
وإن كنت قد كلفت ما لم أعود
وتبعه ابن الشجري في فصل كسره على الحذف من المجلس التاسع والثلاثين قال: وقد جاء الحذف في قوله تعالى: (طَاعَةٌ وقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ)، فقيل: تقديره: أمرنا طاعة، واحتج صاحب هذا القول بقول الشاعر:
فقالت على اسم الله أمرك طاعة
…
البيت.
فقال: قد أظهر الشاعر المبتدأ المحذوف في الآية، والقول الآخر: إن قوله: "طاعة" مبتدأ خبره محذوف والتقدير: طاعة، وقول معروف أمثل من غيرهما. انتهى كلامه. ويرد على ما شرحه المصنف من المثال الأول ما ذكره الدماميني، فإن الأمر فيه المقدر ليس بمعنى خلاف النهي، والبيت من أبيات لعمر ابن أبي ربيعة وأوله:
وناهدة الثديين قلت لها اتكي
…
على الرمل من جنباته لم توسد
فقالت على اسم الله أمرك طاعة
…
وإن كنت قد كلفت ما لم أعود
فلما دنا الإصباح قالت فضحتني
…
فقم غير مطرود وإن شئت فازدد
فبتنا دوين الحي يضربنا الهوى
…
نلذ كما شئنا وإن لم نجرد
وقامت كمثل الغصن يهتز ردفها
…
وتلفظ شيئاً من جمان مبدد
قد ازددت منها واتشحت بمرطها
…
وأشفيت نفسي من رضاب مبرد
ولهذا الأبيات حكاية سقناها في الإنشاد السابع والأربعين بعد المائة.
وقوله: وناهدة، ، أي: رب ناهدة، ونهد ثدي الجارية إذا ارتفع وكبر، واتكي: توسدي واعتمدي، وجملة "لم توسد" حال من التاء في قلت، وأصله: لم تتوسد.
قوله: على اسم الله، متعلق بمحذوف على أنه حال، وعلى بمعنى مع، والمقول محذوف تقديره: فقالت أفعل مع ذكر الله للتيمن، والأمر هنا خلاف النهيـ وقوله: وإن كنت قد كلفت، يجوز أن يكون بضم التاءين، وكلفت بالبناء للمفعول، ويجوز فتح التاءين، وكلفت بالبناء للمعلوم، وأما لم أعود، فهو بالبناء للمفعول على الوجهين، وقوله: وإن لم نجرد، أي من الثياب، والجمان، بضم الجيم: اللؤلؤ، وأراد به كلماتها وألفاظها، واتشحت: التفتت، والمرط، بالكسر: الملاءة إذا لم تكن من لفقين، والرضاب، بضم الراء: الريق، وهو ماء الفم.
وترجمة عمر ابن أبي ربيعة تقدمت في الإنشاد السادس من أول الكتاب: