الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقريظ الأديب السَّيِّد إِبْرَاهِيم الْأَزْهَرِي
حمدا لمن أَضَاء عقول الْخلف بأنوار تواريخ السّلف وَصَلَاة وَسلَامًا على من قصّ عَلَيْهِ أحسن الْقَصَص فِي كِتَابه الْمكنون وَأخْبرهُ بسرائر مَا كَانَ وَمَا يكون وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين أشرقت صَحَائِف التَّارِيخ بآياتهم الباهية الباهرة وتزينت المحافل بمحاسن إحسانهم الزاهية الزاهرة أما بعد فَإِن علم التَّارِيخ كنز يجب التحلي بنفائس فرائده وَروض لَا غنية لأحد عَن مجاني فَوَائده وَكم للْعُلَمَاء فِيهِ من تصانيف مهمة عَادَتْ بالمنافع الجمة على كل أمة فَلم ترتق أمة إِلَى عرش تمدنها إِلَّا بتبحرها فِي هَذَا الْفَنّ وتفننها وَأَن أجل مَا ألف فِيهِ كتاب الاستقصا لأخبار دوَل الْمغرب الْأَقْصَى فَهُوَ أول كتاب كشف الغطاء عَن هَذِه الممالك وَقرب لمن يهمه الْوُقُوف على حَقِيقَة أَخْبَارهَا جَمِيع المسالك وَأَبَان عَن أول من دَخلهَا من الصَّحَابَة رضي الله عنهم لرفع أَعْلَام الْإِسْلَام وَمَا هِيَ عَلَيْهِ من المعارف الَّتِي لم تطو سجلات نشرها تعاقب الْأَيَّام لَا سِيمَا بِلَاد الأندلس وَمَا لَهَا من الحضارة والأبهة والنضارة وَمَا لبلاد الجزائر من كل أثر جليل يشْهد برفعة قدرهَا جيلا بعد جيل مَعَ تَحْرِير التراجم للملوك والأعاظم وَمَا دهم هَذِه الْبِلَاد من الوقائع الحربية الَّتِي أثارت غبارها يَد الدسائس الْأَجْنَبِيَّة وَمَا ثَبت لهَذِهِ الدول من الاختراعات والاستكشافات وَمَا بَينهَا وَبَين الدول الْأُخْرَى من المواصلات والمعاهدات كل ذَلِك بعبارات صَادِقَة ومحررات شائقة
(حَدِيث الْمغرب الْأَقْصَى
…
قد استقصاه الاستقصا)
(كتاب جلّ مبدعه
…
على نسق بِهِ اختصا)
(بدا وَالنَّاس فِي شغف
…
ليقتنص النهى قنصا)
(فتاهوا فِي محاسنه
…
فَأَرْشَدَهُمْ بِمَا أوصى)
(فيالله مَا أَعلَى
…
وَمَا أغْلى وَمَا أحصى)
(فَكَّيْهِ فِي فكاهته
…
صَدُوق القَوْل إِن قصا)
(عَلَيْهِ فَكُن أَشد النَّاس
…
فِي اسْتِقْصَائِهِ حرصا)
(تَجِد غررا حوت دررا
…
عَلَيْهَا تكْثر الغوصا)
وَكَيف لَا ومؤلفه إِنْسَان عين الْأَدَب وترجمان لِسَان الْعَرَب جَوْهَر بحور المعارف وسويداء صُدُور العوارف من أَجمعت الْفَضَائِل على التباهي بسيرته وتسابقت المحامد إِلَى الاقتباس من مشكاة سَرِيرَته ألفته الْحِكْمَة فسامرها وَمَا سلا عَلامَة الْمشرق وَالْمغْرب فضلا عَن كَونه تَاج مجد سلا بَحر الْعلم الخضم الرَّاوِي شهَاب الدّين أَحْمد بن خَالِد الناصري السلاوي وَلأَجل أَن يعم النَّفْع الجزيل بِهَذَا الْأَثر الْجَلِيل قَامَ حَضْرَة مُؤَلفه بطبعه فِي إِحْدَى مطابع الْقطر الْمصْرِيّ حَتَّى أشرق بدر كَمَاله على الْكَوْكَب الدُّرِّي بمشاركة كل من صَاحب الْحسب العاطر وَالنّسب الطَّاهِر صَاحب الشّرف وَالْمجد السّني السَّيِّد الحبيب البلغيتي الحسني وحضرة من هُوَ لكل كَمَال مصطفى جناب مُحَمَّد أَفَنْدِي مصطفى فَهَؤُلَاءِ السَّادة هم السَّبَب فِي تَعْمِيم نَفعه وتعطير الْآفَاق بعبير طبعه بمطبعة حَضْرَة الأفندي الشهيرة بإتقان الصِّنَاعَة وَكَمَال رونق الطباعة جزاهم الله بمنه وفضله أكمل جَزَاء عَن الْعلم وَأَهله وَكَانَ انْتِهَاء طبعه الأنيق واستكمال حسنه الرَّقِيق فِي أَوَاخِر شهر رَمَضَان الْمُعظم سنة اثْنَتَيْ عشرَة بعد الْألف والثلاثمائة من هجرته صلى الله عليه وسلم
تمّ الْجُزْء التَّاسِع والأخير من كتاب الاستقصا