المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قلت: رواه البخاري في الأحكام، والترمذي في المناقب من حديث - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٣

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب النكاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النظر إلى المخطوبة وبيان العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الولي في النكاح واستئذان المرأة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعلان النكاح والخِطبة والشرط

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المحرمات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المباشرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصداق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوليمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القَسْم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخلع والطلاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المطلقة ثلاثًا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌باب اللعان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العدة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإستبراء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النفقات وحق المملوك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بلوغ الصغير وحضانته في الصغر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب العتق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعتاق العبد المشترك وشراء القريب والعتق في المريض

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأيمان والنذور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في النذور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب القصاص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الديات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما لا يضمن من الجنايات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القسامة

- ‌من الصحاح

- ‌باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قطع السرقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفاعة في الحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حد الخمر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا يُدْعى على المحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التعزير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بيان الخمر ووعيد شاربها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الإمارة والقَضاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما على الولاة من التيسير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأقضية والشهادات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعداد آلة الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب آداب السفر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإسلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القتال في الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حكم الأسارى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجزية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصلح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إخراج اليهود من جزيرة العرب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفيء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الصيد والذبائح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقتنى من الكلاب وما لا يقتنى وما أمر بقتله منها والنهي عن التحريش بين البهائم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يحل أكله ويحرم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العقيقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضيافة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الحسان

- ‌باب الأشربة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النقيع والأنبذة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: قلت: رواه البخاري في الأحكام، والترمذي في المناقب من حديث

قلت: رواه البخاري في الأحكام، والترمذي في المناقب من حديث أنس بن مالك، ولم يخرجه مسلم. (1)

وقيس بن سعد: هو قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج وابن سيدها. (2)

والشُرط: جمع شرطة وشرطي، وهم قواد الأمير وحراسه، سموا بذلك لأنهم جعلوا لأنفسهم علامة يُعرفون بها، والشُرط: بالتحريك وهو العلامة، ومعناه: كان قيس بن سعد هو الذي يتقدم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لتنفيذ أوامره، وينوب منابه في إقامة الأمور السياسية، وكان كصاحب الشُرط الذي ينفذ أوامر الأمير.

2806 -

قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى، قال:"لن يُفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".

قلت: رواه البخاري في آخر المغازي في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، وفي الفتن والترمذي فيه، والنسائي في القضاء من حديث أبي بكرة، ولم يخرجه مسلم. (3)

‌من الحسان

2807 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آمركم بخمس: بالجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله، وأنه من خرج من الجماعة قيد شبر، فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه، إلا أن يُراجع، ومن دعا بدعوى الجاهلية، فهو من جُثاء جهنم، وإن صام وصلّى وزعَم أنه مسلم".

(1) أخرجه البخاري (7155)، والترمذي (3850).

(2)

الإصابة لابن حجر (5/ 473 رقم 7182).

(3)

أخرجه البخاري (4425)، والترمذي (2262)، والنسائي (8/ 227).

ص: 280

قلت: رواه الترمذي في الأمثال من حديث الحارث الأشعري. (1)

وقد اختصره المصنف، وأوله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، وأنه كاد أن يبطئ بها، فقال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أنا آمرهم، فقال يحيى: أخشى إن سبقتني بها أن يُخسفَ بي، وأعَذَّب، فجمع الناسَ في بيت المقدس، فامتلأ المسجد وقعدوا على الشُرفِ فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن: أَوّلهُنّ أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وإن مَثَل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق، فقال: هذه داري وهذا عملي فأعمل وأد إليّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غَيْر سيده، فأيكم يرضى أن يكون عَبدُه كذلك؟ وإن الله أمَرَكم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإنّ الله ينصبُ وجْههُ لوجهِ عبدهِ في صلاته ما لم يلتفتْ، وآمركم بالصيام، فإن مَثَل ذلك كمثل رجلٍ في عصابةٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسْك، فكلُّهم يَعْجَبُ أو يُعجبهُ ريحُها، وإن ريحَ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسكِ، وآمُركم بالصَّدقة فإن مَثَل ذلك كمثل رجُل أسَره العدُوّ، فأوثقُوا يدَه إلى عُنقِه وقَدّموه ليَضرِبوا عُنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، فَفَدى نفسه منهم، وآمُركم أن تذكروا الله فإنّ مَثَل ذلك كمثلِ رجُلٍ خرج العدُو في أَثره سراعًا حتى إذا أتى على حصنٍ حَصينٍ فأحرز نفسه منهم، كذلك العبدُ لا يُحرزُ نفسهُ من الشيطانِ إلا بذكر الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمس .. الحديث".

وقيد شبر هو: بكسر القاف أي: قدر شبر.

وربقة الإِسلام: عهد الإِسلام.

(1) أخرجه الترمذي (2863) وإسناده صحيح. وصححه ابن خزيمة (483)، وابن حبان (6233)، وأحمد (4/ 130، 202)، وانظر هداية الرواة (3/ 464).

ص: 281

والربق: بكسر الراء حبل فيه عدة عرى يشد به البُهم. الواحدة من تلك العُرى ربقة، والمعنى: مَنْ خرج من الجماعة ونزع اليد من الطاعة ولو بشيء يسير فقد نقض عرى الإِسلام ونبذ ذمة الله اللازمة للأعناق لزوم الربقة.

شبه صلى الله عليه وسلم ما لزم الأعناق من ذمة الإِسلام وحق الدين بالربقة التي تجعل في أعناق البهم من حيث أنه حق المؤمن فيمنعه أن يتخطى الحدود.

وجُثاء جهنم: بضم الجيم وفتح الثاء المثلثة قال الهروي: واحدتها جُثى بضم الجيم أي: من جماعات جهنم، انتهى. (1)

وروي "من جُثي جهنم" بكسر الثاء وتشديد الياءآخر الحروف، وهو جمع جاث وهو الذي يجلس على ركبتيه من قوله تعالى:{حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا} .

2808 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في الفتن من حديث أبي بكرة يرفعه، وقال: حسن غريب. (2)

2809 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

قلت: رواه المصنف في "شرح السنة" بسنده إلى شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان يرفعه، ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث علي يرفعه ولفظه:"لا طاعة لبشر في معصية الله" وشواهد ذلك في الصحيحين. (3)

2810 -

قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أمير عَشَرة، إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولًا، حتى يفُكّ عنه العدل، أو يُوبقَه الجَورُ".

(1) الغريبين (1/ 318).

(2)

أخرجه الترمذي (2224) ، وإسناده ضعيف، انظر الضعيفة (1465).

(3)

رواه البغوي في شرح السنة (2455)، ورواه ابن حبان عن علي (4568) وإسناده صحيح.

انظر شواهده في: البخاري (7257)، ومسلم (1840).

ص: 282

قلت: رواه الدارمي في السير من حديث أبي هريرة ورجاله رجال الصحيحين إلا حماد بن سلمة فإنه لمسلم خاصة. (1)

2811 -

قال صلى الله عليه وسلم: "ويل للأمراء، ويل للعُرفاء، ويل للأمناء، ليَتَمنَّينَّ أقوام يوم القيامة أن نواصيَهم معلّقة بالثريّا، يتجَلجَلُون بين السماء والأرض، وأنهم لم يَلُوا عملا".

قلت: رواه أحمد وأبو داود الطيالسي من حديث أبي هريرة. (2)

والعريف: هو القيم بأمر القبيلة والمحلة معرِّف أمرهم.

2812 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إن العرافة حق، ولا بد للناس من عرفاء، ولكن العرفاء في النار".

قلت: رواه أبو داود في الخراج (3) وفيه قصة من حديث غالب وهو ابن القطان عن رجل عن أبيه عن جده أنهم كانوا على منهل من المناهل، فلما بلغهم الإِسلام جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل على أن يُسلموا، فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبَدا له أن يرتجعها منهم، فأرسل ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أئتِ النبي صلى الله عليه وسلم فقل له: إن أبي يقرئك السلام، وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يُسْلموا، فأسلموا، وقسم الإبل بينهم، وبدا له أن يرتجعها منهم، أفهُو أحق بها أم هُمْ؟ فإن قال لك: نعم، أو لا، فقل له: إن أبي شيخ كبير، وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العِرَافَة

(1) أخرجه الدارمي (3/ 1635/ رقم 2557) وإسناده صحيح.

كما أخرجه أحمد (2/ 431)، والبزار (1640 - كشف الأستار)، وأبو يعلى الموصلي (6614).

(2)

أخرجه أحمد (2/ 352)، وأبو داود الطيالسي (2523) وإسناده حسن لأن فيه عباد بن أبي علي وهو "مقبول" وذكر الحافظ ابن حجر في إتحاف المهرة (5/ 186)، = = وأطراف المسند (7/ 290) له متابعًا، وانظر كذلك: مسند أبي يعلى برقم (6217)، والحاكم (4/ 91) وقد صححه، والبيهقي (10/ 97)، والبغوي في شرح السنة (2468).

(3)

أخرجه أبو داود (2934).

ص: 283

بعده، فأتاه، فقال: إن أبي يقرئك السلام فقال: وعليك وعلى أبيك السلام، فقال: إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يُسلموا، فأسلموا وحسُن إسلامهم، ثم بدا له أن يرتجعها منهم، فهو أحق بها أم هم؟ قال:"إن بدا له أن يسلمها منهم فليسلمها، وإن بدا له أن يرتجعها فهو أحق بها منهم، فإن أسلموا فلهم إسلامهم، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإِسلام".

فقال: إن أبي شيخ كبير وهو عريف الماء، وإنه يسألك أن تجعل لي العِرَافة بعده، قال:"إن العرافة حق، ولا بد للناس من العُرَفَاء، ولكن العرفاء في النار".

في إسناده مجاهيل، وذكر ابن عدي هذا الحديث في كتاب الضعفاء في ترجمة غالب القطان مختصرًا، وقال: الضعف على أحاديث غالب بينٌ. (1)

2813 -

قال صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة: "أعيذك بالله من إمارة السفهاء"، قال: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: "أمراء سيكونون من بعدي، من دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم، وأعانَهم على ظلمِهم، فليسوا مني ولست منهم، ولم يَرِدُوا عليَّ الحوضَ، ومَن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يُعِنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم، أولئك يردون عليّ الحوضَ".

قلت: رواه الترمذي في الفتن، والنسائي في البيعة وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. (2)

2814 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى السلطان اُفتتن".

(1) انظر: الكامل لابن عدي (6/ 235)، وهذا الكلام نقله المؤلف عن المنذري انظر مختصر سنن أبي داود (4/ 196).

(2)

أخرجه الترمذي (2259) وفي المطبوع: هذا حديث صحيح غريب، والنسائي (7/ 160)، وابن حبان (279)(282)(283)(285)، وأحمد في المسند (4/ 243) وإسناده صحيح.

ص: 284

قلت: رواه أبو داود، والنسائي كلاهما في الصيد، والترمذي في الفتن وقال: حسن غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من حديث الثوري. انتهى كلامه. (1)

وفي إسناده أبو موسى عن وهب بن منبه، قال المنذري: ولا يعرف اسمه، وقال الحافظ أبو أحمد الكرابيسي: حديثه ليس بالقائم. (2)

(1) أخرجه أبو داود (2859)، والنسائي (7/ 195)، والترمذي (2256)، وأحمد (1/ 357).

هذا سند ضعيف لجهالة أبي موسى فإنه لم يرو عنه غير سفيان، ولم يوثقه غير ابن حبان وقد حسنه الألباني في الصحيحة (1272) وفي هداية الرواة (3/ 467) بشاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الإِمام أحمد في المسند (2/ 371) وهو ضعيف أيضًا، وكذلك أخرجه البزار (1618 - كشف)، والبيهقي في السنن (10/ 101). من طريق محمَّد بن صباح الدولابي قال حدثنا اسماعيل بن زكريا عن الحسن بن الحكم النخعي عن عدي ابن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة. وخالف إسماعيل فيه يعلى ومحمد ابنا عبيد الطنافسي فروياه عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن شيخ من الأنصار عن أبي هريرة وهذا هو المحفوظ عن عدي بن ثابت إذ يعلى ومحمد ثقتان متقنان وهما بلا شك أجل وأوثق من إسماعيل بن زكريا. فهذا قد اختلفت أقوال المجرّحين والمعدّلين فيه فمنهم: من وثقه، ومنهم من ضعفه، ومنهم من جعله وسطًا، مقارب الحديث، فمثل هذا إذا خالف من هو أوثق منه لا سيما إذا كانا اثنين أو أكثر فلا يعتبر بمخالفته، ويرجح قول غيره على قوله. ثم إن في الحديث علة ثانية وهي تفرد الحسن بن الحكم به فقد دارت الأسانيد كلها عليه وقد حسن القول فيه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل فوثقاه. وغالى ابن حبان في "المجروحين" فقال فيه: يخطيء كثيرًا ويهم شديدًا لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.

وأورد له هذا الحديث وكذلك ذكره الذهبي في ميزانه (1/ 486) والحديث حسن لغيره إن شاء الله، والله أعلم.

(2)

انظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (4/ 141) وقال أيضًا: وقد روي من حديث أبي هريرة وهو ضعيف أيضًا، وروي أيضًا من حديث البراء بن عازب، وتفرد به شريك ابن عبد الله فيما قاله الدارقطني، وشريك: فيه مقال.

وانظر ترجمة أبي موسى في: الجرح والتعديل (9/ 438)، وقال الحافظ: أبو موسى، عن وهب بن منبه، مجهول، ووهم من قال: إنه إسرائيل بن موسى. التقريب (8470).

ص: 285

قوله صلى الله عليه وسلم: "من سكن البادية جفا" الجفاء: غِلَظ القلب، أي من سكن البادية غَلَظ طبعه لقلة مخالطة الناس ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ بدا جفا" بالدال المهملة.

وأما الفتنة بالقرب من السلطان، فلأنه إن وافقه فيما يأتيه خاطر بدينه، وإن لم يوافقه خاطر بدنياه.

- ويروى: "من لزم السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دُنُوًا، إلا ازداد من الله بعدًا".

قلت: رواه أبو داود. (1)

2815 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على منكبَيه ثم قال: "أفلحتَ يا قُدَيْم إن مُت ولم تكن أميرًا، ولا كاتبًا، ولا عَريفًا".

قلت: رواه أابو داود في الخراج من حديث صالح بن يحيى بن المقدام بن معدي كرب عن جده المقدام، وفي بعض النسخ عن أبيه عن جده. (2)

وصالح بن يحيى قال البخاري: فيه نظر. وقال موسى بن هارون الحافظ: لا يُعرف صالح ولا أبوه ولا جده.

2816 -

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة صاحب مكْس" يعني: الذي يَعشُرُ الناسَ أي يأخذ العُشر. (3)

(1) أخرجه أبو داود (2860) من رواية أبي هريرة. وقد سبق الكلام عليه في الحديث السابق.

(2)

أخرجه أبو داود (2933). وإسناده ضعيف، انظر الضعيفة (1133).

انظر ترجمة صالح بن يحيى في الكاشف (ت 2367)، الميزان (2/ ت 3836) التاريخ الكبير (4/ ت (2869))، والتقريب (2910). وقال فيه: لين.

(3)

في المخطوطة كلمة واحدة لم أتبين قراءتها.

ص: 286

قلت: رواه أبو داود في الخراج من حديث عقبة بن عامر يرفعه (1)، والتفسير الذي ذكره المصنف من كلام محمَّد بن إسحاق وهو أحد رواته، وفيه كلام مشهور. (2)

2817 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأقربهم منه مجلسًا: إمامٌ عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة، وأشدهم عذابًا -ويروي: أبعدهم منه مجلسًا-: إمام جائر"(غريب).

قلت: رواه الترمذي في الأحكام من حديث أبي سعيد الخدري يرفعه، وقال:[حديث حسن غريب] لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، انتهى كلام الترمذي (3).

وفي سنده عطية بن سعد العوفي. قال الذهبي: ضعفوه.

2818 -

قال صلى الله عليه وسلم: "أفضل الجهاد: مَنْ قال كلمة حق عند سلطان جائر".

قلت: رواه أبو داود في الملاحم، والترمذي وابن ماجه كلاهما في الفتن من حديث أبي سعيد الخدري يرفعه، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه، انتهى (4)، وفي سنده عطية العوفي.

(1) أخرجه أبو داود (2937)، والإمام أحمد (4/ 143 و 150)، والدارمي (2/ 1036 رقم 1708) وغيرهم، وإسناده ضعيف. لأن فيه محمَّد بن إسحاق وهو مدلس وقد رواه بالعنعنة مع ذلك فقد صححه الحاكم (1/ 404)، وأقره الذهبي، ونقل المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 278) أن ابن خزيمة أخرجه في صحيحه.

(2)

سبق الكلام عنه تحت حديث رقم (55).

(3)

أخرجه الترمذي (1329) وأحمد في المسند (3/ 55) وفيه عطية بن سعد العوفي وهو ضعيف. انظر كلام الذهبي في الكاشف (2/ 27 رقم 3820)، انظر الضعيفة (1156).

(4)

أخرجه أبو داود (4344)، والترمذي (2147)، وابن ماجه (4011) وفي إسناده عطيه العوفي وهو ضعيف. ولكن للحديث شواهد يرتقى بها، ومنها، ما رواه أحمد (4/ 314)، (والنسائي (7/ 61)) من حديث طارق بن شهاب وإن كان طارق ابن شهاب له رؤية ولكنه لم يسمع منه شيئًا وقال الحافظ =

ص: 287

2819 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بالأمير خيرًا: جعل له وزيرَ صدقٍ، إن نسي ذكّره، وإن ذكَر أعانَه، وإن أراد به غير ذلك: جعل له وزير سوءٍ، إن نسي لم يُذكره، وإن ذكر لم يُعِنْه".

قلت: رواه أبو داود في الخراج، وابن حبان في صحيحه من حديث عائشة يرفعه وسكت عليه أبو داود. (1)

2820 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم".

قلت: رواه أبو داود في الأدب (2) في باب النهي عن التجسس، من حديث شريح بن عبيد عن جبير بن نفير، وكثير بن مرة، وعمرو بن الأسود، والمقدام بن معدي كرب، وأبي أمامة جميعهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي إسناده إسماعيل بن عياش وفيه مقال وجبير بن نفير أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه أسلم في خلافة أبي بكر فهو معدود من التابعين، وكثير بن مرة ذكره عبدان في الصحابة ولم يذكره ابن عبد البر منهم والذي نص عليه الأئمة أنه تابعي (3)، وعمرو بن الأسود أدرك الجاهلية وروى عن عمر بن الخطاب، والمقدام وأبو أمامة صحبتهما مشهورة.

= في الإصابة (3/ 510): إذا ثبت أنه لقى النبي صلى الله عليه وسلم فهو صحابي على الراجح وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه "مرسل صحابي" وهو مقبول على الراجح وقد أخرج له النسائي عدة أحاديث وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته أ. هـ.

(1)

أخرجه أبو داود (2932)، وابن حبان (4494). وإسناده صحيح. وأخرجه أيضًا النسائي (7/ 159)، وأحمد (6/ 70).

(2)

أخرجه أبو داود (4889) وإسناده صحيح. وانظر: مختصر سنن أبي داود للمنذري (7/ 218 - 219).

(3)

انظر ترجمة إسماعيل بن عياش الحِمْصي وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلّط في غيرهم، تقريب التهذيب برقم (477). وكثير بن مرة ذكره العسكري في جملة الصحابة وقال: ذكره ابن أبي خيثمة في جملة الصحابة الذين يعرفون بكناهم، وهو وهم. وذكره في التابعين جماعة، منهم: مسلم وخليفة، وابن حبان، وأبو حاتم، والبخاري. =

ص: 288