الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب تغطية الأواني وغيرها
من الصحاح
3438 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان جُنح الليل، أو أمسيتم، فكُفّوا صبيانكم، فإن الشيطان ينتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل، فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمّروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئًا، وأطفئوا مصابيحكم".
قلت: رواه الشيخان بهذا اللفظ في الأشربة، وأبو داود فيه، والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث عطاء بن أبي رباح عن جابر يرفعه. (1)
و"جنح الليل" قال الجوهري (2): جُنْح الليل وجِنْحُه: يعني بالضم والكسر طائفة منه، وقال في شرح السنة (3): هو أول ما يظلم، قوله صلى الله عليه وسلم:"ولو أن تعرضوا عليه شيئًا" قال النووي (4): المشهور في ضبطه فتح التاء وضم الراء، وهكذا قال الأصمعي والجمهور، ورواه أبو عبيد بكسر الراء، والصحيح الأول، ومعناه: تمده عليه عرضًا، وهذا عند عدم ما يغطيه به.
(1) أخرجه البخاري (5623)، ومسلم (2012)، وأبو داود (3732)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (745)(746).
(2)
الصحاح للجوهري (1/ 360).
(3)
شرح السنة (11/ 391).
(4)
المنهاج (13/ 264 - 265).
3439 -
في رواية: "خمّروا الآنية، وأوكوا الأسْقية، وأجيفوا الأبواب، وأكفتوا صبيانكم عند المساء، فإن للجن انتشارًا وخِطفة، وأطفِئُوا المصابيح عند الرُّقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة، فأحرفت أهل البيت".
قلت: رواها البخاري فيه من حديث جابر. (1)
وأجيفوا الأبواب: بهمزة القطع وجيم وياء آخر الحروف وفاء من أجفت الباب إذا رددته، وأكفتوا: بكسر الفاء من كفت الشيء أكفته كفتًا إذا ضممته، وأطفئوا المصابيح: همزته همزة قطع، والفويسقة: الفأرة تصغير فاسقة لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها.
3440 -
وفي رواية: "غطُّوا الأناء، وأوكوا السقاء، وأغلقوا الباب، وأطفئوا السراج، فإن الشيطان لا يُحلّ سقاءً، ولا يفتح بابًا، ولا يكشف إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودًا، ويذكر اسم الله عليه، فليفعل، فإن الفويسقة تُضرم على أهل البيت بيتهم".
قلت: رواها مسلم، وابن ماجه كلاهما في الأشربة من حديث الليث عن أبي الزبير عن جابر. (2)
وتضرم: أي تحرق سريعًا وهو بضم التاء وإسكان الضاد المعجمة.
3441 -
قال صلى الله عليه وسلم: "لا ترسلوا فَواشِيكم وصبيانكم إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء، فإن الشيطان يُبعث إذا غابت الشمس، حتى تذهب فحمة العشاء".
قلت: رواه مسلم من حديث زهر عن أبي الزبير عن جابر (3)، قوله:"لا ترسلوا فواشيكم" قال أهل اللغة (4): الفواشي كل شيء منتشر من المال والإبل والغنم وسائر
(1) أخرجه البخاري (3316).
(2)
أخرجه مسلم (2012)، وابن ماجه (3410).
(3)
أخرجه مسلم (2013).
(4)
النهاية (3/ 449).
البهائم وغيرها، وهو جمع فاشية لأنها تفشوا أي تنتشر في الأرض، و "فحمة العشاء": ظلمتها وسوادها، وفسرها بعضهم هنا بإقباله وأول ظلامه، قال: ويقال للظلمة التي بين صلاتي المغرب والعشاء الفحمة والتي بين العشاء والفجر العسعسة.
3442 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "غطوا الإناء، وأوكُوا السقاء، فإن في السنة ليلة، ينزل فيها وباءٌ، لا يمر بإناء ليس عليه غطاءٌ، أو سقاءٌ ليس عليه وكاءٌ، إلا نزل فيه من ذلك الوباء".
قلت: رواه مسلم في الأشربة من حديث القعقاع بن حكيم عن جابر يرفعه (1)، قال الليث: فالأعاجم عندنا يتّقون ذلك في كانون الأول.
والوباء: تمد وتقصر لغتان، قال الجوهري (2) وغيره: والقصر أشهر، وهو مرض عام يفضي إلى الموت غالبًا، وكانون: غير مصروف للعلمية والعجمة، وهو الشهر المعروف.
3443 -
قال: جاء أبو حميد -رجلٌ من الأنصار- من النقيع بإناءٍ من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا خمّرته؟ ولو أن تعرض عليه عودًا".
قلت: رواه الشيخان في الأشربة من حديث الأعمش عن أبي صالح ذكوان وأبي سفيان عن جابر. (3)
3444 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون".
قلت: رواه البخاري في الاستئذان ومسلم في الأشربة، وأبو داود وابن ماجه كلاهما في الأدب، والترمذي في الأطعمة كلهم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب. (4).
(1) أخرجه مسلم (2014).
(2)
الصحاح (1/ 97).
(3)
أخرجه البخاري (5605)، ومسلم (2011).
(4)
أخرجه البخاري (6293)، ومسلم (2015)، وأبو داود (5246)، والترمذي (1813)، وابن ماجه (3769).