الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يخرجه مسلم ولا أخرج لخولة الأنصارية شيئًا، وليس لها في البخاري سوى هذا الحديث. (1)
قوله: "يتخوضون" هو بالخاء والضاد المعجمتين: أي: يتصرفون في مال الله بما لا يرضاه الله، وأصل الخوض: الشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبيس بالأمر والتصرف فيه.
2841 -
قالت: لما استخلف أبو بكر قال: لقد عَلِم قومي أنّ حِرْفَتي لم تكن تعجزُ عن مَؤُونة أهلي، وشُغلتُ بأمر المسلمين، فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال، ويحترف للمسلمين فيه.
قلت: رواه البخاري في البيوع ولم يرفع منه شيئًا بل هو موقوف على أبي بكر الصديق رضي الله عنه. (2)
وقوم أبي بكر هم: قريش، وحرفته: التجارة، كان يتجر رضي الله عنه، وتعجز: بكسر الجيم، قوله:"فسيأكل آل أبي بكر من هذا المال" المراد بذلك من كان يحترف من أجلهم، والمراد باحترافه للمسلمين: نظره في أمورهم وتثمين مكاسبهم وأرزاقهم.
وقد روي أن أبا بكر رضي الله عنه كان يأخذ كل يوم من مال بيت المال درهمين نفقة لأهله.
من الحسان
2842 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من استعملناه على عمل، فرزقناه رزقًا، فما أخذ بعد ذلك، فهو غُلول".
(1) أخرجه البخاري (3118).
(2)
أخرجه البخاري (2070).
قلت: رواه أبو داود في الخراج من حديث بريدة يرفعه. (1)
2843 -
وقال عمر رضي الله عنه: عملت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلني.
قلت: رواه أبو داود في الخراج (2)، وأصل الحديث ثابت في الصحيحين وفي سنن النسائي (3) أتم منه من حديث عمر، وهذا الحديث أحد الأحاديث التي وقعت في البخاري واجتمع في إسنادها أربعة من الصحابة يروي بعضهم عن بعض، وهو في هذا الحديث السائب بن يزيد ابن أخت نَمِرٍ عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السَّعْدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم. ومن الأحاديث التي جاءت هكذا حديث زينب بنت أبي سلمة عن حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بن جحش. قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه محمرًا وجهه وهو يقول: "ويلٌ للعرب من شر قد اقترب". (4)
قوله: "فعمّلني" بفتح العين وتشديد الميم: أي جعل لي عمالة، والعمالة؛ بضم العين: أجرة العمل.
2844 -
قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلما سرتُ أرسل في أثري، فردَدت، فقال:"أتدري لم بعثت إليك؟ لا تُصيبن شيئًا بغير إذني، فإنه غلول، {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، لهذا دعوتك، فامضِ لعملك".
(1) أخرجه أبو داود (2943) وإسناده صحيح. انظر هداية الرواة (3/ 484).
(2)
أخرجه أبو داود (2944). وأصله في الصحيحين انظر: البخاري (7163)، ومسلم (11045)، وانظر: فتح الباري (13/ 153).
(3)
انظر سنن النسائي (5/ 102 - 103).
(4)
أخرجه مسلم (1/ 2880)، والحميدي (308)، وأحمد (6/ 428)، والترمذي (2187)، وابن ماجه (3953) وغيرهم وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وانظر: فتح الباري (13/ 12).
قلت: رواه الترمذي في الأحكام من حديث معاذ وقال: حسن غريب. (1)
2845 -
قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان لنا عاملًا، فليكتسب زوجة، فإن لم يكن له خادم، فليكتسب خادمًا، فإن لم يكن له مسكن، فليكتسب مسكنًا".
قلت: رواه أبو داود في الخراج من حديث المستورد بن شداد، وسكت عليه أبو داود. (2)
- ويروى: "من اتخذ غير ذلك فهو غالّ".
قلت: رواه أبو داود. (3) وهذا يتأول على وجهين:
أحدهما: أن للعامل السكنى والخدمة، فإن لم يكن له مسكن وخادم استؤجر له من يخدمه فيكفيه مهنة مثله، ويكرى له مسكن يسكنه، مدة مقامه في عمله. الثاني: أنه أباح اكتساب الخادم والزوجة والمسكن من عمالته التي هي أجره، قاله الخطابي. (4)
2846 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس من عُمِّل منكم لنا على عمل، فكتمنا منه مخيطًا فما فوقه، فهو غالٌّ يأتي به يوم القيامة"، فقام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله اقبلْ عني عَمَلك، فقال:"وما ذاك؟ "، قال: سمعتك تقول كذا وكذا،
(1) أخرجه الترمذي (1335) وفي إسناده أبي أسامة عن داود الأودي. وداود الأودي: ضعيف قد ضعفه أبو داود وغيره كما في سؤالات الأجرى (182) وقال: متروك. وقال الحافظ: ضعيف، التقريب (1827).
(2)
أخرجه أبو داود (2945) وإسناده صحيح، وصححه الحاكم (1/ 406) وقال: صحيح على شرط البخاري، ووافقه الذهبي.
(3)
أخرجه أبو داود (2945).
(4)
معالم السنن (3/ 8).
قال: "وأنا أقول ذلك: من استعملناه على عمل، فليأت بقليله وكثيره، فما أوتي منه، أخذه، وما نهي عنه انتهى".
قلت: رواه مسلم في المغازي، وأبو داود في القضاء، وكلاهما من حديث عَدِيّ بن عَمِيْرة الكندي فكان من حق المصنف رضي الله عنه أن يذكره في الصحاح لا في الحسان. (1)
2847 -
قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي".
قلت: رواه أبو داود في القضاء، والترمذي وابن ماجة، كلاهما في الأحكام من حديث عبد الله بن عمرو، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. (2)
قال الزمخشري (3): الرشوة والرُشوة، الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة من الرشا، وقد رشاه رشوًا فارتشى، كما يقال كساه فاكتسى، وقيل: هو من قولهم رشا الفرخ إذا مد عنقه إلى أمه لتزقه. وإنما يدخل الراشي تحت اللعن إذا لم يستدفع بما دفعه مضرة.
2848 -
قال أرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجمع عليك سلاحك وثيابك ثم ائتني، قال: فأتيته وهو يتوضأ، فقال:"يا عمرو إني أرسلت إليك لأبعثك في وجه يسلّمك الله ويُغَنِّمُك، وأزْعبَ لك زُعْبة من المال"، فقلت: يا رسول الله ما كانت هجرتي للمال، ما كانت إلا لله ولرسوله، قال:"نِعِمّا بالمال الصالح للرجل الصالح".
قلت: رواه الإِمام أحمد من حديث موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال: سمعت عمروًا فذكره. (4)
(1) أخرجه مسلم (1833)، وأبو داود (3581).
(2)
أخرجه أبو داود (3580)، والترمذي (1337)، وابن ماجه (2313) وإسناده صحيح.
وأخرجه كذلك أحمد (2/ 164، 190، 94)، وابن حبان (577).
(3)
انظر الفائق للزمخشري (2/ 60).
(4)
أخرجه أحمد (4/ 197) قال العراقي: بسند صحيح، انظر هداية الرواة (3/ 486).