المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتاب الجهاد ‌ ‌من الصحاح 2877 - قال رسول الله صلى الله عليه - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٣

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب النكاح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النظر إلى المخطوبة وبيان العورات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الولي في النكاح واستئذان المرأة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعلان النكاح والخِطبة والشرط

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المحرمات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المباشرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصداق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الوليمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القَسْم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الخلع والطلاق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المطلقة ثلاثًا

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الصحاح

- ‌باب اللعان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العدة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الإستبراء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النفقات وحق المملوك

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بلوغ الصغير وحضانته في الصغر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب العتق

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعتاق العبد المشترك وشراء القريب والعتق في المريض

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأيمان والنذور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل في النذور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب القصاص

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الديات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما لا يضمن من الجنايات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القسامة

- ‌من الصحاح

- ‌باب قتل أهل الردة والسعاة بالفساد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قطع السرقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الشفاعة في الحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حد الخمر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب لا يُدْعى على المحدود

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب التعزير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بيان الخمر ووعيد شاربها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الإمارة والقَضاء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما على الولاة من التيسير

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العمل في القضاء والخوف منه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب رزق الولاة وهداياهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأقضية والشهادات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إعداد آلة الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب آداب السفر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكتاب إلى الكفار ودعائهم إلى الإسلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب القتال في الجهاد

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب حكم الأسارى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الأمان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب قسمة الغنائم والغلول فيها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الجزية

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الصلح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب إخراج اليهود من جزيرة العرب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الفيء

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الصيد والذبائح

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يقتنى من الكلاب وما لا يقتنى وما أمر بقتله منها والنهي عن التحريش بين البهائم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ما يحل أكله ويحرم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب العقيقة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الضيافة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌فصل

- ‌من الحسان

- ‌باب الأشربة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب النقيع والأنبذة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب تغطية الأواني وغيرها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

الفصل: ‌ ‌كتاب الجهاد ‌ ‌من الصحاح 2877 - قال رسول الله صلى الله عليه

‌كتاب الجهاد

‌من الصحاح

2877 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من آمن بالله وبرسوله، وأقام الصلاة، وصام رمضان، كان حقًّا على الله أن يدخله الجنة، جاهد في سبيل الله، أو جلس في أرضه التي ولد فيها"، قالوا: أفلا نبشر الناس؟ قال: "إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة".

قلت: رواه البخاري في الجهاد، في باب درجات المجاهد، وفي التوحيد في باب "وكان عرشه على الماء" من حديث أبي هريرة، ولم يخرجه مسلم. (1)

وأوسط الجنة: هو أفضلها من الوسط الذي هو الخيار.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أوسط قومه أي: "أشرفهم وأحسبهم".

2878 -

قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المجاهد في سبيل الله: كمثل الصائم، القائم، القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة، حتى يرجع المجاهد في سبيل الله".

قلت: رواه مسلم والترمذي كلاهما في الجهاد من حديث أبي هريرة، وروى البخاري أيضًا في الجهاد قريبًا من لفظه. (2)

ومعنى القانت: هنا المطيع.

2879 -

قال صلى الله عليه وسلم: "انتدب الله لِمن خرج في سبيله -لا يخرجه إلا إيمانٌ بي، وتصديق برسلي- أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، أو أدخله الجنة".

(1) أخرجه البخاري (2790)(7423).

(2)

أخرجه مسلم (1878)، والترمذي (1619). وأخرج البخاري (2787) بنحوه.

ص: 317

قلت: رواه البخاري في الإيمان، ومسلم في المغازي، والنسائي في الإيمان، وابن ماجه في الجهاد، أربعتهم من حديث أبي هريرة يرفعه. (1)

قوله صلى الله عليه وسلم: "انتدب الله" أي أجابه إلى غفرانه، يُقال:"انتدبته فانتدب" أي دعوته فأجاب.

2880 -

قال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفتُ عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده، لوددتُ أن أقتل في سبيل الله ثم أُحيى، ثم أقتل ثُم أحيى، ثم أُقتل ثم أُحيى، ثُم أُقتل".

قلت: رواه البخاري ومسلم، كلاهما في الجهاد من حديث أبي هريرة. (2)

2881 -

قال صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم في سبيل الله: خير من الدنيا وما عليها".

قلت: رواه البخاري في الجهاد من حديث سهل بن سعد مطولًا (3)، وعزاه ابن الأثير (4) لمسلم أيضًا، والظاهر أنه وهم لأن الذي في مسلم من حديث سهل "فضل الغدوة والروحة" وأما فضل "رباط يوم" فليس فيه، وقد صرّح بذلك الحميدي (5)، وهو ظاهر كلام عبد الحق.

والرباط: قال في المشارق (6): ملازمة الثغر للجهار.

2882 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها".

(1) أخرجه البخاري (36)، ومسلم (1876)، والنسائي (8/ 120)، وابن ماجه (2753).

(2)

أخرجه البخاري (2797)، ومسلم (1497).

(3)

أخرجه البخاري (2892).

(4)

انظر جامع الأصول لابن الأثير (9/ 471) رقم (7169).

(5)

الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 553 رقم 914).

(6)

المشارق (1/ 279).

ص: 318

قلت: رواه الشيخان في الجهاد من حديث أنس بن مالك يرفعه. (1)

والغدوة: بفتح الغين هي السير أول النهار إلى الزوال، والروحة: السير من الزوال إلى آخر النهار.

و"أو" للتقسيم لا للشك.

2883 -

قال صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة: خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمِنَ من الفتان".

قلت: رواه مسلم في الجهاد من حديث سلمان الفارسي، ولم يخرجه البخاري. (2)

قوله صلى الله عليه وسلم: "وأجرى عليه عمله

" الحديث هذه فضائل ظاهرة للمرابط، منها: جريان عمله عليه بعد موته، وهي فضيلة مختصة به لا يشاركه فيها أحد، وقد جاء مصرحًا به في مسلم: "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة".

ومنها: "إجراء الرزق عليه": وهو موافق لقوله تعالى في الشهداء: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ومنها: "أمِنَ الفتان".

قال النووي (3): ضبطوا أمن بوجهين، أحدهما: أمن بفتح الهمزة وكسر الميم، والثاني (أومِنَ) بضم الهمزة وبواو.

وأما الفتان: فقال القاضي (4): رواه الأكثرون بضم الفاء جمع فاتن، وقال: ورواه الطبري بالفتح، وفي رواية أبي داود:"وأمن من فتاني القبر".

2884 -

قال صلى الله عليه وسلم: "ما اغبرّت قدما عبدٍ في سبيل الله، فتمسه النار".

(1) أخرجه البخاري (2794)، ومسلم (1881).

(2)

أخرجه مسلم (1913).

(3)

المنهاج (13/ 90).

(4)

انظر إكمال المعلم (6/ 342).

ص: 319

قلت: رواه البخاري في الصلاة، والجهاد، وفيه قصة.

والترمذي والنسائي كلاهما فيه (1)، ثلاثتهم من حديث أبي عبس يرفعه، واسمه عبد الرحمن بن جبر أنصاري صحابي (2)، ولم يخرج له مسلم في كتابه شيئًا، ولم يخرج له من أصحاب الكتب الستة غير الثلاثة المذكورين أخرجو له هذا الحديث خاصة.

2885 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدًا".

قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الجهاد من حديث أبي هريرة، ولم يخرجه البخاري. (3)

2886 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من خير معاش الناس لهم: رجل مُمسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانة، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، ليس من الناس إلا في خير".

قلت: رواه مسلم في الجهاد، والنسائي في السير وفي التفسير، وابن ماجه في الفتن ثلاثتهم من حديث أبي هريرة. (4) ولم يخرجه البخاري.

قوله صلى الله عليه وسلم: "يطير على متنه" أي يسرع راكبًا على ظهره.

(1) أخرجه البخاري في الجهاد (2811) وفي الصلاة (907)، والترمذي (1632)، والنسائي (6/ 14).

(2)

قلت: أبو عبس بن جبر اسمه عبد الرحمن وقيل عبد الله وقيل: معبد أنصاري أوسي، شهد بدرًا وما بعدها، وهو أحد من قتل كعب بن الأشرف مات سنة 34 هـ عن سبعين سنة أ. هـ. التقريب (8289)، وانظر الإصابة (7/ 266).

(3)

أخرجه مسلم (1891)، وأبو داود (2495).

(4)

أخرجه مسلم (1889)، والنسائي في الكبرى (8830)، وابن ماجه (3977).

ص: 320

قال في النهاية (1): أي يجريه في الجهاد، واستعار له الطيران.

الهيعة (2): الصوت الذي يفزع منه وتخافُه من عدُوٍّ، وهو بفتح الهاء وإسكان الياء آخر الحروف.

والفزعة (3): بإسكان الزاي: النهوض إلى العدو.

ومعنى "يبتغي القتل مظانه": أي يطلبه في مواطنه التي يرجى فيها لشدة رغبته في الشهادة.

والغنيمة: تصغير غنم وهو مؤنث سماعي ولذلك صغّر بالتاء.

والشعفة: بتحريك العين المهملة وقبلها شين معجمة (رأس الجبل) والجمع شعف وشغاف وشعوف (4)، واليقين: الموت.

2887 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من جهز غازيًا في سبيل الله فقد غزا".

قلت: رواه الجماعة إلا ابن ماجه، كلهم في الجهاد من حديث زيد بن خالد الجهني. (5)

2888 -

قال صلى الله عليه وسلم: "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين، كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلًا من المجاهدين في أهله، فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟ ".

قلت: رواه مسلم وأبو داود والنسائي ثلاثتهم في الجهاد من حديث بريدة، ولم يخرجه

(1) النهاية (3/ 151).

(2)

انظر: النهاية لابن الأثير (5/ 288).

(3)

المصدر السابق (3/ 443). وقال: الفزع: الخوف في الأصل، فوضع موضع الإغاثة والنَّصْر.

(4)

انظر: المنهاج للنووي (13/ 52).

(5)

أخرجه البخاري (2843)، ومسلم (1895)، وأبو داود (2509)، والترمذي (1628)، والنسائي (6/ 46).

ص: 321

البخاري. (1)

قوله صلى الله عليه وسلم: "كحرمة أمهاتهم" يعني والله أعلم في شيئين:

أحدهما: تحريم التعرض لهن بريبة من نظر محرم وخلوة وغير ذلك.

والثاني: بالبر لهن والإحسان إليهن من غير ترتب مفسدة.

قوله صلى الله عليه وسلم: "فما ظنكم؟ " المقام أي: لا يبقي منها شيئًا إن أمكنه، أي فما ظنكم بمن أحلّه لهذه المنزلة وخصه بهذه الفضيلة يكون له وزاد لك من الكرامات.

2889 -

قال: جاء رجل بناقة مخطومة، فقال: هذه في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة، كلها مخطومة".

قلت: رواه مسلم والنسائي كلاهما في الجهاد من حديث أبي مسعود الأنصاري واسمه عقبة بن عمرو. (2)

2890 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثًا إلى بني لحيان -من هذيل-، فقال:"لينبعث من كل رجلين أحدهما، والأجر بينهما".

قلت: رواه مسلم وأبو داود كلاهما في الجهاد من حديث أبي سعيد الخدري (3)، واسمه سعد بن مالك، ولم يخرج البخاري، هذا الحديث.

2891 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لن يبرح هذا الدين قائمًا، يقاتل عليه عصابة من المسلمين، حتى تقوم الساعة".

قلت: رواه مسلم في الجهاد من حديث جابر بن سمرة يرفعه، ولم يخرجه البخاري. (4)

(1) أخرجه مسلم (1897)، وأبو داود (2496)، والنسائي (6/ 50).

(2)

أخرجه مسلم (1892)، والنسائي (6/ 49).

(3)

أخرجه مسلم (1896)، وأبو داود (2510).

(4)

أخرجه مسلم (1922).

ص: 322

2892 -

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يُكْلَم أحد في سبيل الله -والله أعلم بمن يكلم في سبيله-، إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دمًا، اللون لون الدم، والربح ريح المسك".

قلت: رواه الشيخان، والترمذي والنسائي كلهم من حديث أبي هريرة. (1)

ويكلم: بإسكان الكاف أي يجرح من الكلم بفتح الكاف وإسكان اللام وهو الجرح.

ويثعب: بالثاء المثلثة وبعدها عين مهملة أي يجري.

2893 -

قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد يدخل الجنة ويحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما في الأرض من شيء، إلا الشهيد: يتمنى أن يرجع إلى الدنيا، فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة".

قلت: رواه البخاري ومسلم في الجهاد، والترمذي فيه بمثل معناه، ثلاثتهم من حديث أنس بن مالك يرفعه. (2)

2894 -

سئل عبد الله بن مسعود عن هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} قال: إنا قد سألنا عن ذلك؟، فقال:"أرواحهم في جوف طير خضر، لها" قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة، فقال: هل تشتهون شيئًا؟ قالوا: أي شيء نشتهي، ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا، حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تُركوا".

قلت: رواه مسلم وابن ماجه كلاهما في الجهاد، والنسائي في التفسير من حديث عبد الله بن مسعود (3)، ولم يقل الترمذي:"فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا".

(1) أخرجه البخاري (2803)، ومسلم (1876)، والترمذي (1655)، والنسائي (6/ 28).

(2)

أخرجه البخاري (2817)، ومسلم (1877)، والترمذي (1662).

(3)

أخرجه مسلم (1887)، وابن ماجه (2801)، والترمذي (3011). =

ص: 323

واعلم: أنه قد وقع في صحيح مسلم أنه ذكر إسناد هذا الحديث إلى مسروق، وقال: سألنا عبد الله عن هذه الآية {وَلَا تَحْسَبَنَّ}

الحديث.

قال الماوردي: كذا جاء عبد الله غير منسوب، وقال أبو علي: من الناس من ينسبه فيقول: عبد الله بن عمرو، وذكره أبو مسعود الدمشقي والمزي، وخلف الواسطي والحميدي في مسند ابن مسعود. (1)

قال عياض: وكذا وقع في بعض النسخ من صحيح مسلم، قال النووي: ولم أره منسوبًا في معظمها، وقال -أعني- النووي: وهذا الحديث مرفوع لقوله: إنا سألنا عن ذلك، فقال: يعني النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.

وقال المزي: الحديث موقوف، والصواب ما قاله النووي (2) والله أعلم.

قال القاضي (3): وفي الحديث دليل على أن الأرواح باقية لا تفنى، فينعم المحسن ويُعذب المسيء.

2895 -

قال رجل: يا رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله، يكفر عني خطاياي؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"نعم، إن قتلت في سبيل الله، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر"، قال: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أيكفر عني خطاياي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلا الدَّين، فإن جبريل قال لي ذلك".

= وأما عزوه للنسائي فإني لم أجده لا في التفسير ولا غيره ولم يعزه له المزي في (تحفة الأشراف 7/ 145 حديث 9570).

(1)

انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 245 - 246 رقم 326)، وتحفة الأشراف للمزي (7/ 145).

(2)

المنهاج (13/ 30).

(3)

انظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (6/ 306).

ص: 324

قلت: رواه مسلم والترمذي والنسائي ثلاثتهم في الجهاد من حديث أبي قتادة والحارث بن ربعي ولم يخرجه البخاري. (1)

2896 -

قال صلى الله عليه وسلم: "القتل في سبيل الله يكفر كل شيء، إلا الدَّين".

قلت: رواه مسلم في الجهاد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ولم يخرج البخاري عنه في هذا شيئًا. (2)

2897 -

قال صلى الله عليه وسلم: "يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، يدخلان الجنة: يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد".

قلت: رواه مالك في الموطأ والبخاري ومسلم والنسائي أربعتهم في الجهاد من حديث أبي هريرة. (3)

2898 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة بصدقٍ، بلَّغهُ الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه".

قلت: رواه الجماعة إلا البخاري كلهم في الجهاد إلا أبا داود فإنه رواه في الصلاة من حديث سهل بن حنيف. (4)

2899 -

أن الرُّبَيِّع بنت البراء -وهي أم حارثة بن سراقة- أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة؟، وكان قتل يوم بدر، أصاب سهم غريب، فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك، اجتهدت عليه في البكاء فقال:"يا أم حارثة إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى".

(1) أخرجه مسلم (1885)، والترمذي (1712)، والنسائي (6/ 34).

(2)

أخرجه مسلم (1886).

(3)

أخرجه مالك (2/ 460)، والبخاري (2826)، ومسلم (1890)، والنسائي (6/ 38).

(4)

أخرجه مسلم (1909)، وأبو داود (1520)، والترمذي (1653)، والنسائي (6/ 36)، وابن ماجه (2797).

ص: 325

قلت: رواه البخاري في باب من أصابه سهم غريب، من حديث أنس تفرد به البخاري. (1)

قوله: سهم غَرْب هو بفتح الراء وإسكانها: وهو السهم لا يدري من رماه.

2900 -

قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض"، قال عمير بن الحُمَام: بخ بخ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ " قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال:"فإنك من أهلها" قال: فأخرج تمرات، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي، إنها لحياة طويلة قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتلَ.

قلت: رواه مسلم في الجهاد من حديث أنس، وفيه قصة، ورواه أبو داود أيضًا فيه مختصرًا، ولم يخرجه البخاري. (2)

وبخ بخ: كلمة تقال عند المدح والرضى بالشيء، وقد تكون للمبالغة، قال في النهاية (3): وهي مبنية على السكون، ويقال أيضًا بخ بخ بالتنوين.

وفيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز لا كراهة فيه عند جماهير العلماء. (4)

2901 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا: يا رسول الله من قتل في سبيل الله؟، قال: "إن شهداء أمتي إذا لقليل! من قتل في سبيل الله فهو شهيد،

(1) أخرجه البخاري (2809).

(2)

أخرجه مسلم (1901)، وأبو داود (2618).

(3)

النهاية لابن الأثير (1/ 101).

(4)

المنهاج للنووي (13/ 68 - 69).

ص: 326

ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد".

قلت: رواه مسلم في الجهاد من حديث أبي هريرة، ولم يخرجه البخاري. (1)

2902 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من غازية أو سريّة تغزو، فتغنم وتسلم، إلا كانوا قد تعجلوا ثلثي أجورهم، وما من غازية أو سريّة، تخفق وتصاب، إلا إتم أجورهم".

قلت: رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه كلهم في الجهاد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ولم يخرجه البخاري. (2)

والغازية تأنيث المغازي: وهي هنا بصفة لجماعة غازية.

وتخفق: قال أهل اللغة: الإخفاق أن يغزوا ولم يغنموا شيئًا، وكذا كل طالب حاجة إذا لم يحصل فقد أخفق.

ومعنى الحديث: قال النووي (3): الصواب الذي لا يجوز غيره أن الغزاة: إذا سلموا وغنموا تكون أجورهم أقل من أجر من لم يسلم، أو سلم ولم يغنم، وأن الغنيمة هي في مقابلة جزء من أجر غزوهم، فإذا حصلت لهم فقد تعجلوا ثلثي أجرهم المترتب على الغزو، قال: وهذا موافق للأحاديث الصحيحة المشهورة عن الصحابة كقوله: منا من مات ولم يأكل من أجره شيئًا، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها أي يجتنيها، قال: وهذا هو الصواب، ولم يأت حديث صريح مخالف هذا، فتعين حمله على ظاهره، ومنهم من زعم أن هذا الحديث ليس بصحيح.

2903 -

قال صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه، مات على شعبة من نفاق".

(1) أخرجه مسلم (1915).

(2)

أخرجه مسلم (1906)، وأبو داود (2497)، والنسائي (6/ 17)، وابن ماجه (2785).

(3)

المنهاج (13/ 78).

ص: 327

قلت: رواه مسلم وأبو داود والنسائي ثلاثتهم في الجهاد من حديث أبي هريرة يرفعه، ولم يخرجه البخاري. (1)

قال مسلم: قال عبد الله بن المبارك: فنُرى أن ذلك كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2904 -

قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال:"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله".

قلت: رواه الجماعة: البخاري في العلم وفي الجهاد، وفي الخمس، وفي التوحيد، والباقون في المغازي من حديث أبي موسى الأشعري، واسمه عبد الله بن قيس. (2)

قوله: للذّكر: أي ليذكر بين الناس بالشجاعة.

2905 -

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع من غزوة تبوك، فدنا من المدينة، فقال:"إن بالمدينة أقوامًا، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا، إلا كانوا معكم- وفي رواية: إلا شَركوكم في الأجر-" قالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة! قال: "وهم بالمدينة، حبسهم العذر".

قلت: رواه الشيخان وأبو داود من حديث أنس (3)، ومسلم من حديث جابر. (4)

قال أهل اللغة: شرِكه بكسر الراء بمعنى شاركه.

2906 -

قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: "أحَيٌّ والداك؟ "قال: نعم؟ قال: "ففيهما فجاهد".

(1) أخرجه مسلم (1910)، وأبو داود (2502)، والنسائي (6/ 8).

(2)

أخرجه البخاري العلم (123)، والجهاد (2810)، والخمس (3126)، والتوحيد (7458)، ومسلم (1904)، وأبو داود (2517)، والترمذي (1646)، والنسائي (6/ 23)، وابن ماجه (2783).

(3)

أخرجه البخاري (4423)، وأبو داود (2508).

(4)

أخرجه مسلم (1911).

ص: 328