الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان
3261 -
قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقُرب طعامٌ، فلم أر طعامًا كان أعظم بركة منه أول ما أكلنا، ولا أقل بركة في آخره، قلنا: يا رسول الله كيف هذا؟ قال: "إنا ذكرنا اسم الله حين أكلنا، ثم قعد من أكل ولم يسم الله، فأكل معه الشيطان".
قلت: رواه الترمذي في الشمائل عن قتيبة عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن راشد بن جندل اليافعي عن حبيب بن أوس، ويقال ابن أبي أوس عن أبي أيوب الأنصاري. (1)
3262 -
قال وسول الله: "إذا أكل أحدكم فنسي أن يذكر الله على طعامه فليقل: بسم الله أوله وآخره".
قلت: رواه أبو داود والترمذي جميعًا في الأطعمة، والنسائي في اليوم والليلة ثلاثتهم من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير عن امرأة منهم يقال لها أم كلثوم عن عائشة ترفعه. (2)
ووقع في بعض روايات الترمذي أم كلثوم هي بنت أبي بكر الصديق، وقال غيره أم كلثوم الليثية، قال المنذري (3): وهو الأشبه.
وقد أخرج أبو بكر بن أبي شيبة هذا الحديث في مسنده عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة، ولم يذكر فيه أم كلثوم.
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (160). وفي إسناده ابن لهيعة وترجم له الحافظ في التقريب (3587) صدوق خلط بعد احتراق كتبه ورواية ابن المبارك وابن وهب منه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون. وأخرجه الإمام أحمد (5/ 415 - 416) بإسناد الترمذي هذا ومتنه. وانظر: مختصر الشمائل للشيخ الألباني رحمه الله رقم (160).
(2)
أخرجه أبو داود (3767)، والترمذي (1858)، والنسائي في الكبرى (10112)، وفي عمل اليوم والليلة (281). وأخرجه الطحاوي في المشكل (1084)، والبيهقي (7/ 276)، وابن حبان (5214)، والحاكم (4/ 121) وصححه، ووافقه الذهبي.
(3)
انظر: مختصر المنذري (5/ 300).
وقد ذكر الذهبي في الكاشف (1) أم كلثوم بنت الصديق، ورقم لها علامة مسلم والنسائي وابن ماجه، وأهمل الترمذي وهو ذهول لما بيناه، ورقم لأم كلثوم الليثية (2) علامة أبي داود والترمذي، وهذا الحديث ثابت فيهما وفي النسائي وأم كلثوم فإن كانت هي الليثية فينبغي أن يزيد علامة النسائي، وإن كانت ابنة الصديق فينبغي أن يزيد فيها علامة أبي داود والترمذي، فاعلم ذلك. (3)
3263 -
قال: كان رجل يأكل، فلم يسم الله، حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فيه، قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله، استقاء ما في بطنه".
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، والنسائي في الوليمة كلاهما من حديثا أميّة بن مَخْشي وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. (4)
(1) الكاشف (ت 7142). وانظر تعليق المحقق على الترجمة (2/ 527).
(2)
المصدر السابق برقم (7144).
(3)
وتكملة كلام المنذري: قال: ووقع في بعض روايات الترمذي: أم كلثوم: هي بنت أبي بكر الصديق، وقال غيره فيها: أم كلثوم الليثية، وهو الأشبه، لأن عبيد بن عمير ليثي، ومثل بنت أبي بكر لا يكنى عنها بامرأة، ولا سيما مع قوله "منهم" وقد سقط هذا من بعض نسخ الترمذي، وسقوطه الصواب.
انتهى وأشار إليه محقق سنن الترمذي في الهامش. وجزم المزي أنها أم كلثوم الليثية أو المكية، وساق في ترجمتها هذا الحديث من طريق مسند أحمد، انظر: تهذيب الكمال (35/ 382 - 383)، وتحفة الأشراف (12/ 443).
(4)
أخرجه أبو داود (3768)، والنسائي في الكبرى (6758).
وإسناده ضعيف في إسناده: المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي قال في "التقريب"(6514) مستور، وقول الذهبي في الكاشف (2/ 239) رقم (5281). أما جابر بن صبح فقال الحافظ: صدوق، التقريب (877).
وقال الدارقطني: لم يُسند أُمية عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث، تفرد به جابر بن الصبح عن المثنى بن عبد الرحمن الخزاعي عن جده أمية هذا آخر كلامه، "والمثنى" قال الذهبي: مجهول، و"ابن صبح" ثقة.
وقال أبو القاسم: ولا أعلم روى إلا هذا الحديث.
وقال ابن عبد البر (1): لأمية هذا حديث واحد في التسمية على الأكل، وهو جد المثنى بن عبد الرحمن ويقال عمه وأميّة: بضم الهمزة وفتح الميم وبعدها ياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث، ومخشي بفتح الميم وسكون الخاء وكسر الشين المعجمتين وتشديد الياء.
3264 -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه، قال:"الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين".
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة والترمذي في الشمائل، والنسائي في اليوم والليلة كلهم من حديث أبي سعيد الخدري، وذكره البخاري في تاريخه الكبير، وساق اختلاف الرواة فيه. (2)
3265 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطاعم الشاكر كالصائم الصابر".
قلت: رواه ابن ماجه في الصوم من حديث أبي هريرة، ورجاله موثقون، ورواه أيضًا من حديث سنان بن سنة الأسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعه، ورواه أيضًا الدارمي
(1) انظر: الاستيعاب (1/ 107)، وكذلك الإصابة (1/ 119).
(2)
أخرجه أبو داود (3850)، والترمذي (163) في الشمائل، والنسائي في الكبرى (10120) وإسناده ضعيف، فيه: الحجاج بن أرطأة وقد عنعن، وترجم له الحافظ في "التقريب" وقال: صدوق كثير الخطأ والتدليس (1127)، وكذلك اضطربوا في إسناده، وإسماعيل بن رياح بن عبيدة فيه جهالة. كما قال الحافظ في التقريب (448)، وأعله البغوي في شرح السنة (11/ 279) بالانقطاع. انظر كلام البخاري في تاريخه (1/ 353 - 354).
في الأطعمة من حديث سِنان بن سَنَّة عن أبيه يرفعه. (1)
3266 -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل وشرب، قال:"الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوّغه وجعل له مخرجًا".
قلت: رواه أبو داود هنا، والنسائي في الأطعمة من حديث أبي أيوب يرفعه. (2)
3267 -
قال: قرأت في التوراة: أن بركة الطعام الوضوء بعده، فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بركة الطعام: الوضوء قبله، والوضوء بعده".
قلت: رواه أبو داود والترمذي جميعًا في الأطعمة من حديث سلمان، وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث إلا من حديث قيس بن الربيع، وقيس بن الربيع يضعف في الحديث. (3)
3268 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء، فقدم إليه طعامٌ، فقالوا: ألا نأتيك بوضوء؟ قال: "إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة".
قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما هنا، والنسائي في الطهارة، وابن ماجه في
(1) أخرجه ابن ماجه (1764)، والترمذي (2486) وقال: حسن غريب، والدارمي (برقم 2067)، انظر: علل ابن أبي حاتم (2/ 13)، وفتح الباري (9/ 582) وإسناده صحيح كما قال البوصيري في الزوائد (2/ 42).
(2)
أخرجه أبو داود (3851)، والنسائي في الكبرى (6894) وصححه النووي في الأذكار. وانظر: الصحيحة (705) و (2061).
(3)
أخرجه أبو داود (3761)، والترمذي (1846). وإسناده ضعيف، فيه: قيس بن الربيع وهو يضعف في الحديث ذكره الحافظ في التقريب (5608) وقال: صدوق، تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه، فحدث به. انظر العلل لابن أبي حاتم (1502)، والضعيفة (168).
الأطعمة مختصرًا كلهم من حديث ابن عباس، وقال الترمذي: حديث حسن. (1)
3269 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتي بقصعة من ثريد، فقال:"كلوا من جوانبها، ولا تأكلوا من وسطها، فإن البركة تنزل في وسطها". (صح).
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه جميعًا في الأطعمة، والنسائي في الوليمة من حديث ابن عباس، وقال الترمذي: حديث حسن، إنما نعرفه من حديث عطاء بن السائب وقد تقدم الخلاف في عطاء بن السائب. (2)
3270 -
وفي رواية: "إذا كل أحدكم طعامًا، فلا يأكل من أعلى الصحفة، ولكن يأكل من أسفلها، فإن البركة تنزل من أعلاها".
قلت: رواها أبو داود من حديث ابن عباس. (3)
3271 -
قال: ما رُئي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئًا قط، ولا يطأ عَقبه رجُلان.
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، وابن ماجه في السنة (4) كلاهما من حديث شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه، كذا وقع في أبي داود وفي ابن ماجه، وشعيب هذا هو: والد عمرو بن شعيب وهو شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو، فإن كان ثابت إلينا في نسبه إلى جده حين حدث عنه فذلك سائغ، وإن أراد بأبيه محمدًا فيكون الحديث مرسلًا، فإن محمدًا لا صحبة له، وإن كان أراد بأبيه جده عبد الله فيكون مسندًا، وشعيب قد سمع من عبد الله بن عمرو والله أعلم.
(1) أخرجه أبو داود (3760)، والترمذي (1847)، والنسائي في الكبرى (6736) وإسناده صحيح. وفي النسخة المطبوعة من سنن الترمذي بتحقيق أحمد شاكر (4/ 284):"هذا حديث حسن صحيح".
(2)
أخرجه الترمذي (1805)، والنسائي في الكبرى (6762)، وابن ماجه (3277).
(3)
أخرجه أبو داود (3722) وإسناده صحيح. وإن كان في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط ولكنه من رواية شعبه عنه وقد سمع منه قبل الاختلاط.
(4)
أخرجه أبو داود (3770)، وابن ماجه (244) والمراد بالجد هنا في الحديث: عبد الله ابن عمرو لروايات أخرى صرحت بذلك. انظر تفصيل هذا الموضوع في: أجوبة ابن سيد الناس بتحقيقنا، وكذلك كتاب: صحيفتا عمرو بن شعيب وبهز بن حكيم. وتهذيب الكمال (12/ 534 - 536).
قوله: "ولا يطأ عقبه رجلان" معناه: لا يفعل فعل الملوك يتبعه الناس، يمشون وراءه.
3272 -
قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز ولحم وهو في المسجد، فأكل وأكلنا معه، ثم قام فصلى، وصلينا معه، ولم نزد على أن مسحنا أيدينا بالحَصْباء.
قلت: رواه ابن ماجه في الأطعمة من حديث عبد الله بن الحارث بن جَزْء، وفي سنده ابن لهيعة، وأخرجه الترمذي في الشمائل مختصرًا. (1)
3273 -
قال: أُتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع، -وكانت تعجبه- فنهس منها.
قلت: هذا الحديث رواه البخاري في التفسير في سورة بني إسرائيل، ومسلم في الإيمان كلاهما في حديث طويل وهو حديث الشفاعة، والترمذي في الزهد والنسائي في الوليمة، وابن ماجه في الأطعمة كلهم من حديث أبي هريرة، فكان من حق المصنف أن يذكره في الصحاح لا في الحسان. (2)
والنهس: هنا بالسين المهملة وهو أخذ ما على العظم من اللحم بأطراف الأسنان، وأما النهش: بالشين المعجمة فبالأضراس.
3274 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقطعوا اللحم بالسكين، فإنه من صنع الأعاجم، وانهشوه، فإنه أهنا وأمرأ". (غريب).
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة من حديث عائشة، وفي سنده أبو معشر المدني، واسمه: نجيح، قال النسائي: وأبو معشر له أحاديث مناكير منها هذا، ومنها حديث ما بين المشرق والمغرب قبلة، وقد روى الترمذي قوله صلى الله عليه وسلم: "انهسوا اللحم نهسًا فإنه أهنأ
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (166) وابن ماجه (3300)(3311).
(2)
أخرجه البخاري (4712)، ومسلم (194)، والترمذي (1837)، والنسائي في الكبرى (6660)، وابن ماجه (3307).
وأمرأ" من حديث صفوان بن أمية، وأشار إلى حديث عائشة بقوله: وفي الباب عن عائشة. (1)
قوله صلى الله عليه وسلم: "أهنا وأمرأ" هما أفعلا التفضيل من هنؤ الطعام ومرؤ إذا كان سائغًا لا تنغيص فيه، وقيل: الهنيء ما يلذ للأكل، والمريء: ما تحمد عاقبته.
3275 -
قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عليٌّ، ولنا دوالٍ معلّقة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل، وعليٌّ معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليّ:"مه يا علي! فإنك ناقهٌ". قالت: فجعلت لهم سِلَقًا وشعيرًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يا علي من هذا فأصِبْ، فإنه أوفق لك".
قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه ثلاثتهم في الطب من حديث أم المنذر بنت قيس، ويقال اسمها: سلمى، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث فليح، ذكر ذلك أبو القاسم الدمشقي. (2)
والدوالي: بسر معلقة فإذا أرطب أكل منه، واحدتها دالية.
ومه: اسم مبني على السكون بمعنى أقصر، وناقه: بالنون والقاف المكسورة يقال: "نقه المريض ينقه" فهو ناقه إذا برأ، وكان قريب عهد بالمرض، لم ترجع إليه قوته.
3276 -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الثُّفْل.
(1) أخرجه أبو داود (3778). وإسناده ضعيف، فيه أبو معشر السندي نجيح بن عبد الرحمن: ضعيف الحديث ذكره الحافظ في التقريب (7150) وقال: ضعيف، أسن واختلط. وقال النسائي حديث منكر.
ويخالف ما تقدم من حديث عمرو بن أمية السابق في الصحيح. انظر فيض القدير للمناوي (3/ 64)، وانظر: السنن الكبرى (69)، والمجتبى (4/ 172)، والضعفاء والمتروكين (235)، وتهذيب الكمال (1408)، وميزان الاعتدال (4/ 246).
(2)
أخرجه أبو داود (3856)، والترمذي (2037) وحسّنه، وابن ماجه (3442) فيه: فليح بن سلمان وقال عنه الحافظ في التقريب (5478): صدوق كثير الخطأ، وانظر: تحفة الأشراف (7/ 1013). وقال الترمذي: لا يعرف إلا من حديث فليح.
قلت: رواه الترمذي في الشمائل من حديث أنس بسند جيد، وقال: قال عبد الله وهو الدارمي. (1)
الثفل: ما بقي من الطعام، قال في شرح السنة (2): والضم فيه أفصح، قال ابن الأثير (3): وهو بالثاء المثلثة والفاء، وقيل: هو الثريد.
3277 -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أكل في قصعة فلحسها، استغفرتْ له القصعة". (غريب).
قلت: رواه الترمذي والدارمي، وابن ماجه ثلاثتهم في الأطعمة من حديث نبيشة الهذلي (4) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد، ورواه الإمام أحمد عن عفان عن المعلى عن جدته أم عاصم عن نبيشة الخير.
3278 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بات وفي يده غمر لم يغسله، فأصابه شيءٌ، فلا يلومن إلا نفسه".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه والترمذي كلهم في الأطعمة من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: حسن غريب. (5)
والغمر: بالتحريك. الدسم والزُّهُومة من اللحم. (6)
(1) أخرجه الترمذي في الشمائل (186) وإسناده جيد كما قال المؤلف ونقل عنه المناوي في فيض القدير (5/ 229).
(2)
انظر: شرح السنة للبغوي (11/ 302).
(3)
انظر: النهاية (1/ 215).
(4)
أخرجه الترمذي (1804)، والدارمي (2/ 96)، وابن ماجه (3271)(3272)، وأحمد (5/ 76) وإسناده ضعيف، فيه جهالة أم عاصم جدة أبي اليمان المعلى بن راشد الهذلي.
(5)
أخرجه أبو داود (3852)، والترمذي (1860)، وابن ماجه (3297) وإسناده صحيح.
(6)
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 385).
3279 -
قال: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز، والثريد من الحَيْس.
قلت: رواه أبو داود فيه من حديث ابن عباس، وفي سنده رجل مجهول. (1)
والحيس: بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحت والسين المهملة طعام يتخذ من اللبن والأقط.
3280 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلوا الزيت وادَّهِنوا به، فإنه من شجرة مباركة".
قلت: رواه الترمذي في الأطعمة والنسائي في الوليمة كلاهما من حديث أبي أسيد بن ثابت الأنصاري يرفعه (2)، قال ابن عبد البر (3): وفي سنده اضطراب، ورواه أيضًا الترمذي وابن ماجه كلاهما في الأطعمة من حديث عمر بن الخطاب يرفعه (4)، وفي سنده عن عمر اضطراب أيضًا.
"وأبو أسيد" قال الدراقطني وابن عبد البر: هو بفتح الهمزة، وقيل بالضم ولا يصح، واسمه عبد الله.
3281 -
قالت: دخل عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أعندك شيء؟ " قلت: لا، إلا خبز يابس وخلّ، فقال:"هاتي، ما أقفر بيت من أُدمٍ فيه خل". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في الأطعمة من حديث أم هانىء بنت أبي طالب، واسمها فاختة
(1) أخرجه أبو داود (3783) وإسناده ضعيف، فيه رجل مجهول من أهل البصرة لم يسم.
(2)
أخرجه الترمذي (1852)، والنسائي في الكبرى (6702)، والدارمي (2/ 102)، وإسناده ضعيف فيه جهالة الرجل عطاء من أهل الشام لم يرو عنه غير عبد الله بن عيسى ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان وقال الذهبي في الميزان (3/ 77) لين البخاري حديثه، وللحديث شواهد، لكنها ضعيفة.
انظر العلل للدارقطني (7/ 32)(1185) وابن أبي حاتم في العلل (2/ 15 - 16).
(3)
انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1597 - 1598). و ..... : "إسناده مضطرب فيه لا يصح".
(4)
أخرجه الترمذي (1851)، وابن ماجه (3319)، والحاكم (4/ 122)، وانظر: الصحيحة (379).
وقال: حسن غريب، وأم هانئ ماتت بعد علي بمدة. (1)
3382 -
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز الشعير، فوضع عليها تمرة، فقال:"هذه إدام هذه"، وأكل.
قلت: رواه أبو داود في الأيمان والنذور وترجمه: باب من حلف لا يتأدم، والترمذي في الشمائل كلاهما من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام، قال البخاري وآخرون: له صحبة وقال غيرهم: ليست له صحبة، ومنهم من عده فيمن ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، وقد روي أيضًا من حديث يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه. (2)
3383 -
قال: مرضت مرضًا، فأتاني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثَدْييّ حتى وجدت بردَها على فؤادي، وقال:"إنك رجل مفؤود، فأت الحارث بن كَلَدَة -أخا ثقيف- فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهُن بنواهُنّ، ثم ليلُدّك بهنّ".
قلت: رواه أبو داود في الطب من حديث مجاهد، وهو ابن جبر عن سعد ابن أبي وقاص قال أبو حاتم: لم يدرك مجاهد سعدًا، إنما يروى عن مصعب بن سعد عن سعد. (3) وقال أبو زرعة الرازي: مجاهد عن سعد مرسل.
و"المفؤود" هو الذي أصيب فؤاده، والفؤاد: القلب.
(1) أخرجه الترمذي (1841) وتمام كلامه: "لا نعرفه من حديث أم هانيء إلا من هذا الوجه، وأبو حمزة الثمالي اسمه: ثابت بن أبي صفية". وقال الحافظ: ضعيف رافضي، التقريب (826). وانظر هداية الرواة (4/ 159).
(2)
أخرجه أبو داود (3259)(3830)، والترمذي في الشمائل (185) وفي إسنادهما يزيد ابن أبي أمية الأعور قال في التقريب (7738):"مجهول" انظر الضعيفة (4737). وانظر ترجمة: يوسف بن عبد الله بن سلام في الإصابة (6/ 691) وقال الحافظ: كلام البخاري أصح، وانظر كذلك الاستيعاب (4/ 1590).
(3)
أخرجه أبو داود (3875) وإسناده منقطع. فإن مجاهد لم يسمع من سعد كما بين أبو حاتم في المراسيل (1/ 205)، وانظر: تهذيب الكمال (27/ 228).
"والحارث بن كلدة" قال ابن أبي حاتم (1): لم يصح له إسلام، وهو يدل على أن الاستعانة بأهل الذمة جائزة، فليجأهن: أي يرضهن، ونقل الجوهري (2) أن الوجيئة: التمر يدق حتى يخرج نواه، ثم يُبَلّ بلبن أو سمن حتى يلزم بعضه بعضًا فيؤكل، وهو فعيلة، واللدود: ما يسقاه الإنسان في أحد جانبي الفم وهو بفتح اللام.
3384 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل الطبيخ بالرطب، ويقول:"يكسر حر هذا ببرد هذا، وبرد هذا بحرّ هذا". (غريب).
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، والترمذي فيه، والنسائي في الوليمة مختصرًا ثلاثتهم من حديث عائشة. (3)
"والطبيخ" رواية أبي داود وهي لغة في البطيخ، وقيل: هو مقلوب البطيخ، وقيل هو الهندي.
3385 -
قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق، فجعل يفتشه، ويخرج السوس منه.
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه في الأطعمة من حديث أنس. (4)
3386 -
قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في تبوك، فدعا بالسكّين، فسمّى وقطع. قلت: رواه أبو داود والترمذي في الأطعمة من حديث أنس (5) قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم، .. الشعبي عن ابن عمر، قال أبو حاتم الرازي: الشعبي لم يسمع من ابن عمر، وأخرج
(1) انظر: الجرح والتعديل (3/ 87) وفيه: إن الاستعانة بأهل الذمة في الطب جائزة.
(2)
الصحاح (1/ 80).
(3)
أخرجه أبو داود (3836)، والترمذي (1843)، والنسائي في الكبرى (6722) وإسناده صحيح. انظر الصحيحة (57).
(4)
أخرجه أبو داود (3832) ، وابن ماجه (3333) وإسناده صحيح.
(5)
أخرجه أبو داود (3819). وفي إسناده إبراهيم بن عيينة وهو صدوق يهم كما في "التقريب"(229) وقال في "الميزان" قال أبو حاتم: يأتي بالمناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الذهبي: حديثه صالح، وقال يحيى بن معين: كان مسلمًا صدوقًا لم يكن من أصحاب الحديث. انظر: منهج النسائي في الجرح والتعديل (3/ 1055)، وانظر كذلك: تهذيب الكمال (2/ 163)، وميزان الاعتدال (1/ 51). =
البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث الشعبي عن ابن عمر، وذكر غير واحد أنه سمع من ابن عمر، وقال الشعبي: قاعدت ابن عمر سنتين أو سنة ونصفًا، وفي إسناد حديث ابن عمر في الجبنة: إبراهيم بن عيينة أخو سفيان، قال أبو حاتم الرازي: شيخ يأتي بالمناكير، وسئل أبو داود السجستاني عن إبراهيم بن عيينة وعمران بن عيينة، ومحمد بن عيينة فقال: كلهم صالح وحديثهم قريب من قريب.
و"الجبنة" أخص من الجبن وهو المأكول، يقال فيهما بضم الجيم وسكون الباء، وضم الجيم والباء وبتشديد النون وهو أفصح، ويقال فيه أيضًا: بضم الجيم وضم الباء مخففًا.
وقال المنذري (1): قيل إنه كان يعمله قوم من الكفار ولا تحل ذبائحهم بالأنافح، وكان من المسلمين من يشاركهم في صنعة الجبن، فأباحه النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحال، ولم يمتنع من أكله من أجل مشاركة الكفار المسلمين فيه. (2)
3387 -
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفِراء؟ فقال: "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه، فهو مما عفا عنه". (غريب).
قلت: رواه الترمذي في اللباس وابن ماجه في الأطعمة من حديث سلمان الفارسي، قال الترمذي: غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وعلقه الترمذي أيضًا
= وكذلك شيخه عمرو بن منصور الهمداني وثقه ابن معين وضعفه أبو حاتم، وقال الحافظ في التقريب (5152): صدوق يهم. وبقية رجاله رجال الصحيح. وأن الشعبي لم يسمع من ابن عمر انظر ذلك في: جامع التحصيل في أحكام المراسيل (ص 204)، وتهذيب الكمال (14/ 28 - 39). وانظر كذلك: مختصر المنذري (5/ 328).
(1)
مختصر السنن (5/ 328)، لكنه ليس كلام المنذري، بل هو كلام الخطابي وانظره أيضًا في معالم السنن (4/ 235).
(2)
انظر لموضوع الجبن ما ألّفه أبو بكر الطرطوشي (ت 520 هـ) بعنوان: تحريم الجبن الرومي. من منشورات دار الغرب الإسلامي، فلقد أفاد وأجاد.
موقوفًا، وقال: والموقوف أصح. (1)
والفراء: مهموز مقصور هو: حمار الوحشي، وفي الحديث أنه قال لأبي سفيان "كلّ الصيد في جوف الفراء"، قال صلى الله عليه وسلم له ذلك يتألفه على الإسلام، يعني أنت في الصيد كحمار الوحش كلّ الصيد دونه، قال بعض الشارحين: وتفسيره بذلك غلط بل إنما هو جمع الفرو الذي يلبس، وليس هو هنا حمار الوحش.
3388 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وددت أن عندي خبزة بيضاء من برة سمراء مُلبّقة بسمن ولبن". فقام رجلٌ من القوم، فاتخذه، فجاء به، فقال:"في أي شيء كان هذا؟ قال: في عُكة ضبّ، قال: ارفعْه".
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، وابن ماجه كلاهما من حديث ابن عمر (2)، وسكت عليه أبو داود، واستدل به على الجمع بين لونين من طعام.
(1) أخرجه الترمذي (1726)، وابن ماجه (3367). وقال الترمذي: سألت البخاري عن هذا الحديث فقال ما أراه محفوظًا أ. هـ. وفي إسناده: سيف بن هارون ضعفه جمع، وقال الدارقطني: متروك، وترجم له الحافظ في التقريب (2742) وقال: ضعيف، أفحش ابن حبان القول فيه. وانظر: العلل للترمذي (513)، والعلل لابن أبي حاتم (2/ 1503). وحسنه الشيخ الألباني بشاهد من حديث أبي الدرداء عند البزار والحاكم بلفظ" ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت ..... " الحديث، كما في تخريج الحلال والحرام (رقم 2 - 3).
(2)
أخرجه أبو داود (3818)، وابن ماجه (3341)، وإسناده ضعيف جدًّا، فيه أيوب بن خُوط وهو متروك. كما قال الحافظ في التقريب (617).
تنبيه: عزا المزي رحمه الله في تحفة الأشراف ضمن رواية أيوب السختياني عن نافع عن ابن عمر (6/ 75 رقم 7551) ولعل ذلك بسبب عدم وقوفه على قول أبي داود في نسخته وهذا القول في رواية أبي الحسن ابن العبد خاصة. كما وضح ذلك ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم العراقي في "الأطراف بأوهام الأطراف" ص 134 تعليقة (301). وقال الحافظ ابن حجر: قوله: "صحيح" مشى فيه على ظاهر السند، وليس بصحيح، بل هو معلول، فذكر أبو داود علّته في رواية أبي الحسن بن العبد، انظر: هداية الرواة (4/ 161 - 162)، قال الشيخ الألباني: قال: منكر.
والخبزة: بضم الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة وبعدها زاي وتاء تأنيث وهي الطُلمة وهو عجين يوضع في المَلّة حتى ينضج، والسمراء: هو البر الشامي، وقيل هي حنطة فيها سوادٌ خفي ويطلق على ذلك بر، وملبقة: أي مخلوطة خلطًا شديدًا وهو بالباء المشددة بعدها القاف.
3389 -
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الثوم إلا مطبوخًا.
قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الأطعمة من حديث علي، قال الترمذي: وقد روي هذا عن علي قوله، وليس إسناده بذاك القوي. (1)
3390 -
أنها سئلت عن البصل؟ فقالت: إن آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم: طعام فيه بصل.
قلت: رواه أبو داود فيه، والنسائي في الوليمة من حديث عائشة، وفي سند الحديث بقية بن الوليد. (2)
3391 -
قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدّمنا زُبْدًا وتمرًا، وكان يحب الزُبْد والتمر.
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة، وابن ماجه من حديث ابني بسر السلميين وذكر عن محمد بن عوف أنهما: عبد الله، وعطية. (3)
وبسر: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وبعدها راء مهملة.
(1) أخرجه أبو داود (3828)، والترمذي (1808). وإسناده: ضعيف، فيه: جراح بن مليح وهو مختلف فيه، وترجم له الحافظ في التقريب (916) وقال: صدوق يهم وكذلك أبو إسحاق السبيعي وقد اختلط وعنعن. وله شاهد عند أحمد في المسند (4/ 19) وإسناده حسن.
(2)
أخرجه أبو داود (3829)، والنسائي (6680).
وإسناده ضعيف، فيه أبو زياد وهو خيار بن سلمة الشامي مقبول كما في "التقريب"(1781).
(3)
أخرجه أبو داود (3837)، وابن ماجه (3334).
3392 -
قال: أُتينا بجفنة كثيرة الثريد والوَدْر، فخبطت بيدي في نواحيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "كُل من موضع واحدٍ"، ثم أتينا بطبق فيه ألوان التمر، فجعلت آكل من بين يدي، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطبق، فقال:"يا عكراش! كل من حيث شئت فإنه غير لون". (غريب).
قلت: رواه الترمذي، وابن ماجه كلاهما في الأطعمة من حديث عكراش ابن ذؤيب، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث العلاء بن الفضل، وقد تفرد بهذا الحديث، انتهى. (1) والعلاء بن الفضل ضعيف، ولم يخرج عن عكراش أحد من أصحاب الكتب الستة غير الترمذي وابن ماجه خرجا له هذا الحديث خاصة.
3393 -
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك، أمر بالحِساء فصُنع، ثم أمرهم فحسوا منه، وكان يقول:"إنه ليرتو فؤادَ الحزين، ويسرو عن فواد السقيم، كما تسرُو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها".
قلت: رواه الترمذي في الطب من حديث عائشة، وقال: حسن صحيح. (2)
والوعك: بفتح العين وسكونها، شدة الحمى، والحساء: قال ابن الأثير (3): هو بالفتح والمد، طبيخ: يتخذ من دقيق وماء ودهن، وقد يحلى ويكون رقيقًا يحسا، ويرتو: بالراء المهملة والتاء المثناه من فوق أي تشده وتقويه، قوله:"ويسرو عن فؤاد السقيم" قال الزمخشري (4): السرو: الكشف سَرَوْتُ عن الثوب، وسريتُه ومنه سُري عن فلان.
(1) أخرجه الترمذي (2039) ، وابن ماجه (2274).
وإسناده ضعيف، فيه العلاء بن الفضل وقد تفرد به وهو ضعيف كما في التقريب (5287)، وكذلك شيخه عبيد الله بن عكراش: قال البخاري: لا يثبت حديثه، وقال ابن حبان: منكر الحديث، وقال أبو حاتم: مجهول، وترجم له الحافظ في "التقريب" (4350). وقال: قال البخاري: لا يثبت حديثه.
(2)
أخرجه الترمذي (2039). وإسناده صحيح.
(3)
انظر: النهاية (4/ 229).
(4)
انظر: الفائق (2/ 34).