الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حمله على غير ذلك وأنه صلى الله عليه وسلم أخرجه الذي أخرجهما وهو علمه صلى الله عليه وسلم بجوعهما، وهذا هو حقيقة الكلام، وعلى التفسير الأول يحتاج إلى تقدير:"أخرجني مثل الذي أخرجكما". والأصل عدم التقدير، وفي ظني أن هذا مرّبي منقولًا عن بعضهم، وهو ظاهرٌ حسنٌ والله أعلم.
والموجود في بعض نسخ صحيح مسلم: "فأنا والذي نفسي بيده" بالفاء، وفي بعضها بالواو، والمصنف رواه بإسقاطهما.
قوله: "قوموا" بواو الجمع كذا هو في مسلم، وهو جائز بلا خلاف، لكن هو مجاز على الصحيح، والرجل الأنصاري الذي أتاه النبي صلى الله عليه وسلم هو: أبو الهيثم مالك بن التيهان بفتح المثناة وتشديد المثناة من تحت مع كسرها، قولها:"مرحبًا وأهلًا" كلمتان معروفتان للعرب، ومعناه: صادفت رحبًا وسعة وأهلًا تأنس بهم، قولها "ذهب يستعذب لنا الماء" أي يأتينا بماء عذب وهو الطيب، والعذق: بكسر العين المهملة وبالذال المعجمة هو العرجون بما فيه من الشماريخ وبفتح العين هو النخلة نفسها وليس بمراد هنا، والمدية: مثلثة الميم وهي السكين، والحلوب: ذات اللبن، فعول بمعنى مفعولة، وفيه جواز الشبع، والنهي عنه محمول على المداومة عليه.
وأما السؤال عن هذا النعيم فالمراد السؤال عن القيام بحق شكره. (1)
من الحسان
3400 -
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما مسلم ضاف قومًا، فأصبح الضيف محرومًا، كان حقًّا على كل مسلم نصره، حتى يأخذ له بقراه من ماله وزرعه".
(1) انظر: المنهاج للنووي (13/ 305 - 310).
قلت: رواه أبو داود في الأطعمة من حديث سعيد بن أبي المهاجر (1)، ويقال سعد بن المهاجر عن المقدام بن معدي كرب يرفعه، وذكر البخاري (2) أن سعيد بن المهاجر سمع المقدام.
قال ابن الأثير (3): يقال "ضفت الرجل إذا نزلت به في ضيافته" وأضفته "إذا أنزلته" وتضيّفته "إذا نزلت به" وتضيَّفني "إذا أنزلني".
- وفي رواية: "أيما رجل ضاف قومًا فلم يقروه، كان له أن يعقبهم بمثل قراه".
قلت: رواها أبو داود. (4)
3401 -
قال: قلت: يا رسول الله أرأيت إن مررت برجل فلم يَقْرِني، ولم يُضفني، ثم مر بي بعد ذلك، أقريه أم أجزيه؟ قال:"بل أقره".
قلت: رواه الترمذي في البرّ من حديث أبي الأحوص الجشمي عن أبيه، وفيه قصة وقال: حسن صحيح، وانتهى. (5)
واسم أبي الأحوص: عوف بن مالك [بن] فضلة ولأبيه صحبة.
3402 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن على سعد بن عبادة، فقال:"السلام عليكم ورحمة الله" فقال سعد: وعليكم السلام ورحمة الله، ولم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلّم ثلاثًا، ورد عليه سعد ثلاثًا، ولم يسمعه، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم، فاتبعه سعد فقال: يا
(1) أخرجه أبو داود (3751) وإسناده ضعيف، لأن فيه سعيد بن أبي المهاجر وهو مجهول كما في التقريب (2413).
(2)
انظر: التاريخ الكبير (3/ 513)، وتهذيب الكمال (11/ 82).
(3)
انظر. النهاية لابن الأثير (3/ 109).
(4)
أخرجه أبو داود (3804)، وكذلك أحمد (4/ 131). وقال المنذري في "الترغيب" (3/ 251): رواته ثقات.
(5)
أخرجه الترمذي (2006). وإسناده صحيح.
رسول الله بأبي أنت وأمي، ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني، ولقد رددت عليك، ولم أُسمعك، أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة، ثم دخلوا البيت، فقرب إليه زبيبًا، فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغ قال:"أكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة، وأفطر عندكم الصائمون".
قلت: رواه الإمام أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس أو غيره بلفظ المصنف، وروى أبو داود في آخر الأطعمة عن مخلد بن خالد عن عبد الرزاق به قصة الطعام والدعاء، ورواه أيضًا في الأدب، والنسائي في اليوم والليلة من حديث محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة عن قيس بن سعد وهو ابن عبادة، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا .. فذكر الحديث مطولًا مع زيادة ونقص على حديث أنس. (1)
3403 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمن ومثل الإيمان، كمثل الفرس في آخِيته، يجول ثم يرجع إلى آخيته، فإن المؤمن يسهو، ثم يرجع إلى الإيمان، فأطعموا طعامكم الأتقياء، وأوْلُوا معروفكم المؤمنين".
قلت: رواه البيهقي في شعب الإيمان من حديث أبي سعيد الخدري. (2)
قوله صلى الله عليه وسلم: "كمثل الفرس في آخيته" الآخية: بالمد والخاء المعجمة والتشديد: حُبيل أو عُويد يُعرض في الحائط وتدفن طرفاه فيه ويصير وسطه كالعروة وتشد فيها الدابة، ومعنى الحديث: أنه يبعد عن ربه بالذنوب وأصل إيمانه ثابت (3)، فيقرب بالآخرة إليه بالندم والتوبة ويتلافى تقصيره.
(1) أخرجه أحمد (3/ 138)، وأبو داود (3854)، والنسائي في الكبرى (8349) وفي عمل اليوم والليلة (1329) وإسناده صحيح.
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (10964) وإسناده ضعيف، فيه أبو سليمان الليثي قال الحافظ في ترجمته في تعجيل المنفعة (ص 492): قال علي بن المديني: مجهول، وعبد الله بن الوليد: هو ابن قيس التجيبي قال البرقاني عن الدارقطني: لا يعتبر به. وقال ابن حجر في التقريب (3715): لين الحديث، وأخرجه أحمد (3/ 55238)، وأبو يعلى (1106)(1332)، وابن المبارك في الزهد (73).
(3)
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 29 - 30)، والفائق للزمخشري (1/ 29).
والمعروف: اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله والتقرب إليه، والإحسان إلى الناس، وكلما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المقبحات.
3404 -
قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قصعة يحملها أربعة رجالٍ، يقال لها الغَرّاء، فلما أضحوا، وسجدوا الضُّحى أتي بتلك القصعة، يعني: وقد ثُرد فيها فالتفوا عليها، فلما كثروا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أعرابي: ما هذه الجلسة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا"، ثم قال:"كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها، يبارك لكم فيها".
قلت: رواه أبو داود، وابن ماجه كلاهما في الأطعمة من حديث عبد الله بن بسر. (1)
وبسر: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وبعدها راء مهملة.
3405 -
أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع؟، قال:"فلعلكم تفترقون؟ " قالوا: نعم، قال:"فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله يبارك لكم فيه".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه في الأطعمة من حديث: وحشي بن حرب عن أبيه عن جده (2) وذكر عن الإمام أحمد أنه قال: وحشي بن حرب شامي تابعي لا بأس به، وذكر عن صدقة بن خالد أنه قال: لا يشتغل به ولا بأبيه.
(1) أخرجه أبو داود (3773)، وابن ماجه (3263) وإسناده صحيح. انظر: الإرواء (1966)، والصحيحة (393).
(2)
أخرجه أبو داود (3764)، وابن ماجه (328). وإسناده ضعيف، الوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية وقد عنعن، ووحشي بن حرب وأبوه حرب ذكرهما ابن حبان في "الثقات" غير أن حربًا لم يرو عنه غير ابنه، ومع ذلك فقد حسنه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (2/ 5)، وللحديث شواهد عند أبي يعلى (2045)، والطبراني في الأوسط (7313) من رواية جابر وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 21): وفيه عبد المجيد بن أبي رواد وهو ثقة وقد ضعف، وأشار المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 134) إلى توثيقه، ولم أجد قول الإمام أحمد، بل ذكره المزي عن صالح بن محمد البغدادي، انظر: تهذيب الكمال (30/ 428) وقال الذهبي عن وحشي بن حرب: لين، وقال الحافظ: مستور. =