الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه البخاري في العتق ومسلم وأبو داود في الجهاد والنسائي في السير (1) من حديث عبد الله بن عون أن نافعًا كتب إليه يخبره أن ابن عمر أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أغار .. الحديث.
وبنو المصطلق: حي من خزاعة. وغارين: أي غافلين.
والمريسيع: اسم ماء لهم من نواحي قُديد.
وفي هذا الحديث استرقاق العرب لأن بني المصطلق من خزاعة، وهذا قول الشافعي في الجديد، وبه قال مالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء.
3020 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا يوم بدرٍ، حين صففنا لقريش، وصفّوا لنا:"إذا أكَثُبوكم فعليكلم بالنّبل".
قلت: رواه البخاري في باب التحريض على الرمي من حديث أبي أسيد الساعدي. (2)
وأكثبوكم: أي قربوا منكم بحيث تصل إليهم نبالكم.
- وفي رواية: "إذا أكثبوكم، فارموهم واستبقوا نَبلكم".
قلت: رواها البخاري في المغازي (3) في باب فضل من شهد بدرًا من حديث أبي أسيد الساعدي واسمه: مالك بن ربيعة، وهو بضم الهمزة وفتح السين وسكون الياء آخر الحروف والدال المهملة، ورواها أبو داود في الجهاد.
من الحسان
3021 -
رُوي: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح بصعاليك المهاجرين.
(1) أخرجه البخاري (2541)، ومسلم (1730)، وأبو داود (2633)، والنسائي في الكبرى (8585).
(2)
أخرجه البخاري (2900).
(3)
أخرجه البخاري (3984)، وأبو داود (2663)، وفيه: "إذا أكثبوكم -يعني إذا غَشُوكم- فارموهم بالنبل
…
".
قلت: رواه المصنف في شرح السنة بسنده عن أمية بن خالد بن عبد الله بن أبي أسيد يرفعه (1)، قال ابن عبد البر (2): ولا تصح عندي صحبته، والحديث مرسل انتهى.
وأمية هذا لم يخرج له أصحاب الكتب الستة شيئًا، وسيعاد الحديث في باب فضل الفقراء مع زيادة فائدة.
و"يستفتح بهم": أي يفتتح بهم القتال تيمنًا بهم، وقيل: يستنصر بهم من قوله: "إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح".
3022 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ابغوني في ضعفائكم، فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم".
قلت: رواه أبو داود، والترمذي والنسائي ثلاثتهم في الجهاد (3)، وقد أعاد المصنف هذا الحديث في باب فضل الفقراء وسيأتي إن شاء الله تعالى.
3023 -
قال عَبَّأنا النبي صلى الله عليه وسلم ببدرٍ ليلًا.
قلت: رواه الترمذي في الجهاد من حديث عبد الرحمن بن عوف. (4)
3024 -
ورُوي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنْ بَيّتكم العدو، فليكن شعاركم: {حم} لا يُنصرون".
(1) في شرح السنة (4062). وذكره المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 90) وقال: رواه الطبراني ورواته رواة الصحيح وهو مرسل.
(2)
انظر قول ابن عبد البر في الاستعياب (1/ 107) وذكر هذا الحديث، وقال: ويقال إنه أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فإن كان كما ذكر فانظر التقريب (562) وقد رمز عليه النسائي وابن ماجه.
(3)
أخرجه أبو داود (2594)، والترمذي (1702)، والنسائي (6/ 45 - 46). وصححه الحاكم (2/ 145).
(4)
أخرجه الترمذي (1677). وقال: غريب. وإسناده ضعيف فيه محمد بن حميد الرازي قال الحافظ: حافظ ضعيف، وكان ابن معين حسن الرأي فيه، التقريب (5871). وكلذلك عنعنة محمد بن إسحاق انظر علل الترمذي (505).
قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الجهاد، والنسائي في السير، وفي اليوم والليلة من حديث المهلب بن أبي صفرة عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم (1)، وذكر الترمذي أنه روي عن المهلب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا. (2)
قال ثعلب: ومعنى "حم لا ينصرون": الخبر، ولو كان معناه الدعاء لكان مجزومًا بحذف النون، وإنما هو إخبار كأنه قال:"والله لا ينصرون".
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: "حم" اسم من أسماء الله تعالى، فكأنه حلف بالله تعالى أنهم لا ينصرون.
"والشعار": العلامة التي يتعارفون بها في الحرب.
3025 -
قال: كان شعار المهاجرين عبد الله، وشعار الأنصار عبد الرحمن.
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث الحسن عن سمرة، وفي سنده الحجاج بن أرطأة ولا يحتج بحديثه. (3)
3026 -
قال: غزونا مع أبي بكر زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فبيتناهم نقتلهم، وكان شعارنا تلك الليلة:(أمتْ، أمت).
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه كلاهما فيه، والنسائي في السير من حديث سلمة بن الأكوع. (4)
(1) أخرجه أبو داود (2597)، والترمذي (1682)، والنسائي في الكبرى (8862)، وفي عمل اليوم والليلة (617). وإسناده صحيح فإن في الإسناد سفيان الثوري وهو أثبت الناس في أبي إسحاق. وهو روى عنه قبل الاختلاط وقد قرن عبد الرزاق (9467) معمرًا بالثوري في إسناده وأبو إسحاق قد صرح بالتحديث في رواية الحاكم (2/ 107). وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
(2)
ورواه النسائي مرسلًا كذلك في عمل اليوم والليلة (618). وانظر الصحيحة (3097).
(3)
أخرجه أبو داود (2595) وإسناده ضعيف كما قال المصنف، وحجاج بن أرطأة قال الحافظ: صدوق كثير الخطأ والتدليس التقريب (1127).
(4)
أخرجه أبو داود (2638)، وابن ماجه (2840)، والنسائي في الكبرى (8862). =
قيل: وهذا دعاء الإماتة مع حصول الغرض بالشعار، فجعلوا هذه الكلمة علامة بينهم ليتعارفوا بها لأجل ظلمة الليل.
3027 -
قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال.
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث قيس بن عباد ومن حديث غيره، وسكت عليه. (1)
وعُباد: بضم العين المهملة وبعدها باء موحدة مخففة وبعد الألف دال مهملة، كذا ضبطه المنذري (2) وغيره.
والصوت عند القتال: هو أن ينادي بعضهم بعضًا أو يفعل أحدهم فعلًا له أثر فيصيح ويعرّف بنفسه على طريق العجب أو نحو ذلك.
3028 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اقتلوا شيوخ المشركين، واستحيوا شَرْخَهُم": أي صبيانهم.
قلت: رواه أبو داود والترمذي كلاهما في الجهاد من حديث الحسن عن سمرة، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، انتهى. (3)
وقد تقدم الاختلاف في حديث الحسن عن سمرة، والصحيح أنه كتاب، إلا حديث العقيقة على المشهور.
= وإسناده حسن، فيه عكرمة بن عمار وإن روى له مسلم فإنه لا يرتفع إلى رتبة الصحيح. وصححه الحاكم (2/ 107) ووافقه الذهبي. وقال الحافظ عن عكرمة بن عمار: صدوق يغلط، وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب، انظر التقريب (4706).
(1)
أخرجه أبو داود (2656). وإسناده جيد وأخرجه الحاكم (2/ 116).
(2)
انظر مختصر سنن أبي داود للمنذري (4/ 7).
(3)
أخرجه أبو داود (2670)، والترمذي (1583). =
= وإسناده ضعيف فالحسن لم يصرح بسماعه وكذا الحجاج بن أرطأة وقد صرح بالسماع عند أبي داود. وتبقى العلة عنعنة الحسن عن سمرة.
3029 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة: "أغر على أُبنى صباحًا وحرِّق".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث أسامة، وهو ابن زيد (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عهد إليه فقال:"أغر على أبنى صباحًا وحرق"، وحكى أبو داود أن أبا مسهر قيل له: أُبنى، قال: نحن أعلم، هي يُبْنَى فلسطين، انتهى.
وأبنى: بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة وبعدها نون وألف وهو "مقصور" موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة، ويقال يبناي بياء آخر الحروف مضمومة (2)، وفلسطين: بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين وكسر الطاء المهملتين وياء آخر الحروف ساكنة ونون كورة كبيرة من كور الشام فيها عدة مدن، فيها البيت المقدس والرملة وعسقلان وغير ذلك، ومن العرب من يقول فلسطون في الرفع، وبالياء في غيره، ومنهم من يجريها بالياء في كل حال ويعرب النون "وفلسطين" أيضًا قرية بالعراق.
3030 -
قال صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إذا أكثبوكم فارموهم، ولا تسلَوا السيوف حتى يَغشَوكم".
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث أبي أسيد الساعدي (3) وهو بضم الهمزة وفتح السين.
واكثبوكم: أي قاربوكم، والكثب: القرب. يقول صلى الله عليه وسلم: ارموهم، إذا دنوا منكم ولا ترموهم على بعد.
(1) أخرجه أبو داود (2616) وإسناده ضعيف، فيه صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف يعتبر به -انظر: التقريب (2860).
(2)
انظر معجم البلدان (1/ 79).
(3)
أخرجه أبو داود (2664). وفي إسنادهما إسحاق بن نجيح وليس بالملطى وهو مجهول. انظر التقريب (391).
والنبل: السهام العربية وهي لطاف، وليست بطول النشاب.
3031 -
قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيءٍ، فبعث رجلًا، فقال:"انظر علام اجتمع هولاء؟ "، فجاء فقال: امرأة قتيل، فقال:"ما كانت هذه لتقاتل"، وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلًا وقال:"قل لخالدٍ: لا تقتل امرأة ولا عسيفًا".
قلت: رواه أبو داود وابن ماجه جميعًا في الجهاد، والنسائي في السير ثلاثتهم من حديث رباح بن ربيع. (1)
ورباح هذا: يقال له رباح بالباء الموحدة، ويقال فيه: رياح بالياء آخر الحروف، وقال الدارقطني: ليس في الصحابة واحد يقال له رباح، إلا هذا، على اختلاف فيه أيضًا، ولم يرو لرباح من أصحاب الكتب الستة غيرها ولا الثلاثة، ولم يخرجوا له غير هذا الحديث. (2)
والعسيف: بفتح العين وكسر السين المهملتين: الأجير.
3032 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، لا
تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلًا ولا صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغّلوا، وضمّوا غنائمكم، وأصلحوا، وأحسنوا فإن الله يحب المحسنين".
(1) أخرجه أبو داود (2669)، وابن ماجه (2842)، والنسائي في الكبرى (2625).
وفي إسناده المرقع بن صيفى فإنه صدوق حسن الحديث وبه يحسن الإسناد.
وقال الحافظ في "التقريب"(6605): صدوق. وذكره ابن حبان في ثقاته (5/ 460)، والذهبي في الكاشف (5360).
(2)
راجع هذا الكلام في مختصر المنذري (4/ 13)، وانظر لترجمة رياح: الإصابة لابن حجر (2/ 450) وذكر له هذا الحديث، وتهذيب الكمال للمزي (9/ 41 - 42)، وكذلك ذكر هذا الحديث.
قلت: رواه أبو داود في الجهاد في باب دعاء المشركين من حديث خالد بن الفزر (1)، وقال حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وذكره، قال يحيى بن معين: خالد بن الفزر بكسر الفاء وسكون الزاي وبعدها راء مهملة.
3033 -
قال: تقدّم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه، وأخوه، فنادى: من يبارز؟ فانتدب له شباب من شباب الأنصار، فقال: من أنتم؟ فأخبروه، فقال: لا حاجة لنا فيكم! إنما أردنا بني عمّنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث"، فأقبل حمزة إلى عتبة، وأقبلت إلى شيبة، واختلف بين عبيدة والوليد ضربتان، فأثخن كل واحدٍ منهما صاحبه، ثم مِلْنا على الوليد، فقتلناه، واحتملنا عبيدة.
قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث علي وسكت عليه. (2)
قوله: "وتبعه ابنه" أي ابن عتبة: وهو الوليد بن عتبة، وأخوه: هو شيبة ابن ربيعة، قال الشافعي: لا بأس بالمبارزة، قد بارز يوم بدر عبيدة وحمزة وعلي بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم: ولا أعلم خلافًا في جوازها إذا أذن الإمام فيها وإنما اختلفوا إذا لم يكن عن إذن الإمام، فكرهها سفيان الثوري وأحمد وإسحاق والأوزاعي.
(1) أخرجه أبو داود (2614). وإسناده ضعيف لأن فيه خالد بن الفزر. وقال عنه الحافظ في التقريب (1675): مقبول، وقال الذهبي: قال ابن معين: ليس بذاك. ديوان الضعفاء (ص 82)، وأضاف في المغني في الضعفاء (1/ 205): عن أنس، صدوق، وانظر: الجرح والتعديل (3/ ت 1563)، والميزان (1/ ت 2450).
(2)
أخرجه أبو داود (2665). وفي الإسناد إسرائيل عن أبي إسحاق السبيعي جده.
وضعف الشيخ الألباني الحديث باختلاط أبي إسحاق وعنعنته أ. هـ. انظر هداية الرواة (4/ 61). قلت: ولكن الراجح أن إسرائيل سماعه من جده في غاية الإتقان للزومه إياه، وكان خصيصًا به فيما قاله الحافظ في الفتح (1/ 351).
وأخرجه كذلك أحمد (1/ 117)، والبيهقي (3/ 276).
وقد جمع هذا الحديث جوازها بإذن الإمام ويغير إذنه، وذلك أن مبارزة حمزة وعلي كانت بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر فيه إذن من النبي صلى الله عليه وسلم للأنصاريين الذين خرجوا إلى عتبة وشيبة قبل حمزة وعلي، ولا إنكار من النبي صلى الله عليه وسلم عليهم في ذلك، وفيه أن معونة المبارز جائزة إذا ضعف عن قِرْنه، واختلفوا في ذلك، فرخص فيه الشافعي وأحمد، وقال آخرون: لا يعينه عليه لأن المبارزة لا تكون إلا هكذا.
3034 -
قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فحاص الناس حيصة، فأتينا المدينة، فاختفينا بها، وقلنا: هلكنا، ثم أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن الفرّارون؟ قال: بل أنتم العكارون، وأنا فئتُكم".
قلت: رواه الترمذي في الجهاد، وأبو داود فيه مطولًا كلاهما من حديث ابن عمر، قال الترمذي: حسن، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن أبي زياد، انتهى. (1)
ويزيد بن أبي زياد: تكلم فيه غير واحد من الأئمة.
قوله: "فحاص الناس حيصة" هو بفتح الحاء المهملة وبعد الألف صاد مهملة، أي؛ جالوا جولة يطلبون الفرار.
والمحيص: المهرب والمحيد وقد روي: فجاض الناس بفتح الجيم وبعد الألف ضاد معجمة، ويقال: جاض في القتال إذا فر، و"العكارون": قال في الصحاح (2): يقال عكر إذا عطف، والعَكْرة: الكرّة، وذكر الحديث. يعني أنتم المتحيزون إلى فئتكم فلا إثم عليكم، وأنا فئة المسلمين أي أنا مددهم، وأنا معاذ للمسلمين وناصرهم، وأراد بذلك صلى الله عليه وسلم أن يمهد عذرهم.
(1) أخرجه أبو داود (2647)، والترمذي (1716). وإسناده ضعيف فيه يزيد بن أبي زياد وهو مولى
الهاشميين. قال الحافظ: ضعيف، كبر فتغيّر وصار يتلقّن، وكان شيعيًّا، انظر: التقريب (7768).
(2)
الصحاح للجوهري (2: 756).