الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسلمين نتيجة لجهلهم بها، ونظرا لعظم العبادات البدنية والمالية المشروعة يوم العيد، أحببت أن أتكلم عنها، وأن أفرد لها بحثا مستقلا ووسمته بـ (عبادات بدنية ومالية ذات صلة بالعيد في الإسلام) وجعلته في تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، وكل فصل ينتظم عددا من المباحث. فالتمهيد: في تعريف العيد والحكمة من تشريعه، والفصل الأول: في صلاة العيد، والثاني: في زكاة الفطر، والثالث: في الأضحية. أما الخاتمة ففيها تلخيص لأهم ما توصلت إليه من نتائج.
والله أسأل أن يكون نافعا في بابه جامعا لمسائله، وموضحا لأحكامه، إنه أكرم مسؤول، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام.
تمهيد في تعريف العيد والحكمة من تشريعه في الإسلام:
العيد: كل يوم مجمع، واشتقاقه من عاد يعود؛ لأنه يعود كل عام، وقيل: سمي عيدا لأنهم قد اعتادوه. والياء في العيد أصلها الواو، لكنها قلبت ياء لكسرة العين، وهو يجمع على أعياد (1).
وقد شرع في السنة الثانية من هجرة المصطفى (2). صلى الله عليه وسلم حيث إنه عندما هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد أن للأنصار في أيام
(1) ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ص719
(2)
الخرشي، على مختصر خليل، ج2، ص98
جاهليتهم عيدين، أحدهما: يسمى عيد النيروز، والثاني: عيد المهرجان (1)، فنهاهم عن إقامتهما، وأخبرهم أن الله تعالى قد شرع لهم عيدين خيرا منهما، وهما عيد الفطر، وعيد الأضحى، ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال:«كان لأهل المدينة يومان في السنة يلعبون فيهما، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إليها قال: كان لكم يومان تلعبون فيهما، وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى (2)» .
والعيد من شعائر الإسلام الكبرى (3)، فيجب على المسلمين إحياؤه وإظهاره بما يتناسب مع مقاصده والحكمة من تشريعه، فهو يجمع بين عادات كريمة جبل الإنسان عليها، وعبادات عظيمة تعبد الله تعالى بها المسلم في يوم العيد، ومما شرع له فيه كذلك القيام ببعض الشعائر التعبدية من صلاة وذكر وصدقة وفطر وذبح ونسك، قال تعالى:{فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (4) وقال ابن عمر رضي الله عنهما: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر
(1) الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود، توحيد الأعياد الإسلامية، ص25، 21، والمقريزي في الخطط، ج1، ص493، 494
(2)
أخرجه الإمام أحمد، ج3، ص103، والنسائي، ج3، ص179 في كتاب (العيدين) الباب رقم1، وهو حديث صحيح، الموسوعة الحديثية، مسند الإمام أحمد، ج2، الحديث رقم 12827، مؤسسة الرسالة، بيروت
(3)
ابن قدامة المقدسي المغني، ج3، ص254
(4)
سورة الكوثر الآية 2