الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يثبتون أنهم أعلى الناس، وأقدرهم، وأنصحهم للناس، فتثبت بذلك هيبتهم، واحترامهم، ومن ثم احترام دينهم وعقيدتهم، فتدخل أعداد من الكفار في دين الإسلام.
فالصناعة المتقنة طريق عظيم من طرق الدعوة، وخاصة دعوة أولئك الذين لا يعجبهم شيء كما تعجبهم القوة والإتقان. ثم إن تحسين نوعية الإنتاج ضمان لاستمرار العمل، وقدرته على المنافسة وسد جميع الاحتياجات، فإنه إذا علت نوعية الإنتاج كسبت معاملنا ومصانعنا ثقة الناس، وأقبلوا عليها، فراج الإنتاج، وانهالت الأموال، فطورت الآلات، وحسنت أوضاع العمال، وشجعت المهارات، والكفاءات، واستغنت الأمة بمصانعها، ومعاملها، وكفاءاتها، وإنتاجها، عن استجداء الأعداء.
الفصل الرابع: رفع قدرات أدوات الإنتاج الآلية والبشرية:
أي مصنع وأي معمل لا يسعى سعيا جادا مستمرا في تطويره، ورفع قدرات مقوماته البشرية والآلية، لا يمكن أن يكتب له البقاء والنجاح. فطبيعة البشر الكسل والتبلد والجمود، إن لم تكن مغريات وحوافز تحرك ساكنهم، وتدفع واقفهم ومتراجعهم إلى الأمام، ووسائل ترفع كفاءاتهم، وتصلح وتطور معداتهم.
وفوق ذلك كله متابعة لا تعرف الكلل والملل، واهتمام فطن بالعمال والعمل، وحرص، وصبر، وحكمة، في جمع أعضاء العمل ووحداته، لتكون وحدة واحدة متكاملة، كل جزء فيها يعمل بأعلى قدراته. هذا ما أبينه في المباحث الأربعة الآتية:
المبحث الأول: وسائل رفع الكفاءات العمالية
.
المبحث الثاني: الصبر على العمل، وحوافزه، ومغرياته.
المبحث الثالث: ضمان الإنتاج الكامل لكل عامل.
المبحث الرابع: تطوير ورفع قدرات معدلات الإنتاج.
المبحث الأول: وسائل رفع الكفاءات العمالية:
نحتاج في رفع كفاءات عمال المسلمين إلى وسائل معينة لازمة، منها:
1 -
تعليم العمال.
2 -
تدريبهم المستمر.
3 -
تثقيفهم تقنيا.
4 -
زرع بذور المحبة والوئام بين العاملين.
1 -
تعليم العمال: يتفاوت تعليم العمال تفاوتا كبيرا، فمنهم الذكي ومنهم الغبي، ومنهم الماهر ومنهم الأخرق، ومنهم المتعلم ومنهم العامي، ومنهم من يتطلب عمله كفاءة عالية، ومنهم من لا يتطلب عمله ذلك. فنحتاج إلى تصنيفهم في التعليم المستمر إلى فئات ومجموعات حسب مكانتهم العلمية، وقدراتهم العقلية، ونوع أعمالهم.
فمن تقاربت عقولهم، وعلومهم، وتشابهت أعمالهم، يكون في مجموعة واحدة، من أعلى الدرجات إلى أدناها. ويتناسب عدد الأشخاص في كل مجموعة مع علو عقولهم، وعلومهم، واختصاص أعمالهم، تناسبا عكسيا، فكلما زاد الذكاء، والعلم. وتميز الاختصاص قل العدد. وكلما قل ذلك، زاد العدد. فقد تكون المجموعة من اثنين، أو ثلاثة، أو عشرة، أو أربعين، أو غير ذلك، حسب ما ذكرت.
أما ماذا يعلمون؟ فيخضع لطبيعة عملهم، وما يطلب منهم تحقيقه، وما يعلمون وما يجهلون. فيزودون من العلوم والهندسة وخصائص التقنيات والفنيات بما تنمو به عقولهم، وتعلو به قدراتهم، حسب اختصاص كل مجموعة، وقدراتها العقلية، بما يضمن الإدراك والإفادة منه في رفع مستوى الإنتاج، وإنهاء كثير من الإشكالات الفنية والتقنية التي تواجه العاملين.
وإنه لمن الأهمية بمكان فيما يعلم أن تلقى عليهم دروس ومحاضرات تبين حقيقة العمل وأهميته في الإسلام، ترسم أهدافه، وتعرض ثمراته العاجلة والآجلة، لترتفع المعنويات، وتعلو الهمم، وتنجلي السامة والكابة، وبذلك يتميز العامل المسلم بنشاطه وتطلعاته عن العامل الكافر.
وليس هذا التعليم بالأساس الذي يقوم عليه العمل، وإنما هو زيادة عن حد الكفاية، لرفع الكفاءة، والقدرة، وشحذ الهمة، لنرقى بالعمل إلى أعلى الدرجات عند المسلمين.
2 -
التدريب المستمر: أريد بالتدريب هنا تطبيق ما علم من أفكار وعلوم، وتقنيات، وفنيات في التعليم السابق، لنرقى في سلم الإتقان الذي لا نهاية له. فكل ما علمناه للعاملين سابقا نطبقه لهم حاضرا، ليكون عمل بعد علم، فخير العاملين هم العالمون.
3 -
تثقيف العمال تقنيا: المراد بالتثقيف التقني هنا هو إلمام العامل بجميع أجهزة وآلات المصنع أو المعمل الذي يعمل فيه، وبالمهمة الفنية لكل جهاز، وآلة؛ ليربط بين عمل أجهزة الإنتاج، للإحاطة العامة بمراحل الإنتاج. وهذا أمر مهم للغاية؛