الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذلك أنها تكبيرات تفعل في أثناء الصلاة فأشبهت تكبيرات السجود (1).
ويظهر لي - والله أعلم - أن قول الجمهور هو الراجح في هذه المسألة، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه مع تكبير الركوع والرفع منه، وهو تكبير يحدث أثناء الصلاة، ولأن صلاة العيد تشبه الصلوات المفروضة وغير المفروضة في كيفيتها، فالتكبير هنا كالتكبير هناك، وهكذا، ثم إن التكبير هنا يخالف التكبر في السجود؛ لأنه يحدث أثناء القيام، فهو بمنزلة تكبيرة الافتتاح، كما قال ابن قدامة رحمه الله تعالى (2)
(1) الكشناوي، أسهل المدارك، ج1، ص264، وابن قدامة، المغني، ج3، ص273.
(2)
ابن قدامة، المغني، ج3، ص273. .
المسألة الثالثة: صفة التكبير:
وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر ست مرات في الركعة الأولى على الرأي الراجح الذي سبق ذكره، وذلك بعد تكبيرة الإحرام، ودعاء الاستفتاح، وقبل القراءة، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام للركعة الثانية، وقبل القراءة ثم يتعوذ ويشرع في القراءة.
ويستحب أن يحمد الله تعالى ويثني عليه، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد تكبيرة الإحرام، ثم يفعل ذلك بين كل تكبيرتين، وإن أحب قال: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة
وأصيلا، وصلى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم، وإن قال غير ذلك جاز (1).
أما الحنفية والمالكية فقالوا: ليس بين التكبيرات الزوائد في صلاة العيد أي ذكر مسنون، بل يكبر تكبيرا متواليا لا ذكر بينه؛ لأنه لو كان بينه ذكر مشروع لنقل كما نقل التكبير، ثم قالوا: إنه ذكر من جنس مسنون فلزم أن يتوالى كما يتوالى التسبيح في الركوع والسجود إلا أنهم قالوا: بالسكوت بين كل تكبيرتين فقال المالكية: يكبر تكبيرات ولاء إلا قدر تكبير المؤتم، وقال الحنفية: يسكت بقدر ثلاث تسبيحات (2).
وقد احتج الشافعية والحنابلة على المخالفين لهم في هذا بما رواه علقمة أن ابن مسعود وأبا موسى، وحذيفة خرج إليهم الوليد بن عقبة قبل العيد فقال لهم: إن هذا العيد قد دنا فكيف التكبير فيه فقال عبد الله: تبدأ فتكبر تكبيرة تفتتح بها الصلاة، وتحمد ربك وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو وتكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تقرأ وتركع، ثم تقوم فتقرأ وتحمد ربك، وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تدعو ثم تكبر وتفعل مثل ذلك، ثم تكبر، وتفعل مثل ذلك،
(1) الشافعي، الأم، ج1، ص277، وابن قدامة، المغني، ج3، ص273، وما بعدها.
(2)
الكاساني، بدائع الصنائع، ج1، ص277، والخرشي على مختصر خليل، ج2، ص 100.