الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضرورات حياة المسلمين، حيث لا قيام لوحدتهم ولا تصريف لشؤونهم إلا بها. ويجب أن يختار لها الأصلح فالأصلح من الناس، لكي تحفظ الحقوق، وتتالف القلوب، ويسود الوئام، ويندحر الظلم، وتموت الرشوة، وتنتهي الانحرافات في كل القطاعات، فالعاملون في هذا الميدان هم الموجهون المدبرون المسيرون لأمور الأمة، وبهم تعلو الأمة أو تنحط. وبهذا النوع من العمل ترتبط جميع أنواع العمل الأخرى في التوجيه، والتنظيم، والمراقبة، والمتابعة لضمان الكفاية والتكامل في جميع الاحتياجات والمتطلبات، ولضمان الاستمرار، وحسن الإنتاج، وسلامة الحقوق. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم هو المدبر لشؤون الأمة، ينصب الأمراء، والقضاة، والقادة، وكل من يحتاج إليه في شأن من الشؤون. وكذلك فعل أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين. ورغم اختيارهم للأمثل في كل شأن إلا أنهم كانوا لا يعتمدون على من يولونه، بل كانوا يتابعونه ويراقبونه في أداء الأمانات وقضاء الحاجات.
النوع الخامس: العمل في تنمية الحيوان:
يقصد بتنمية الحيوان كل ما يؤدي إلى زيادة الحيوان على اختلاف أنواعه، سواء كان بريا أو بحريا، وسواء كان مما يؤكل أو مما لا يؤكل. فالحيوان ينمى لعدة أهداف، منها: أكل لحمه، وشرب لبنه، وغزل شعره، وتصنيع جلده، واستعماله في الحمل والحرث، والقتال، والزينة، وغير ذلك إلا أن أهم ما يراد بالحيوان هنا هو مأكول اللحم، مشروب اللبن
والعمل في تنمية الحيوان من أهم الأعمال عند المسلمين، ذلك أن المسلمين بحاجة إلى الاكتفاء الذاتي في اللحوم، ومشتقاتها حتى لا يضطروا إلى اللحوم من غير بلاد المسلمين، التي لا يعرف أهلها حلالا ولا حراما، ولا يعرفون ذبحا شرعيا، فيبتلى المسلمون بأكل ما لم يذبح شرعا، وهو ميتة، وأكل ما لا يحل من الحيوانات. والصواب في هذه المسألة أن يتعاون المسلمون في تنمية بهيمة الأنعام، وغيرها من مصادر اللحوم الحلال، ليستغنوا بها عن الكفار. وبلاد المسلمين غنية ومليئة بالخيرات، والمراعي، والأعلاف، وما يحتاجون إلا إلى توزيع الثروة الحيوانية فيها بما يضمن التكامل في هذا المجال.
وقد امتن الله تعالى على عباده بتسخيره لهم كثيرا من الحيوانات، التي ينتفعون بها شتى الانتفاعات، قال الله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} (1){وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ} (2){وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ} (3)، وقال تعالى:{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} (4){وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (5){وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} (6){وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (7)، وقال تعالى:
(1) سورة يس الآية 71
(2)
سورة يس الآية 72
(3)
سورة يس الآية 73
(4)
سورة النحل الآية 5
(5)
سورة النحل الآية 6
(6)
سورة النحل الآية 7
(7)
سورة النحل الآية 8