الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث في الأضحية، وفيه أحد عشر مبحثا:
المبحث الأول: تعريف الأضحية والحكمة من مشروعيتها:
الأضحية لغة: اسم لما يذبح أيام عيد الأضحى، أي الشاة التي يضحي بها، وهي تجمع على أضحى، وأضاح، وضحايا، وأضاحي، وبها سمي يوم الأضحى، أي اليوم الذي يضحي الناس فيه (1).
وفي الاصطلاح: اسم لما يذبح من الإبل والبقر والغنم يوم النحر، وأيام التشريق تقربا إلى الله تبارك وتعالى.
والأصل في مشروعية الأضحية الكتاب والسنة والإجماع.
فأما الكتاب فمثل قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} (2)، حيث قال بعض المفسرين: إن المراد بالصلاة هنا صلاة العيد، وبالنحر ذبح ونحر الضحايا يوم عيد الأضحى (3). . ومثل قوله تعالى:{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} (4)،
(1) ابن منظور، المرجع السابق، ج 4، ص 2560، 2561.
(2)
سورة الكوثر الآية 2
(3)
ابن عطية، في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز " ج 15، ص 584، 585
(4)
سورة الحج الآية 34
وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (1){لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} (2). . ومن السنة ما روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده، وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما (3)» . . كما أجمع المسلمون على مشروعية الأضحية.
والأضحية من أعظم ما يتقرب به العبد إلى مولاه عز وجل، فهي تقع من الله تعالى بمكان قبل أن تقع على الأرض. فقد روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من هراقة دم، وإنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض، فطيبوا بها نفسا (4)»
(1) سورة الأنعام الآية 162
(2)
سورة الأنعام الآية 163
(3)
أخرجه البخاري، ج 6، ص 237 في كتاب (الأضاحي) باب: ذبح الأضاحي بيده، ومسلم، ج 2، ص 1556 في كتاب (الأضاحي) باب: استحباب الأضحية
(4)
أخرجه الترمذي، ج 4، ص 83، في كتاب (الأضاحي) باب ما جاء في فضل الأضحية، وابن ماجه، ج 2، ص 1045، في كتاب (الأضاحي) باب: ثواب الأضحية. .