الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ليدرك العامل الفني موقعه في الإنتاج، ويحس بأثره وأهميته، ودوره في العملية الإنتاجية، فترتفع معنوياته، فيسعى لإتقان عمله الخاص بتميز.
ومن زيادة الثقافة في التقنية الإطلاع على بعض الأجهزة المتطورة التي يمكن أن يزود بها المصنع أو المعمل يوما من الأيام؛ لتطوير قدراته وتحسين إنتاجه. فالتثقيف التقنوي علامة على علو قدر المصنع أو المعمل وحيويته. وقد يكون التثقيف التقنوي مقصورا على بعض النبهاء، من مدراء، وخبراء، وفنيين.
4 -
زرع بذور المحبة والوئام بين العاملين: بالمحبة والتسامح، والرضا، والألفة، والاحترام، والتقدير، المتبادل بين جميع العاملين، تعلو الهمم، وتطيب النفوس ويسود الوئام والوفاق، ويسعد العاملون بأعمالهم، التي يتمتعون بإنجازها.
فتتفتح القرائح، وينشط الذهن، ويبدع العقل. فتنهض القدرات، وتتحرك الكفاءات، وتصان الآلات والمعدات. وتجد الأيدي البشرية العاملة في توحيد القدرات الآلية، لإخراج أبدع عمل محكم، وإنتاج متقن.
المبحث الثاني: الصبر على العمل وحوافزه ومغرياته:
خلق الإنسان كسولا جبلة، يميل إلى الدعة والراحة، ولا ينهض به إلا الهمة والعزيمة، فمن لا همة له ولا عزيمة، فلا حيوية له، فتراه يعيش راكدا أشبه ما يكون بالأموات، أو أبلد الحيوانات، يلعق الشهوات والملذات في نهم كما تلعقها أدنى الحشرات. وقد جعل الله لهذا الإنسان ما يحرك ركوده، ويوقظ
نائم همته، إما خوفا وفزعا من النار، أو رجاء وطمعا في الجنة، ومن لا تحركه جنة ولا نار، فهم أموات غير أحياء. هذا هو الأصل في الإنسان.
وقد يتحرك الإنسان وينشط بدافع ضرورات الحياة من مأكل، ومشرب، ومسكن، ومركب، وملبس. لكنها حركة ظاهرة شكلية لا تلبث أن تموت.
وقد يتحرك الإنسان حركة داخلية حية عميقة، هي حركة الإيمان بالله واليوم الآخر، وهي أعلى الحركات، وأعظم علامات الحياة، حركة ذات همة وعزيمة، لا تخمد ولا تطفأ ما بقي في الإنسان أثر من حياة.
والعمل أي عمل يحتاج إلى صبر وتحمل لا يفتر، فهو معي ومرهق في الظروف المعتادة، فضلا عن ظروف الإنسان الكثيرة غير المعتادة. فإذا لم يكن الإنسان ذا همة عالية، وعزيمة صادقة، وإيمان قوي، ويقين ثابت بأن عمله لله، فقد يفقد الصبر والتحمل يوما من الأيام، فتخور عزيمته، وينفذ صبره، ويضعف جهده؛ لذا يجب تقوية إيمان العاملين بكل وسيلة، ورفع هممهم باحتساب العمل لله، لتقوى عزائمهم، ويقدروا على الصبر والتحمل.
كما أنه من الضروري لرفع قدرات العاملين أن نجعل لهم حوافز ومغريات تشد من أزرهم، وتدفع بهم إلى العمل بصبر وتحمل، ورغبة. وحوافز العمل ومغرياته كثيرة، ومختلفة باختلاف رغبات وتطلعات ونفسيات العاملين. وهذا الاختلاف في الرغبات والتطلعات والنفسيات، وغيرها، يستفيد منها مدير
المصنع أو المعمل باستغلالها للدخول إلى نفسية العامل وانتشاله من الوهدة، ودفعه ليعمل بكل قوته وجهده.
أما الحوافز والمغريات العامة، فمنها ما هو مادي، ومنها ما هو معنوي:
أ- الحوافز والمغريات المادية: الحوافز والمغريات المادية، وهي أقل شأنا من المعنوية، ونذكر منها:
1 -
المكافآت المالية المعينة لأنشطة معينة.
2 -
رفع المرتب الشهري بناء على إنجازات معينة.
3 -
تقديم بعض الهدايا للمتفوقين.
4 -
إسهام المصنع أو الشركة أو المعمل في دفع بعض أجرة السكن، أو تأثيث بيت العامل المتقن لعمله.
5 -
منح المتفوق في عمله سيارة يتنقل عليها، أو غير ذلك من الحوافز، حسب ما يناسب درجة التفوق.
ب- الحوافز والمغريات المعنوية: الحوافز والمغريات المعنوية ذات أثر أكبر، وبقاء أطول من المادية. فالمعنويات يسعد بها كثير من الناس وينشطون لها، ويطول بقاء أثرها في النفوس، فهي كلما خبت هبت. وهذا طرف من الحوافز والمغريات المعنوية:
1 -
إسناد بعض المسئوليات في العمل إلى بعض المتميزين في العمل، تقديرا لهمتهم، وجهدهم.
2 -
دعوة بعض المتميزين إلى الاجتماعات الخاصة بمناقشة إشكالات العمل، والاهتمام بآرائهم، واقتراحاتهم.