الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويؤديها أيضا عن خادمه إذا كانت نفقته غير مقدرة. أما إذا كانت مقدرة باليوم أو الشهر أو السنة فلا يخرجها عنه، لأنه والأجير لا تجب عليه نفقته.
وقال الحنابلة: يجب على المرء أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه أولا، ثم عن كل من تجب عليه نفقته من المسلمين، فإذا لم يكن عنده ما يكفي الجميع بدأ بنفسه أولا ثم بزوجته، فأمه، ثم الأقرب فالأقرب على ترتيبهم في الميراث، فالوالد مثلا مقدم على الأخ الشقيق، والأخ الشقيق مقدم على الأخ لأب وهكذا.
المبحث الخامس سبب وجوب زكاة الفطر ووقته:
يتضح من تسمية هذه الزكاة زكاة الفطر أن سبب وجوبها الفطر من رمضان، وذلك من باب إضافة الشيء إلى سببه (1).
وقد اختلف الفقهاء رحمهم الله تعالى في وقت الوجوب. فذهب الحنفية والمالكية في قول إلى أن وقت الوجوب هو طلوع فجر يوم العيد، واستدلوا على ذلك بما
(1) الزركشي، المرجع السابق، ج 2، ص 525.
رواه نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم «أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة (1)» .
ووجه استدلالهم بالحديث هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن تؤدى صدقة الفطر قبل الذهاب إلى مصلى العيد، وهذا يبين أن وقت وجوبها هو يوم الفطر، ثم إن تسميتها بزكاة الفطر يدل كذلك على أن وجوبها يكون بطلوع فجر يوم الفطر، لأن الفطر لا يكون إلا بطلوع فجر ذلك اليوم، ولأن ما قبله لا يسمى فطرا، ولا يعتبر الإنسان مفطرا من صومه إلا بطلوع فجر يوم الفطر (2).
وذهب المالكية في القول الآخر، والشافعية في الراجح، والحنابلة إلى أن وقت وجوب زكاة الفطر هو بغروب شمس آخر يوم من رمضان.
وتظهر فائدة هذا الخلاف فيمن مات أو ولد أو أسلم بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان حيث قال الحنفية والمالكية في قول: إن من مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان لا
(1) أخرجه البخاري، ج 2، ص 139، في كتاب (الزكاة) باب: الصدقة قبل العيد، ومسلم ج 1، ص 679 في كتاب (الزكاة) باب: الأمر بإخراج زكاة الفطر قبل الصلاة.
(2)
الموسوعة الفقهية، المرجع السابق، ج 23، ص 340.