الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتبشيره بالنعيم قد يكون بالرؤيا الصالحة يراها أو ترى له، أو بشرى الملائكة له بالجنة والمغفرة عند احتضاره (1)، كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (2) ويجني المسلم ثمار عمله الصالح مرة أخرى في الآخرة. وهي الثمرة العظمى التي ينتظرها المنتظرون، ويتنافس فيها المتنافسون. تلك الثمرة هي جنات النعيم، جنات تجري من تحتها الأنهار:{بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} (3)، لهم في هذه الجنات ما يشتهون، ولهم فيها ما يدعون، ولهم فيها من قرة الأعين ما لا يعلمه إلا رب العالمين:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (4)، نسأل الله من فضله.
(1) ينظر. (تفسير القرآن العظيم) لابن كثير (2/ 423، 424).
(2)
سورة فصلت الآية 30
(3)
سورة الحديد الآية 12
(4)
سورة السجدة الآية 17
المطلب الثاني: عمل العادة والعبادة:
كل عمل ليس عبادة محضة فهو عمل عادة، أو عمل عادة وعبادة. فالعادة قد تكون محرمة، وقد تكون مباحة. فإن كانت
محرمة فيأثم فاعلها، وإن كانت مباحة؛ أي مشروعة، فهذا ما نحن بصدده في هذا المطلب.
فعمل العادات المباحة من حيث نية فاعلها على قسمين:
ما لا يأثم فاعلها ولا يؤجر. وما يؤجر فاعلها مرتين.
فالأعمال التي لا يأثم فاعلها ولا يؤجر: هو كل عمل عادة محضة مباحة مجردة عن نية الخير والشر، كصناعة المباحات بقصد الربح المجرد، وكسائر المتاجرات المباحة بنية الربح وحده، من غير استصحاب الاحتساب، ونية نفع المسلمين واستغنائهم، ونحو ذلك. فهذه الأعمال ونحوها لا يأثم فاعلها ولا يؤجر. وهي أكثر ما يأتيه الإنسان.
والأعمال التي يؤجر فاعلها مرتين: هي كل عمل مباح يفعله المسلم بقصد الربح والأجر معا، كالزراعة بنية الربح، والصدقة، وكالصناعة بقصد الربح، وتجهيز جيوش المسلمين، وكالكتابة بنية الربح، وتعليم الناس، أو الربح، وتحذير المسلمين من أخطار وأضرار يجهلونها، وكالتجارة للربح، وضرب المثل فيها باتباع الحلال واجتناب الحرام، وغير ذلك.
فكل عمل مباح يفعله المسلم ويجتهد فيه أن يكون وفق شرع الله، ويقصد به نفع المسلمين في أي جانب، فهذا يؤتى أجره مرتين أجره العاجل، وأجره الآجل، وهذا النوع من الأعمال هو من الندرة بمكان نسبة إلى سائر الأعمال.
ومن المعلوم أن قصد العبادة في العادة لا يحتاج في الغالب