الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ينصرف بالألف، ولزم حمزة القياس وصلا ووقفا. (1)
قال الإمام الشاطبي:
سَلَاسِلَ نَوِّنْ إِذْ رَوَوَا صَرْفَهُ لَنَا
…
وَبَالْقَصْرِ قِفْ مِنْ عَنْ هُدًى خُلْفُهُمْ فَلَا
قال أبو شامة: سلاسل على وزن دراهم وهو ممنوع من الصرف على اللغة المشهورة، ولكنه كتب في المصاحف بألف بعد اللام كما كتب في الأحزاب: الظنونا والرسولا والسبيلا، فالمتابعة لخط المصحف اقتضت إثبات تلك الألف في الأحزاب في الوصل، ولم يمكن تنوينها لأجل أن كل كلمة منها فيها الألف واللام؛ فالتنوين لا يجتمع معها وأما في:(سلاسلا) فأمكن قبوله للتنوين على لغة من يصرف ذلك. (2)
توجيه المفسرين:
قال الزمخشري: "إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالًا وسعيرًا ". . قرئ سلاسلَ غير منون، وسلاسلًا بالتنوين، وفيه وجهان:
أحدهما: أن تكون هذه النون بدلًا من حرف الإطلاق ويجري الوصل مجرى الوقف.
والثاني: أن يكون صاحب القراءة به ممن ضري برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف. (3)
وقال الفخر الرازي: قُرِئَ: (سلاسلًا) بالتنوين، وكذلك:{قَوَارِيرَا (15) قَوَارِيرَ} (الإنسان 15: 16) ومنهم من يصل بغير تنوين ويقف بالألف، فلمن نون وصرف وجهان:
أحدهما: أن الأخفش قال: قد سمعنا من العرب صرف جميع ما لا ينصرف؛ قال: وهذا لغة الشعراء؛ لأنهم اضطروا إليه في الشعر فصرفوه، فجرت ألسنتهم على ذلك.
(1) الحجة في القراءات السبع لابن خالويه 357، 358.
(2)
شرح الشاطبية لأبي شامة 713.
(3)
الكشاف للزمخشري 4/ 667.
الثاني: أن هذه الجموع أشبهت الآحاد؛ لأنهم قالوا: صواحبات يوسف، فلما جمعوه جمع الآحاد المنصرفة جعلوها في حكمها فصرفوها، وأما من ترك الصرف فإنه جعله كقوله:{لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ} (الحج: 40) وأما إلحاق الألف في الوقف فهو كإلحاقها في قوله: {الظُّنُونَا} (الأحزاب: 10) و {الرَّسُولَا} (الأحزاب: 66)، و {السَّبِيلَا} (الأحزاب: 67) فيشبه ذلك بالإطلاق في القوافي. (1)
فـ (سلاسلا) على صيغة منتهى الجموع ممنوع من الصرف لكنه نُوِّن للمناسبة كما ذُكر، فهو في حال تنوينه على صورة المنصرف وليس بمنصرف حقيقة؛ لأنه باق على منع صرفه، وتنوينُه زيادة ويسمى تنوين المناسبة وهو اللاحق لغير المنصرف كقراءة نافع (سَلاسِلًا وأَغْلالًا) بتنوين سلاسلًا لمصاحبته للمنصرف الذي هو (أغلالًا).
* * *
(1) التفسير الكبير للرازي 30/ 240.