الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لو أنَّا تتبعنا سلسلة البحوث التفسيرية للقرآن الكريم لوجدنا أن هذه النزعة -نزعة التفسير العلمي- تمتد من عهد النهضة العلمية العباسية إلى يومنا هذا، ولوجدنا أنها كانت في أول الأمر عبارة عن محاولات يُقصد منها التوفيق بين القرآن وما جَدَّ من العلوم، ثم وُجِدت الفكرة مركَّزة وصريحة على لسان الغزالي، وابن العربي، والمرسي، والسيوطي، ولوجدنا أيضًا أن هذه الفكرة قد طُبِّقت علميًا، وظهرت في مثل محاولات الفخر الرازي، ضمن تفسيره للقرآن.
ثم وُجِدت بعد ذلك كتب مستقلة في استخراج العلوم من القرآن، وتتبع الآيات الخاصة بمختلف العلوم، وراجت هذه الفكرة في العصر المتأخر رواجًا كبيرًا بين جماعة من أهل العلم، ونتج عن ذلك مؤلفات كثيرة تعالج هذا الموضوع (1).
أهم من تكلم عن هذا اللون من التفسير في القديم:
هو الإمام الغزالي في كتابيه: الإحياء، وجواهر القرآن، والإمام الرازي في تفسيره: مفاتيح الغيب، وإذا كان الغزالي ومَنْ قبله قد وضعوا الأسس النظرية للتفسير العلمي، فإن الرازي قد طبق عمليًا، وقد أشار إلى سبب توسعه في ذلك في تفسيره (14/ 121)، ومنهم القاضي ابن العربي في كتابه: قانون التأويل، ومنهم أبو الفضل المرسي في تفسيره، والزركشي في كتابه: البرهان، والسيوطي في: الإتقان، والإكليل في استنباط التنزيل، ومعترك الأقران في إعجاز القرآن.
ونحا كلُّ هؤلاء منحى الغزالي في القول بأن القرآن حوى علوم الأولين والآخرين، وأنه ما من شيء إلا ويمكن استخراجه من القرآن لمن فهَّمه اللَّه (2).
أهم من تكلم عن هذا اللون من التفسير في العصر الحديث:
إن اهتمام العلماء والمفسرين المعاصرين بهذه النواحي كان أكثر خصوصًا بعد اكتشاف الكثير من النظريات العلمية، ومن أبرز هؤلاء:
(1) التفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي 2/ 356: 355.
(2)
راجع الفرقان والقرآن (409: 398)، التفسير والمفسرون 2/ 356:349.