الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوفي (1)، وابن النفيس (2)، وصاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج (3)، وابن خرداذبة (4)، والمسعودي (5)، وأبو محمد الجويني (6).
الوجه الثاني: لم يكتف علماء المسلمين المتقدمين ببيان أن الأرض كروية، بل جاؤا باكتشافات تدل على فهمهم لعلوم الأرض مثل: اكتشاف الجاذبية الأرضية، وتقسيم الكرة الأرضية إلى خطوط طول ودوائر عرض، وأن الأرض كرة ولكن غير منتظمة التكوير
1 -
قال ابن خرداذبة: الأرض بمنزلة الحجر (المغناطيس) الذي يجتذب الحديد، والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهذا طول الأرض، وهو أكبر خط في كرة الأرض، فاستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة (7).
وبنحوه قال المقدسي (8)، وابن الجوزي (9).
2 -
عدم الاستدارة الكاملة للأرض: قال الشريف الإدرسي: إنه صحيح أن الأرض مستديرة، ولكنها غير كاملة الاستدارة.
3 -
قال الصفدي: لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض، انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى
(1) كما ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان (4/ 359).
(2)
في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا (ص 112).
(3)
(4/ 400 كتاب الصلاة).
(4)
مقدمة كتاب المسالك والممالك.
(5)
في مروج الذهب (1/ 253).
(6)
في رسالة في إثبات الاستواء والفوقية (1/ 81).
(7)
كتاب المسالك والممالك (1/ 1).
(8)
في مقدمة كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (1/ 21).
(9)
في المنتظم (1/ 184).
الطرفان (1).
4 -
قال المسعودي: الأرض مقسومة نصفين وبينهما خط الاستواء، وهو بين المشرق إلى المغرب، وهذا هو طول الأرض، لأنه أكبر خط في كرة الأرض (2).
5 -
ثلاثة أرباع الأرض ماء.
قال الفخر الرازي: اعلم أن خط الاستواء يقطع الأرض نصفين: شمالي وجنوبي، فإذا فرضت دائرة أخرى عظيمة مقاطعة لها على زوايا قائمة، انقسمت كرة الأرض بهما أرباعًا. . . ويُقال واللَّه أعلم: إن ثلاثة الأرباع ماء (3).
وقال أيضًا: الأرض كرة، وإذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرض فهو صبح لقوم، وظهر لثان وعصر لثالث، ومغرب لرابع وعشاء لخامس، ومتى كان الأمر كذلك لم تكن الكعبة منفكة قط عن توجه قوم إليها من طرف من أطراف العالم لأداء فرض الصلاة، فكان الدوام حاصلًا من هذه الجهة (4).
6 -
قال الذهبي: الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض وهو المركز، وهو منتهى السفل، والتحت وما دونه لا يسمى تحتًا، بل لا يكون تحتًا، ويكون فوقًا؛ بحيث لو فرضنا خرق المركز وهو سفل العالم إلى تلك الجهة لكان الخرق إلى جهة فوق، ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى لصعد إلى جهة فوق، وبرهان ذلك أنا لو فرضنا مسافرًا سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافرًا، لمشى مسافرًا على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه؛ وهو في سفره هذا لم
(1) الوافي بالوفيات (2/ 119).
(2)
في مروج الذهب (1/ 253).
(3)
في تفسيره (2/ 490).
(4)
تفسير الرازي (4/ 312).
يبرح الأرض تحته والسماء فوقه، فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات (1).
7 -
قال القلقشندي: كرة الأرض يقسمها خط في وسط بنصفين: نصف جنوبي، ونصف شمالي، ويسمى هذا الخط الاستواء لاستواء الليل والنهار عنده في جميع فصول السنة، ويقاطعه خط آخر يقسمها بنصفين: نصفٍ شرقي ونصفٍ غربي، وتصير الأرض به أربعة أرباع (2).
8 -
وقال الغزالي: عرف العقلُ -ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها- أن قرص الشمس أكبر من كرة الأرض بأضعاف مضاعفة (3).
وقال أيضًا: إن الواقفين على نقطتين متقابلتين من كرة الأرض تتقابل أخمص أقدامهما، ونحن بالضرورة نعلم ذلك (4).
9 -
تعليل سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد بكروية الأرض عند ابن النفيس:
قال ابن النفيس: هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة؛ وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جدًا ما هو على ظاهر الأرض يَنْسَتِرُ عن الرؤية بحدبة الأرض (5).
10 -
الرازي يبين أن خسوف القمر دليل على كروية الأرض.
قال الرازي: إذا حصل خسوف قمري فإذا سألنا سكان أقصى المشرق عن ابتدائه؟ قالوا: إنه حصل في أول الليل، وإذا سألنا سكان أقصى المغرب؟ قالوا: إنه حصل في آخر الليل. فعلمنا أن أول الليل في أقصى المشرق هو بعينه آخر الليل في أقصى المغرب؛ وذلك
(1) مختصر العلو (ص 73).
(2)
صبح الأعشى (1/ 408).
(3)
معيار العلم (ص 2).
(4)
معيار العلم (ص 51).
(5)
شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا (ص 112).