الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوجه العاشر: معنى الآية: أن اللَّه كما سيسألكم ويحاسبكم عما كنتم تفعلون فكذلك سيحاسب هذه الحيوانات؛ فهم أمم أمثالكم في الحساب والبعث والحشر يوم القيامة
.
1 - الحشر:
قال الشنقيطي: قد دلَّت آيات كثيرة على عموم الحشر لجميع الخلائق كقوله تعالى بعد هذا بقليل: {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} ، وقوله تعالى:{وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} ، وقوله تعالى:{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا} ، وقوله تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} ، إلى غير ذلك من الآيات (1).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يُقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار". قيل: يا رسول اللَّه، فالإبل؟ قال:"ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها؛ ومن حقها حلبها يوم وردها؛ إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أو فر ما كانت لا يفقد منها فصيلًا واحدًا تطؤه بأخفافا وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار".
قيل: يا رسول اللَّه، فالبقر والغنم؟ قال:"ولا صاحب بقر ولا غنم يؤدي منها حقها؛ إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئًا؛ ليس فيها عقصاء، ولا جلحاء، ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما مر عليه أولادها رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"(2).
(1) أضواء البيان؛ (النمل: 83) 30/ 64.
(2)
رواه مسلم (987).