الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَاذَا تُرِى بِالضَّمِّ وَالْكَسْر (شَائِعٌ)
…
وإِلْيَاسَ حَذْفُ الْهَمْزِ بِالْخُلْفِ (مُـ) ـثِّلَا (1)
قال أبو شامة المقدسي: وإلياس سرياني تكلمت به العرب على وجوه كما فعلوا في جبريل وميكال فقالوا: إلياسين كجبرائيل، وإلياس كإسحاق، ووصلوا همزته كأنه في الأصل ياس دخلته آلة التعريف، وموضع هذا الخلاف -وإن إلياس- وصل همزته ابن ذكوان وقطعها غيره.
وَغَيْرُ (صِحَابٍ) رَفْعُهُ اللَّه رَبَّكُمْ
…
وَرَبَّ وَإِلْياسِينَ بِالْكَسْرِ وُصِّلَا
وأما (سلام على إلياسين) فكسر همزتها وقصرها وأسكن كسر لامها من ذكره في قوله:
مَعَ الْقَصْرِ مَعْ إِسْكَانِ كَسْرٍ (دَ) نَ ا
…
(غِـ) ـنًى وَإِنّي وَذُو الثُّنْيَا وَأَنِّي اجْمِلَا
عنى بالقصر حذف المد بين الهمزة المفتوحة واللام المكسورة فقرأ مدلول قوله: دنا غنا على ما لفظ به في البيت السابق، وغنا في موضع نصب على التمييز أو الحال أي دنا غناه أو ذا غناء؛ لأن هذه القراءة استغنت بوضوحها عن تأويل القراءة الأخرى، لأن هذا لغة في اسم إلياس على ما سبق، وقرأه نافع وابن عامر -آل ياسين- كما جاء -آل عمران- وكتبت كذا مفصولة في المصحف كأن اسمه يس على وزن ميكال، فيكون اسمه جاء في القرآن بأربع لغات، وكذا سبق في قراءة اسم جبريل؛ وهي: إلياس بقطع الهمزة، ووصلها، وياسين، وإلياسين، وتكون القراءتان قد تضمنتا التسليم عليه وعلى آله. . . (2)
الوجه الثاني: الجمع لم يقع للعلم في ذاته دون معنًى مقصود
.
وإن شئت ذهبت بـ (إل ياسين) إلى أن تجعله جمعًا، فتجعَل أصحابه داخلين في اسمه، كما تقول للقوم رئيسُهم المُهَلَّب: قد جاءتكم المهالبة والمهلَّبون، فيكون بمنزلة قوله:
(1) الشاطبية رقم البيت 998.
(2)
شرح الشاطبية المسمى بإبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع للإمام الشاطبي، تأليف الإمام عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة؛ الآبيات 998 - 1000. وانظر الحجة في القراءات السبع 303، الدر المصون للسمين الحلبي 26/ 353.
الأشعرِين والسَّعْدِين، وشبهه قال الشاعر:(1) أنا ابن سعدٍ سَيِّدِ السَّعْدِينا
وهو في الاثنين أكثر: أن يضمّ أحدهما إلى صَاحبه إذا كان أَشهر منه اسمًا؛ كقول الشاعر (2):
جزانى الزَّهدمان جزاء سَوءٍ
…
وكنتُ المرءَ يُجزَى بالكرامَهْ
واسم أحدهما زَهْدَم، وقال الآخر (3):
جزى اللَّه فيهَا الأعوَرَين ذَمَامَةً
…
وفروة ثَغْر الثورَةِ المتضَاجِم
واسم أحدهما أَعور. (4)
فَجَمَعَ المنسوبَ إلى (إلياس) بالياء والنون، فوقع السلام على من نسب إليه من أمته المؤمنين، وهذه الياء تحذف كثيرًا من النسب في الجمع المُسلَّم والمُكسَّر؛ ولذلك قالوا: المهالبة والمسامعة وأحدهم: مِسمَعي ومُهلَّبي، وقالوا: الأعجمون والنُّميرون؛ والواحد أعجمي ونُميري، فحذفت ياء النسب في الجمعين استخفافًا لثقل الياء وثقل الجمع، فكذلك (إلياسين) في قراءة من كسر الهمزة إنما هو على النسب، وحذفت الياء من الجمع على ما ذكرنا، ولو لم يكن ذلك على النسب لكان كل واحد من أمة النبي اسمه (إلياس)؛ وليس كذلك، إنما (إلياس) اسم نبيهم فنسبوا إليه. (5)
وإلياسين جمع فهو من باب قول الراجز:
(قدني من نصر الخبيبين قدني)، ورد هذا بأنه لو أريد لكان الوجه تعريفه فيقال: الإلياسين كقوله: الخبيبين، وقريء على إلياسين بوصل الهمزة؛ فهذا يمكن فيه ذلك لأن
(1) هو رؤبة. كما ذكره سيبويه في الكتاب 2/ 153 بلفظ: أكرم بدل سيد. وانظر: ملحقات ديوان رؤبة 191، وابن يعيش 1:46.
(2)
هو قيس بن زهير، كما في اللسان (زهدم). قال أبو عبيدة: الزهدمان هما: زهدم وكردم.
(3)
هو الأخطل، كما في اللسان (ثغر).
(4)
معاني القرآن للفراء 2/ 391.
(5)
الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها لمكي بن أبي طالب القيسي 2/ 227.