الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
10 - شبهة: أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل
.
نص الشبهة:
جاء في سورة الأنبياء: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} (الأنبياء: 3)، والقياس حذف ضمير الفاعل في (أَسَرُّوا) لوجود الفاعل ظاهرًا وهو (الَّذِينَ).
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: ورد في (الذين) عدة أعاريب تبين أنها لم تأتِ فاعلًا
.
الإعراب الأول: الرفع، وله عدة تأويلات:
الأول: قوله جل ثناؤه: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} فإنما يجيء على البدل، وكأنه قال: انطلقوا فقيل له: من؟ قال: بنو فلان، فقوله تعالى:{وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} على هذا فيما زعم يونس. (1)
والمعنى المقصود من ذلك: {الَّذِينَ ظَلَمُوا} في موضع رفع بدلًا من الواو من (أَسَرُّوا) ومبينًا عن معنى الواو، والمعنى: إلا استمعوه وهم يلعبون وأسروا النجوى، ثم بين من هم هؤلاء، فكان بدلًا من الواو. (2)
الثاني: وقيل: على حذف القول، التقدير: يقول الذين ظلموا، وحذف القول، مثل:{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} (الرعد: 23 - 24).
واختار هذا القول النحاس؛ قال: والدليل على صحة هذا الجواب أنَّ بعده: {هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} (الأنبياء: 3)(3).
الثالث: ويجوز أن يكون رفعًا على الذم؛ على معنى: هم الذين ظلموا. (4) أي: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هم".
(1) الكتاب لسيبويه 2/ 41.
(2)
معاني القرآن للزجاج 3/ 383، الكشاف للزمخشري 3/ 102، المحرر الوجيز لابن عطية 4/ 74.
(3)
تفسير القرطبي 11/ 286، والمحرر الوجيز 4/ 74، والبحر المحيط 6/ 275.
(4)
معاني القرآن للزجاج 3/ 383، تفسير الطبري 10/ 2، المحرر الوجيز 4/ 74، تفسير القرطبي 11/ 286، روح المعاني للآلوسي 17/ 8.