الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في علم البصمات، واعتمدته الحكومة البريطانية بعد ذلك في عام 1901 م، واعتمدت الأرجنتين كأول دولة في العالم نظام علم البصمات عام 1891 م، لقد وضع غالتون بصمة الأصابع في نظام معين يقضي على أن لكل بصمة 12 ميزة خاصة، وثبت أن من بين المليون من البصمات التي حصلت عليها شرطة لندن لم يعثر على بصمتين متشابهتين في أكثر من سبع مميزات من بين المميزات الإثنى عشر، وقد قدر غالتون أن هناك أقلّ من فرصة واحدة من 64 مليار لوجود بصمة واحدة مطابقة للأخرى، وقد قام العلماء بعده بتصنيف البصمات إلى منحنيات وخطوط وثنيات.
الوجه الرابع: توجيه القول الثاني من أقوال المفسرين
.
وهو القول الذي يفسر قوله تعالى: {عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} أي: أن نجعل أصابع يديه ورجليه شيئًا واحدًا كخُفّ البعير وحافر الحمار.
قال الرازي: وقد يكون المعنى: كنا قادرين على أن نجعل بنانه مع كفه مثل صفيحة مستوية لا شقوق (أخاديد) فيها كخف البعير، فلا يستطيع أن يؤدي الأعمال اللطيفة كالكتابة والخياطة وغيرها من الأعمال التي يستعين الإنسان بأصابعه في القيام بها (1).
توجيه هذا القول:
1 -
وهذا فيه إشارة إلى علم التشريح؛ وذلك بأن اللَّه يدعو الإنسان لكي يتأمل في خلقه، وفي الفرق بينه وبين الحيوان، وهذا التأمل إما بالنظر أو بالتدقيق، فالنظر يكون بالعين المجردة، والتدقيق يكون عن طريق علم التشريح. فهناك اختلاف بيْن بنان الإنسان وبنان الحيوان في التركيب والتكوين، وإن كان هذا ظاهرًا للناس إلا أن هناك اختلافات دقيقة تتأتى من علم التشريح.
2 -
أي أن اللَّه قادر أن يحدث تشوه في بنانه أو تصلُّب فيها فتصبح شبيهة بأيدي أو أرجل الحيوان بالتشوه أو بالمسخ، والشبه لا يعني التساوي، بل قصد المفسرين أن يد
(1) مفاتيح الغيب 16/ 181.
الإنسان لو نزع منها خاصية الليونة في المفاصل ووجود أنامل إصبع؛ لانتفت قدرة اليد على الإمساك بالقلم والفأس بطلاقة، نعم هناك بعض القرود قد تفعل ذلك ولكن ليس بنفس طلاقة فعل الإنسان وقوة تحكمه.
وفي هذا امتنان من اللَّه على الإنسان وتكريمه على باقي خلقه؛ قال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء: 70).
إذًا هذا دليل على أن هناك حكم وأسرار في هذا البنان الذي هو لدى الإنسان ولا يدري ما فيه من تلك الحكم وتلك الأسرار، فهل هو شاكرٌ لهذه النعمة ومعترف بربه ذو الحكمة، أم أنه ينتظر أن تزول تلك النعمة منه في الدنيا بأن يمسخ أو في الآخرة بأن يُشوَّه.
3 -
يوم القيامة سيحدث فيه تغيير لخلقة المجرمين من البشر؛ قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} ، أي: في أعدل خلق وفي أحسن صورة، {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)} أي: إلى النار، قاله الحسن، وأبو العالية، ومجاهد، والمعنى: إنا نفعل هذا بكثير من الناس، تقول العرب: أنفق فلان ماله على فلان، أي لم ينفقه كله (1).
فمن الناس يوم القيامة من سيكون مثل الذر.
4 -
هناك من البشر من تشبه يديه يد الحيوان وكذلك رجليه، وليس هذا ظاهرًا للناس، ولكن الإنسان عندما يُعرض عن الحق فكأنه يتشبه بالحيوانات التي لا تعلق، فلقد شبَّه اللَّه أذن الكافر بأذن الحيوان ليس ذلك لأنه يشبهها في الشكل الظاهري؛ ولكن لأنه لم يستفد من جعل أذنه تسمع الحق ليعمل به؛ قال تعالى:{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)} (البقرة: 171).
حتى إن العرب تقول جعد البنان: للبخيل.
(1) زاد المسير 6/ 172.