‌الوجه الأول: الإعراب جاء على المعنى لا اللفظ - موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام - جـ ١٢

‌

‌5 - شبهة: تأنيث العدد وجمع المعدود

.

‌

‌نص الشبهة:

قال تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا} (الأعراف: 160)، وكان يجب أن يُذَكَّرَ العَدَدُ ويأتي به مفردًا فيقول: اثني عشر سبطًا.

والجواب من عدة وجوه:

‌

‌الوجه الأول: الإعراب جاء على المعنى لا اللفظ

.

فالحمل على المعنى قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثورًا ومنظومًا، كتأنيث المذكر وتذكير المؤنث. . . (1)

قال الفراء: قال تعالى: "اثنتي عشرة"، والسبط (2) ذُكِّر؛ لأن بعده أمم، فذهب التأنيث إلى الأمم، ولو كان (اثني عشر) لتذكير السبط كان جائزًا. (3)

وهو مثل قول الشاعر:

وإنَّ كلابًا هذه عشر أبطنٍ

…

وأنت بريء من قبائلها العشر (4)

ذهب بالبطن إلى القبيلة والفصيلة؛ فلذلك جمع البطن بالتأنيث. (5)

فإن قلت: مميز ما عدا العشرة مفرد، فما وجه مجيئه مجموعًا؟ وهلّا قيل: اثني عشر سبطًا؟

قلت: لو قيل ذلك لم يكن تحقيقًا؛ لأنّ المراد: وقطعناهم اثنتي عشرة قبيلة، وكل قبيلة أسباط لا سبط، فوضع أسباطًا موضع قبيلة، ونظيره:

. . . بينَ رِمَاحِيْ مَالِكٍ وَنَهْشَلِ.