الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11 - شبهة: خلق السموات والأرض في ستة أيام
وهي منقسمة إلى شبهتين:
الشبهة الأولى:
هل اللَّه خلق السماء أولًا أم الأرض؟
يقول هنا بأنه خلق الأرض أولًا:
ولكن الكلام يناقض نفسه؛ ويقول وهو يتحدى من يدعون الخلق: بأنه خلق السماء أولًا قبل الأرض، وهذا يناقض كلامه السابق بأنه خلق الأرض أولًا ثم السماء:{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32)} (النازعات: 33 - 27).
الشبهة الثانية:
إن القرآن الكريم قال في عدة سور: إن الأرض والسموات خلقتا في ستة أيام، وفي سورة فصلت: إن أيام الخلق ثمانية.
قالوا: إنها هفوة بشرية، ونسيان، خرجوا من ذلك بأن قائل هذا الكلام هو محمد صلى الله عليه وسلم؛ وهذا هو هدفهم، تعالوا نناقش ماذا قال القرآن الكريم في سورة الأعراف:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54)} (الأعراف: 54)، وقال في سورة يونس: {نَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (يونس: 3)[*]، وفي سورة الفرقان:{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)} (الفرقان: 59).
إذن أجمعت كل هذه الآيات على أن خلق السموات والأرض وما بينهما تم في ستة أيام، لا خلاف في ذلك ولا جدال، فإذا انتقلنا بعد ذلك إلى سورة فصلت حيث فَصَّلَ اللَّهُ سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض في الآيات التي تقول:{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (فصلت: 9 - 12).
وإذا أحصينا عدد الأيام في السورة الكريمة نجد أن اللَّه سبحانه وتعالى يقول: إنه خلق الأرض في يومين وجعل فيها رواسي من فوقها، وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، ثم استوى إلى السماء، ثم يقول اللَّه سبحانه وتعالى:{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} إذا أحصينا أيام الخلق في سورة فصلت نجد أنها ثمانية: يومان لخلق الأرض، وأربعة أيام قدر فيها رزقها وبارك فيها؛ فأيام الخلق هذه ستة أيام، ويومان آخران للسموات؛ إذن فهي ثمانية أيام.
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: هذه الشبهة قديمة وقد رد عليها ابن عباس رضي الله عنه.
الوجه الثاني: كل مُجمل يفسره مُفصلَّه إلا العدد فإن مُفصَّله محمول على مجمله.
الوجه الثالث: لفظ: (يوم) في الآيات ليس المقصود به اليوم الذي هو أربع وعشرون ساعة.
الوجه الرابع: الاختلاف في كيفية تكميل خلق الأرض وما فيها.
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذه هي الآية الكريمة المرادة لأنه قال قبلها «وقال في سورة يونس. . . .» ، وفي المطبوع تكررت آية الأعراف السابقة