الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أطول مدة الحمل تحديدًا.
ويظهر كذلك الاعتذار عن علمائنا الذين قالوا بهذه المدد الطويلة التي يراها كثير من الأطباء مستحيلة، ولكننا نقول: هي شاذة نادرة على خلاف الأصل الغالب، لأن الأمر متعلق بقدرة اللَّه وما تعلق بقدرة اللَّه لا يعد مستحيلًا.
الوجه الثالث: أقوال الأطباء
.
1 -
يرى الدكتور أحمد ترعاني أخصائي النسائية والتوليد أن الحمل قد يصل إلى عشرة شهور، ولا يزيد على ذلك؛ لأن المشيمة التي تغذي الجنين تصاب بالشيخوخة بعد الشهر التاسع، وتقل كمية الأكسجين والغذاء المارين من المشيمة إلى الجنين فيموت الجنين كما قال الطبيب أحمد ترعاني: أنه يجب التأكد أنه ليس هناك خطأ في مدة الحمل؛ لأن المرأة قد تتأخر عنها الدورة الشهرية بسبب الرضاع أو غيره، ثم تحمل مباشرة دون حدوث طمث، وعند ذلك تطول مدة انقطاع الدورة الشهرية، فيجب اعتبار مدة الطمث قبل الحمل (1).
2 -
ويرى الطبيب مأمون شقفة أن الولادات التي تحصل بين الأسبوعين (39: 41) تتمتع بأفضل نسبة سلامة للأجنة، فإذا تأخرت عن الأسبوع (42) نقصت وأصبح الجنين في خطر حقيقي، وكذلك إذا حصلت مبكرة عن وقتها نقصت نسبة السلامة، فهي قبل الأسبوع (37) أقل منها في تمام الحمل، وفي الأسبوع (35) أقل بوضوح، والوليد الذي يولد قبل ذلك يحتاج إلى عناية خاصة للمحافظة على حياته (2).
3 -
وقد تبين في بعض الإحصائيات أن نسبة الحمل المتأخر حتى (42 أسبوع) 4: 14 % أي بمعدل 10%، ونسبة الحمل الذي يبلغ (43 أسبوع) 2: 7% (3).
4 -
وتذكر الإحصائيات أن وفاة المواليد تزداد وتتضاعف بازدياد مدة الحمل عن
(1) أحكام المرأة الحامل للخطيب (ص 106) نقلًا عن كتاب أحكام المرأة الحامل لعبد الرشيد قاسم.
(2)
القرار المكين لمأمون شقفة (ص 73) نقلًا عن المصدر السابق.
(3)
عن كتاب أحكام المرأة الحامل لعبد الرشيد قاسم (ص 730).
(الأسبوع 42) بسبب تلف المشيمة (1).
5 -
ذكر الطبيب أحمد كنعان سبب استبعاد بقاء الجنين لفترة طويلة في الرحم على المدة المعتادة فقال: إن الجنين يعتمد في غذائه على المشيمة ولم تعد قادرة على إمداد الجنين بالغذاء الذي يحتاجه لاستمرار حياته، فإن لم تحصل الولادة عانى الجنين من المجاعة، فإن طالت المدة ولم تحصل الولادة قضى نحبه داخل الرحم (2).
وأكد هذا القول بأنه من النادر أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم (45 أسبوعًا) ولاستيعاب النادر والشاذ فإن هذه المدة تمتد أسبوعين آخرين لتصبح (330 يومًا) ولم يعرف أن المشيمة قدرت أن تمد الجنين بعناصر الحياة لهذه المدة، وأهل القانون توسعوا في الاحتياط مستندين إلى بعض الآراء الفقهية بجانب الرأي العلمي فجعلوا أقصى مدة للحمل سنة واحدة (3).
6 -
وقد علل الطبيب عبد اللَّه باسلامة ومحمد البار توهم بعض النساء أن حملهن قد امتد سنتين، وأن ذلك يرجع إلى ما يسمى بالحمل الكاذب؛ وحاصله:
أن هذه حالة تصيب النساء اللاتي يبحثن عن الإنجاب دون أن ينجبن، فتنتفخ البطن بالغازات وتتوقف العادة الشهرية، وتعتقد المرأة اعتقادًا جازمًا بأنها حامل رغم تأكيد جميع الفحوصات المخبرية والطبية بأنها غير حامل، وقد يحدث لإحدى هؤلاء الواهمات بالحمل الكاذب الذي تتصور أنه بقي في بطنها سنينًا، وقد يحدث أنها تحمل فعلًا فتضع طفلًا طبيعيًا في فترة حمله، ولكنها نتيجة وهمها وإيهامها من حولها أنها حملت لمدة ثلاث أو أربع سنين (4).
(1) الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية لنبيه النجار (ص 437).
(2)
الموسوعة الفقهية الطبية (ص 376)، وانظر أحكام المرأة الحامل (ص 118) لعبد الرشيد قاسم.
(3)
المصدر السابق، وانظر الحيض والنفاس والحمل لعمر الأشقر (ص 95، 96) نقلًا عن أحكام المرأة الحامل (ص 119).
(4)
رؤية إسلامية لبعض القضايا الطبية لباسلامة (ص 57)، وخلق الإنسان بين الطب والقرآن للبار (ص 453، 454)، الرؤية الإسلامية لبعض الممارسات الطبية (ص 672) نقلًا عن أحكام المرأة الحامل لعبد =
فهذه بعض آراء الأطباء وإحصائياتهم والنتيجة التي توصلوا إليها من الاستحالة عند البعض والاستبعاد عند البعض، لكن انظر ما يلي:
1 -
ذكرت صحيفة المحقق الطبي الأمريكية في (ديسمبر 1884 م) امرأة دام حملها (15 شهرًا و 21 يومًا)، وورد في مجلة (تاريخ الأكاديمية) الفرنسية ذكر حملًا دام (36 شهرًا)(1).
2 -
قال عبد الرشيد قاسم: سألت الشيخ عبد المجيد الزنداني واضع أسس علم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في (4/ 4/ 1422 هـ الموافق 26/ 6/ 2001 م) بمكة عما جاء في كتب الفقهاء من امتداد فترة الحمل لسنين، فأخبرني أنه سأل طبيبًا عالميًا مختصًا في علم الأجنة بكندا، وذكر الطبيب أن هذا التأخر يرجع إلى مدى استعداد جهاز المناعة للطفل، ولم يرفض مبدأ تأخر الحمل (2).
3 -
ومما يدل على إمكان هذا أن يوجد الشواذ في الخلق مقطوع به، فقد ثبت ولادة سبعة توائم في بطن واحد بخلاف المعهود، ووجود أطفال ولدوا برأسين وغير ذلك مما هو نادر وواقع، ولا يمنع أن توجد مشيمة على جهة الشذوذ لها قدرة على إمداد الطفل لفترة طويلة على غير المعهود كما هو حال المعمرين في هذا الزمان والذين تجاوز أعمار البعض قرنًا ونصفًا من الزمان.
4 -
قال عبد الرشيد قاسم: وحدثني الشيخ الدكتور/ بكر أبو زيد عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية أنه ثبت لديه حين كان قاضيًا بالمدينة حمل دام أربع سنين.
وأن الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ثبت لديه حمل دام سبع سنين حين كان
= الرشيد قاسم (ص 119).
(1)
الموسوعة الفقهية الطبية لأحمد كنعان (ص 376)، وعزاه لموسوعة المعلومات العامة للأرقام القياسية لعينيس (ص 18)، وقد اعترض بعض الأطباء على هذه المعلومة بأنها ليست في مصدر طبي معتمد، إضافة أن الخبر الأول مضى عليه أكثر من قرن ولم تكن عندهم الوسائل والمختبرات الدقيقة التي تؤكد صحة الخبر. نقلًا عن كتاب (أحكام المرأة الحامل) لعبد الرشيد قاسم (ص 121).
(2)
أحكام المرأة الحامل لعبد الرشيد قاسم (ص 121).
يشغل منصب القضاء.
وحين أورد ذلك على الأطباء في مناقشات مجمع الفقه الإسلامي حاروا في الجواب (1).
5 -
فإذا أضفنا هذه الأخبار إلى ما ورد في كتب الفقه والتاريخ من وجود نساء حملن لمدة طويلة أفادت هذه الأخبار وجود هذا النوع من الحمل، وإن كان شاذًا أو نادرًا (2).
6 -
ينبغي أن يلاحظ أن المرأة إذا ادعت وجود حمل بها تجاوز المدة المعهودة يلزم أن نثبت ذلك بالبينة أو القرائن القوية الموجبة لتصديق قولها كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل ووجود علاماته الواضحة التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب كحركة الجنين، أو ثبوت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم، أو الموجات الصوتية (السونار) أو غير ذلك مما يقطع وجود الحمل أو عدمه؛ لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة، ولقطع باب الادعاء، ولكون هذا الحمل يبنى عليه أحكام كثيرة وبفضل اللَّه يمكن في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة، إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة (99.99%)، واللَّه أعلم (3).
* * *
(1) كتاب المرأة الحامل لعبد الرشيد قاسم.
(2)
المصدر السابق.
(3)
نقلًا عن كتاب (أحكام المرأة الحامل) لعبد الرشيد قاسم (ص 123) بتصرف.