الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فلمراعاة تثنية اللفظ في الآية {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} أتي باسم الإشارة الموضوع للمثنى، ولمراعاة العدد أتي بضمير الجماعة. (1)
-
آية الشعراء:
قال: (اذهبا) لأن الأمر بالذهاب لاثنين هما: موسى وهارون عليهما السلام، فلما أثبت الاستماع قال:(معكم)؛ لأنهم: موسى، وهارون عليهما السلام، وفرعون، ومن كان حاضرًا معه، فصح عودة (معكم) عليهم جميعًا.
يقولون: ذكر (معكم) بلفظ الجمع وهما اثنان؛ أجراهما مجرى الجماعة، وقيل: أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون. (2)
ولا يخفى ما في الإتيان بـ (معكم) من الإحاطة والشمول.
-
آية ص:
(خصم) خرج في لفظ الواحد؛ لأنه مصدر مئل: الزور والسفر، لا يثنى ولا يجمع. فالخَصْمُ يكون للاثنين والجمع والمؤنث.
ومنه قول لبيد:
وَخَصْمٍ يَعدوّنَ الدُّخُولَ كَأَنَّهُمْ
…
قُرُومٌ غَيَارَى كلَّ أزْهَرَ مُصْعَب. (3)
وأما قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} الآية؛ فهذه الآية تدل بظاهرها على أن الخصم مفرد، ولكن الضمائر بعده تدل على خلاف ذلك.
والجواب: أن الخصم في الأصل مصدر: خصمه، والعرب إذا نعتت بالمصدر أفردته وذكّرته، وعليه فالخصم يراد به الجماعة والواحد والاثنان، ويجوز جمعه وتثنيته لتناسي
(1) انظر التحرير والتنوير لابن عاشور 17/ 229.
(2)
تفسير البغوي 3/ 382.
(3)
لسان العرب 12/ 180. والبيت في ديوان لبيد بن ربيعة العامري، البيت رقم 43. وصدر البيت هكذا:
وخصْمٍ قيامٍ بالعَراءِ كأنَّهُمْ. . . . .