الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أصله الذي هو المصدر وتنزيله منزلة الوصف، قال ابن مالك:
ونعتوا بمصدر كثيرا
…
فالتزموا الإفراد والتذكيرا. (1)
وربّما ذهبت العرب بالاثنين إلى الجمع، كما يُذهب بالواحِدِ إلى الجمع. . ومثل ذلكَ قوله في سورة ص:{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21)} ثم أعاد ذكرهَما بالتثنية فقال: {خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} . (2)
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} يعني: الملكين اللذين تصورا في صورة خصمين من بني آدم، (إذ تسوروا المحراب) علوا غرفة داود عليه السلام (3).
قال بعضهم: كانوا اثنين فذكر بلفظ الجماعة فقال: {إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ} ، وقال بعضهم: كانوا جماعة، ولكنهم كانوا فريقين فقال:{إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ} . (4)
-
آية الحجرات:
هذا اللفظ - (طائفتان) - مثنى غير حقيقي فهو مثنى في اللفظ جمع في المعنى.
فالطائفة في الأصل الجماعة التي من شأنها الطوف في البلاد للسفر، ويجوز أن يكون أصلها الجماعة التي تستوي بها حلقة يطاف عليها، ثم كثر ذلك حتى سمي كل جماعة طائفة. (5)
قال: (إن طائفتان) ثم قال: (اقتتلوا) ولم يقل: اقتتلتا -ولو قاله لكان جائزًا- لأن كل
(1) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، باب النعت 3/ 156.
(2)
معاني القرآن للفراء 2/ 391، ومشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض 1/ 242، مادة خ ص م.
(3)
تفسير الواحدي المسمى بالوجيز 921.
(4)
بحر العلوم للسمرقندي 3/ 156.
(5)
الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري 334، الفرق بين الطائفة والجماعة.
طائفة منهما جماعه. (1)
عن مجاهد في هذه الآية: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)} قال: الطائفة واحد إلى الألف، {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} . (2)
فالعرب تحمل على اللفظ وعلى المعنى كما قال عز وجل: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} .
ألا ترى أن الطائفتين لما كانتا في المعنى جمعًا لم يرجع الضمير إليهما مثنى، لكنه جمع على المعنى. (3)
ويجوز تثنية اسم الجمع على تأويل: فرقتين وجماعتين. . . فالمراد من تثنية الجمع تضعيفه بجعله مثلين من نوعين، فلا تدافع بين التثنية والجمع. .
كما قال الشاعر:
لنا إبلان فيهما ما علمتم
…
فعن أيةٍ ما شئتم فتنكبوا
والمشهور في الكتب: فعن أيها بتأنيث الضمير؛ على أنه راجع إلى فرقة وقطعة، وقوله:"فعن أيها" أعاد الضمير على مجموع الإبلين؛ لأنها جماعة. (4)
وإذا قالوا: إبلان فإنما يريدون قطعتين من الإبل. . أرادوا به قطعتين: قطعة في جهة، وقطعة في أخرى، أو قطعتين من الإبل والغنم، أو إبلًا موصوفة بصفة غير الإبل الأخرى لتفيد التثنية معنًى ما، والمعنى: لنا قطيعان من الإبل فيهما ما علمتم من قرى الأضياف وتحمل الغرامات، فخذوا عن أيهما ما شئتم وأردتم، فإنها مباحةٌ غير ممنوعة. (5)
(1) انظر: الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، لمحمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري الهروي أبي منصور 374.
(2)
تفسير الطبري 18/ 69.
(3)
خزانة الأدب لعبد القاهر البغدادي؛ الشاهد السادس والسبعون بعد الخمسمائة.
(4)
البيت منسوب لعوف بن عطية التيمي كما في الأصمعيات، وخزانة الأدب 7/ 534.
(5)
مغني اللبيب لابن هشام 1/ 390، 391.