الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - شبهة: أمم أمثالكم
.
نص الشبهة:
جاء في القرآن: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} ، هل الحيوانات أمم أمثالنا؟ !
1 -
القرآن لم يحدد أوجه الشبه بين الإنسان والحيوان، فإن كان يقصد الشبه في كل شيء فهذا مستحيل وغير ممكن؛ لأنه ظاهر للعيان أن الحيوان مختلف عن الإنسان، أما إذا كان المقصود هو بعض أوجه الشبه فَرَدُّنا سيكون بحسب هذه الأوجه:
أ- في العلاقات: نختلف تمامًا عن الحيوان في نوعية العلاقة، فالعديد من الحيوانات تعيش فوضى دون ضوابط معينة؛ فالابن يطأ أمه، والأب يطأ ابنته، وغير ذلك مما نعرفه جميعًا، وهذا دليل على انعدام الضابط الأخلاقي، وتحكم الغريزة في الحيوان، وهناك أيضًا علاقات سلطوية تضبطنا جميعا كالرئيس والمرؤوس، أما أكثرية الحيوانات إن لم نقل كلها فإنها تعيش دون نظامًا معينًا (الأقوى هو الذي يربح ويتسلط على الآخرين دائمًا).
ب- في العقل: فإننا لم نتأكد بعد أن الحيوان يستخدم عقله في تصرفاته بل ظاهريًا يبدو العكس؛ بحيث نرى أن الحيوان يسير بحسب غرائزه، والدليل الأقوى في هذا الباب هو أن الحيوان منذ تواجده على الأرض لم يحقق أي تقدم أو رقي، ونحن نعلم أن مَنْ يستخدم عقله لا بد وأن يتطور مع مرور الزمن وهذا ما حدث مع الإنسان الذي استطاع في وقت وجيز أن يحقق تقدمًا مدهشًا وهائلًا، وبالتالي نخلص إلى القول بأن الحيوان لا يشبه الإنسان أبدًا في عقله.
ج- في الغرائز الطبيعية: قد يبدو لأول وهلة أن الإنسان يشبه الحيوان في وظائف الأكل، والشرب، والشم، والسمع، والكلام (على نحو ما) والسير، . . . إلخ، لكن هذا أيضًا ليس مطلقًا بل ينحصر في أشياء قليلة، فمثلًا طريقة التوالد تختلف عن الإنسان عند الحيوانات التي تبيض، والحيونات العمياء التي تعتمد في طبيعتها على الإحساس وأخرى تطير وغيرها يقفز، إلى غير ذلك مما يعلمه العامة من الناس حتى إن كان الشبه موجودًا من هذه الناحية فإنه ليس بالإعجاز لأنه ظاهر بمجرد الملاحظة! !
والرد على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: معنى كلمة: (أمة) لغةً.
الوجه الثاني: معنى: {أَمْثَالُكُمْ} لغةً.
الوجه الثالث: مفهوم {أَمْثَالُكُمْ} في القرآن والسنة.
الوجه الرابع: النظرة العلمية لمفهوم الأممية عند الحيوان والطير وغيرهم، (أو التطبيق العلمي لمعرفة معنى كلمة:(الأمة)).
الوجه الخامس: هذه الشبهة ذُكرت في كتب التفسير وتم الرد عليها قديمًا.
الوجه السادس: النسبة بين المشبهات إنما هو بصفاتها في الأجسام وبذواتها في الأعراض.
الوجه السابع: هذه الآية لا تتعارض مع قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} بل هناك علاقة بينهما.
الوجه الثامن: هذه الآية يفسرها قوله تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} ، وقوله:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ} ، وكذلك الآيات التي توضح تدبير اللَّه لأمر الإنسان والحيوان جميعًا.
الوجه التاسع: إجماع العقلاء أن من البشر من قد تدنى في أخلاقه حتى إنه ليشبه في تصرفاته تصرفات بعض الحيوانات، بل قد يكون الحيوان أفضل منه في تلك الحالة، وليس معنى ذلك أنه قد أشبهت خلقته خلقة الحيوان.
الوجه العاشر: معنى الآية: أن اللَّه كما سيسألكم ويحاسبكم عما كنتم تفعلون فكذلك سيحاسب هذه الحيوانات؛ فهم أمم أمثالكم في الحساب والبعث والحشر يوم القيامة.
الوجه الحادي عشر: هذه الآية رد على من ينكر أن الحيوانات والطيور لها أرواح مثلنا.
الوجه الثاني عشر: أي: كما خلقكم لحكمة العبادة خلقهم لحكمة التسخير، فالتماثل هو تماثل في كون كلٌ له حكمة من خلقه، وفي ذلك كله لم يخلقكم ولم يخلقهم سدى.
الوجه الثالث عشر: الآية تشير إلى علم الأحياء، وأن هناك علاقة بين الكائنات الحية لا يمكن أن ينكرها عاقل.