الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل عليه الوحي؟ قال: فرفع عمر طرف الثوب فنظرتُ إليه له غطيطٌ (قال: وأحسبه قال: ) كغطيط البكر قال: فلما سرِّيَ عنه قال: "أين السائل عن العمرة؟ اغسل عنك أثر الصفرة (أو قال: أثر الخلوق) واخلع عنك جبتك، واصنع في عمرتك ما أنت صانع في حجك".
متفق عليه: رواه البخاري في فضائل القرآن (4985)، ومسلم في الحج (1180: 6) كلاهما من حديث همام، حدثنا عطاء بن أبي رباح، قال: أخبرني صفوان بن يعلى فذكره. واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.
وقوله: "غطيط" هو كصوت النائم.
وقوله: "كغطيط البكر" أي: الفتي من الإبل.
• عن عبادة بن الصّامت قال: كان نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أُنزل عليه الوحي كُرب لذلك، وتربَّد وجهُه.
وفي رواية: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم إذا أُنزل عليه الوحي نكس رأسَه، ونكس أصحابُه رؤوسهم. فلما أُتْلي عنه رفع رأسَه.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (2334) من طريقين عن قتادة، عن الحسن، عن حطّان بن عبد اللَّه، عن عبادة بن الصّامت، فذكره.
5 - باب ما جاء في ثقل الوحي
قال اللَّه تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [سورة المزمل: 5].
• عن عائشة في حديث الإفك الطّويل قالت: واللَّه يعلمُ أني بريئةٌ، وأنّ اللَّه مبرِّئي ببراءتي، ولكن واللَّهِ ما كنتُ أظنُّ أنّ اللَّه منزلٌ في شأني وحْيًا يُتلى لشأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلّم اللَّهُ فيَّ بأمْرٍ، ولكن كنتُ أرجو أن يرى رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في النّوم رؤيا يبرئني اللَّه بها، فواللَّهِ ما رام رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم مجلسَه ولا خرج أحدٌ من أهل البيت حتى أنزل عليه، فأخذه ما كان يأخذه من البُرَحاء حتى إنّه ليتحدَّرُ منه من العرق مثل الجمان، وهو في يوم شاتٍ من ثقل القول الذي أنزل عليه.
متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (4141)، ومسلم في التوبة (2770) كلاهما من حديث إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزّبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود، عن عائشة، فذكرته في قصة الإفك.
• عن زيد بن ثابت قال: إنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أملى عليَّ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال: فجاءه ابنُ أمِّ مكتوم وهو يملُّها عليَّ فقال: يا رسول اللَّه، لو أستطيعُ الجهاد لجاهدتُ -وكان رجلًا أعمى-، فأنزل اللَّه تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي، فثقلتْ عليَّ حتى خفتُ أن ترضَّ فخذي، ثم سُرِّي عنه فأنزل اللَّهُ عز وجل:{غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [سورة النساء: 95].
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (2832)، وفي التفسير (4592) من طريقين عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ، قال: حدّثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سهل بن سعد السّاعديّ، أنّه قال: رأيتُ مروان بن الحكم جالسًا في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أنّ زيد ابن ثابت أخبره، فذكره.
• عن عُبادة بن الصّامت قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أُنزل عليه الوحي نكس رأسه، ونكس أصحابُه رؤوسهم، فلما أُتلي عنه رفع رأسه.
وفي رواية: إذا أنزل عليه الوحي كرُب لذلك وتربّد وجهُه.
صحيح: رواه مسلم في الفضائل (2335) من طريقين عن قتادة، عن الحسن، عن حطّان بن عبد اللَّه الرّقاشيّ، عن عبادة بن الصّامت، فذكر الحديث.
• عن عائشة قالت: إن كان ليُوحي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته، فتضرب بجرانها.
حسن: رواه أحمد (2468) عن سليمان بن داود، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وعبد الرحمن هو: ابن أبي الزّناد مختلف فيه غير أنه حسن الحديث في المتابعات والشّواهد.
ورواه البيهقي في "دلائل النبوة"(7/ 53) من طريق عبد الرحمن بن أبي الزّناد، بلفظ: فتضرب على جرانها من ثقل ما يُوحى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وإن كان جبينُه ليطف بالعرق في اليوم الشاتي إذا أوحى اللَّهُ إليه.
وصحّحه الحاكم (2/ 505) بعد أن رواه من طريق معمر عن هشام وزاد: "فلم تستطع أن تتحرك، وتلك قول اللَّه عز وجل:{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [سورة المزمل: 5].
وهذه متابعة قوية لعبد الرحمن بن أبي الزّناد.
قال الهيثميّ في "المجمع"(8/ 257): "رواه أحمد ورجاله رجال الصّحيح".
قلت: وهو كما قال؛ فإن عبد الرحمن بن أبي الزّناد أخرج له البخاريّ في التعليقات ومسلم في صحيحه، ولا يضر ما رُوي عن معمر، عن هشام، عن أبيه مرسلًا بدون ذكر عائشة، فمن وصله