الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الهيثميّ في "المجمع"(5/ 235 - 236): "رواه الطبرانيّ بإسنادين في أحدهما منيع، قال ابن عدي: له أفراد وأرجو أنه لا بأس به، وبقية رجال الأول ثقات".
والإسناد الثاني الذي أشار إليه الهيثمي هو ما أخرجه الطبرانيّ في "الكبير"(20/ 124) أيضًا من طريق أغلب بن تميم، عن معلى بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أمّتي لا تنالهما شفاعتي: سلطان ظلوم غشوم، وغال في الدّين يشهد عليهم فيتبرأ منهم".
وإسناده ضعيف جدًّا من أجل أغلب بن تميم قال فيه البخاريّ: منكر الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: حدّث عنه يزيد بن هارون، خرج عن حدّ الاحتجاج به لكثرة خطئه. انظر ترجمته في "الميزان"(1/ 273).
وأمّا ما رُوي عن أنس مرفوعًا: "صنفان من أمّتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية". قيل: يا رسول اللَّه: من القدرية؟ قال: "قوم يقولون: لا قدر". قيل: فمن المرجئة؟ قال: "قوم يكونون في آخر الزمان، إذا سئلوا عن الإيمان يقولون: نحن مؤمنون إن شاء اللَّه". فهو موضوع، أخرجه ابن الجوزيّ في "الموضوعات"(282)، والجوزقاني في "الأباطيل" (34) وقال: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات.
13 - باب من لا تكون له الشّفاعة
• عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ اللّعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة".
صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (2598) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا معاوية بن هشام، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم وأبي حازم، عن أمِّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، فذكره.
14 - باب طلب الشّفاعة من النّبيّ صلى الله عليه وسلم
-
• عن ربيعة بن كعب الأسلميّ، قال: كنتُ أبيتُ مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فأتيته بوَضوئه وحاجته، فقال لي:"سَلْ". فقلتُ: أسألُك مرافتَك في الجنّة. قال: "أو غير ذلك؟ ". قلت: هو ذاك. قال: "فأعنّي على نفسك بكثرة السّجود".
صحيح: رواه مسلم في الصلاة (489) عن الحكم بن موسى أبي صالح، حدّثنا حِقْل بن زياد قال: سمعت الأوزاعيّ قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة، حدثني ربيعة بن كعب فذكره.
• عن خادم للنّبيّ صلى الله عليه وسلم رجل أو امرأة قال: كان النّبيُّ صلى الله عليه وسلم مما يقول للخادم: "ألك حاجة؟ ". قال: حتّى كان ذات يوم، فقال: يا رسول اللَّه حاجتي. قال: "وما
حاجتُك؟ ". قال: حاجتي أن تشفع لي يوم القيامة. قال: "ومن دلَّك على هذا؟ ". قال: ربِّي. قال: "إما لا، فأعنّي بكثرة السّجود".
صحيح: رواه الإمام أحمد (16076) عن عفّان، حدّثنا خالد -يعني الواسطيّ- قال: حدّثنا عمرو بن يحيى الأنصاريّ، عن زياد بن أبي زياد مولى بني مخزوم، عن خادم، فذكره.
وإسناده صحيح. وأورده الهيثميّ في "المجمع"(2/ 249) فقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح". والخادم هو ربيعة بن كعب الأسلمي كما مضى.
• عن ربيعة بن كعب، قال: قال لي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سَلْني أُعْطِكَ". قلتُ: يا رسولَ اللَّه، أَنْظِرْني أنظر في أمري. قال:"فانظر في أمرك". قال: فنظرتُ، فقلت: إنّ أمر الدّنيا ينقطع، فلا أرى شيئًا خيرًا من شيء آخذُه لنفسي لآخرتي، فدخلتُ على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال:"ما حاجَتُك؟ ". فقلت: يا رسول اللَّه، اشْفَعْ لي إلى ربِّك عز وجل، فلْيُعْتقني من النّار، فقال:"مَنْ أمرك بهذا؟ ". فقلت: لا واللَّه يا رسول اللَّه، ما أمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في أمري، فرأيتُ أنّ الدُّنيا زائلة من أهلها، فأحببتُ أن آخُذ لآخرتي. قال:"فأعنِّي على نفسِك بكثرة السُّجود".
حسن: رواه الإمام أحمد (16578) عن أبي اليمان، قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمرة، عن ربيعة وفيه إسماعيل بن عياش وهو ضعف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا منها، ولكنه تابع.
ومحمد بن إسحاق مدلّس، إلّا أنه صرَّحَ بالتحديث في الرواية التالية.
وهي ما رواه الإمام أحمد (16579) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمد بن عمرو بن عطاء، عن نعيم بن مجمّر، عن ربيعة بن كعب قال: كنت أخدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة، فأجلسُ ببابه إذا دخل بيته أقول: لعلَّها أن تحدث لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حاجةٌ. فما أزال أسمعُه يقول رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "سبحان اللَّه سبحان اللَّه، سبحان اللَّه وبحمده". حتى أَملَّ، فارْجِعَ أو تغلبني عيني فأرقد. قال: فقال لي يومًا لما يرى من خِفّتي له وخدمتي إيّاه: "سَلْني يا ربيعةُ أُعْطِكَ". قال: فقلت: أنظر في أمري يا رسول اللَّه ثم أعلمك ذلك. قال: ففكّرت في نفسي، فعرفتُ أنّ الدُّنيا منقطعة زائلة، وأنَّ لي فيها رزقًا سيكفيني ويأتيني. قال: فقلت: أسأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لآخرتي فإنه من اللَّه عز وجل بالمنزل الذي هو به قال: فجئت. فقال: "ما فعلتَ يا ربيعةُ؟ ". قال: فقلت: نعم يا رسول اللَّه أسألُك أن تشفع لي إلى ربِّك فيعتقني من النّار. قال: فقال: "مَنْ أمرك بهذا يا ربيعة؟ ". قال: فقلت: لا واللَّه الذي بعثك بالحقّ ما أمرني به أحدٌ، ولكنّك لما قلتَ:"سَلْنِي أُعْطِك". وكنتَ من اللَّه بالمنزل