الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" فتعقبه الذهبي بقوله: "ثعلبة مجهول، وما أخرجا له شيئًا".
وثعلبة بن عباد العبديّ البصريّ لم يرو عنه سوى الأسود بن قيس، ذكره ابن المدينيّ في المجاهيل الذين يروي عنهم الأسود بن قيس. وقال ابن حزم، وابن القطاّن:"مجهول"، وذكره ابن حبان في "الثقات"؛ ولذا قال فيه الحافظ:
"مقبول" أي إذا تُوبع وإلّا فلين الحديث كما اصطلح عليه الحافظ، وذكره الذهبي في الميزان ونقل عن ابن المديني:"الأسود يروي عن مجاهيل"، وقال ابن حزم:"ثعلبة مجهول".
10 - باب وصف أهل السّماء عند نزول الوحي
• عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إذا قضى اللَّه الأمر في السماء ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها خُضْعانًا لقوله كالسِّلسلةِ على صفوان -قال عليٌّ: وقال غيره: صفوان يَنْفُذُهم ذلك- فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربُّكم؟ قالوا للذي قال: الحقّ وهو العليُّ الكبير، فيسمعها مُسْتَرقُو السَّمع ومُسْترِقُو السّمع هكذا واحد فوق آخر -ووصف سفيان بيده وفرَّج بين أصابع يده اليمنى نصبها بعضَها فوق بعض- فربما أدرك الشِّهابُ المستمعَ قبل أن يرمي بها إلى صاحبه فيحرقَه، وربما لم يدركهـ حتى يرمي بها إلى الذي يليه إلى الذي هو أسفل منه حتى يُلْقُوها إلى الأرض -وربّما قال سفيان: حتى تنتهي إلى الأرض- فتُلْقى على فم السّاحر فيكذب معها مائةَ كَذْبةٍ فيصدَّق فيقولون: ألم يُخبرنا يوم كذا وكذا يكون كذا وكذا، فوجدناه حقًّا -للكلمة التي سُمعت من السّماء-" حدّثنا عليُّ بن عبد اللَّه، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة:"إذا قضى اللَّهُ الأمرَ". وزاد: "والكاهن". وحدثنا سفيان فقال: قال عمرو: سمعت عكرمة، حدثنا أبو هريرة قال:"إذا قضى اللَّه الأمر" وقال: "على فم السّاحر".
قلت لسفيان: أأنت سمعت عمرًا قال: سمعت عكرمة، قال: سمعت أبا هريرة؟ قال: نعم. قلت لسفيان: إنّ إنسانا روى عنك، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة ويرفعه أنه قرأ:[فُزِّعَ]؟ قال سفيان: هكذا قرأ عمرو، فلا أدري سمعه هكذا أم لا قال سفيان: وهي قراءتُنا".
صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (4701) عن علي بن عبد اللَّه، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عكرمة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن مسعود قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تكلّم اللَّهُ بالوحي سمع
أهلُ السّماء للسماء صلْصَلة كجرّ السّلسِلة على الصفا، فيُصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل عليه السلام حتى إذا أتاهم جبريل فُزِّع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل، ماذا قال ربُّك؟ فيقول: الحقّ، فيقولون: الحقّ، الحقّ".
صحيح: رواه أبو داود (4738) عن أحمد بن أبي سريج الرازيّ، وعلي بن الحسين بن إبراهيم، وعلي بن مسلم، قالوا: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد اللَّه، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (280)، وابن حبان في صحيحه (37) كلاهما من طريق علي بن الحسين بن إبراهيم وحده بإسناده مثله. ومسلم هو ابن صُبيح الهمدانيّ.
وقد روي موقوفًا على عبد اللَّه بن مسعود، رواه ابن خزيمة من طرق غير هؤلاء عن أبي معاوية، والحكم لمن رفعه؛ لأنّ معهم زيادة علم، ثم مثل هذا لا يُعرف إلّا بالوحي، وكان ابن مسعود يذكر هذا الحديث في تفسير قوله تعالى:{حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} [سورة سبأ: 23] فلعلّه نفسه كان يرفعه أحيانًا، ويوقفه أحيانًا حسب الحال، وقد كان رضي الله عنه شديد الاحتياط في رفع كلّ حديث إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
وعلّقه البخاريّ (13/ 452 - 453) عن مسروق، عن عبد اللَّه بن مسعود.
وأما ما رُوي عن النواس بن سَمعان الكلابيّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد اللَّه أن يوحي بأمر تكلّم بالوحي، فإذا تكلّم أخذت السموات منه رجفة من خوف اللَّه عز وجل، فإذا سمع ذلك أهلُ السموات صعقوا وخرّوا سجّدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلّم اللَّه من وحيه بما أراد، فينتهي به جبريل على الملائكة، كلما مرّ بسماء قال أهلها: ماذا قال ربُّنا يا جبريل؟ فيقول جبريل: قال الحق وهو العليُّ الكبير، قال: فيقولون كلّهم مثل ما قال جبريل حتى ينتهي بهم جبريل حيث أمره اللَّه من السماء والأرض". فهو ضعيف.
رواه ابن أبي عاصم في السنة (515)، ومحمد بن نصر المروزيّ في تعظيم قدر الصّلاة (1/ 236)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 501)، والبيهقي في الأسماء والصفات (435)، وابن خزيمة في كتاب التوحيد (279) كلّهم من طرق عن نعيم بن حمّاد المروزي، ثنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيدة، عن النواس بن سمعان، فذكر مثله. ونعيم بن حماد سيء الحفظ.
والوليد بن مسلم مدلّس، يدلّس تدليس التسوية ولم يصرّح بالسّماع.
والحديث أورده الذهبي في الميزان (4/ 269) في ترجمة نعيم بن حماد، ونقل عن دُحيم أنه قال:"لا أصل له".