الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإذا صحّ تكرار الزواج صحَّ عدد الخصال وهو تسع.
ولعلّ ممّا اضطرب فيه إسماعيل بن عياش أنه جعل هذا الحديث مرة من مسند معد يكرب، كما جعل أخرى من مسند عبادة بن الصّامت.
رواه الآجريّ في الشّريعة (812) من طريقه عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير ابن مرة، عن عبادة بن الصّامت، فذكره.
ولكن هذا لا يعلّل ما ثبت، أو أنّ هذا الحديث رُوي عن صحابين وكلاهما صحيح.
• عن أبي الدّرداء قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يُشفَّع الشّهيد في سبعين من أهل بيته".
حسن: رواه أبو داود (2522) ومن طريقه البيهقيّ (9/ 164) عن أحمد بن صالح، حدّثنا يحيى ابن حسان، حدّثنا الوليد بن رباح الذَّماريّ، حدّثني عمي نمران بن عتبة الذَّماريّ، قال: دخلنا على أمّ الدّرداء ونحن أيتام، فقالت: أبشروا فإنّي سمعتُ أبا الدّرداء يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (فذكره).
وإسناده حسن من أجل نمران بن عتبة روى عنه حريز بن عثمان، وشيوخ حريز كلّهم ثقات، ولم يوثقه أحدٌ وإنّما ذكره ابن حبان في "ثقاته"(7/ 544) وروى من طريقه في صحيحه (4660)، ومن طريقه رواه أيضًا الآجريّ في الشّريعة (814).
أمّا الوليد بن رباح الذّماريّ فقال أبو داود: "صوابه: رباح بن الوليد". وهو: رباح بن الوليد بن يزيد بن نمران الذَّماريّ فانقلب على بعض الرّواة فقالوا: الوليد بن رباح الذّماريّ وهو "صدوق".
وفي الباب عن عثمان بن عفّان مرفوعًا: "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشّهداء".
رواه ابن ماجه (4313) عن سعيد بن مروان قال: حدّثنا أحمد بن يونس، قال: حدّثنا عنبسة ابن عبد الرحمن، عن عِلاق بن أبي مسلم، عن أبان بن عثمان، عن عثمان بن عفّان، فذكره.
وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأمويّ جمهور أهل العلم متفقون على تضعيفه، وقد رماه أبو حاتم بالوضع، وشيخه علاق بن مسلم أو ابن أبي مسلم "مجهول".
20 - باب ما جاء في شفاعة القرآن لأهله
• عن أبي أمامة الباهليّ، قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "اقرأوا القرآن، فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرأوا الزّهراوين البقرة وسورة آل عمران، فإنّهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامنان، أو كأنهما غياتيان، أو كأنهما فرقان من طير صوافّ تُحاجّان عن أصحابهما. اقرأوا سورة البقرة، فإنّ أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة".
صحيح: رواه مسلم في صلاة المسافرين (804) عن الحسن بن علي الحلوانيّ، حدّثنا أبو توبة (وهو الربيع بن نافع)، حدّثنا معاوية (يعني ابن سلّام)، عن زيد، أنه سمع أبا سلّام يقول: حدّثني أبو أمامة، فذكره.
وزيد هو أخو معاوية بن سلّام بن أبي سلّام، فيكون أبو سلّام هو جدّ زيدٍ.
• عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له هي: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ".
حسن: رواه أبو داود (1400)، والترمذيّ (2891)، وابن ماجه (3786)، وصحّحه ابن حبان (787)، والحاكم (1/ 565) كلّهم من طريق شعبة، عن قتادة، عن عباس الجشميّ، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عباس الجشمي واسم أبيه عبد اللَّه، ذكره ابن حبان في ثقاته، وأخرج حديثه في صحيحه، وصحّحه أيضًا الحاكم، وحسّنه الترمذيّ، وهو من التابعين، وروى عنه جمعٌ، فلا بأس من تحسين حديثه وخاصة في الفضائل والأحكام.
وأمّا ما نقل عن البخاريّ أن الجشمي لم يذكر سماعا فلم أجده في التاريخ (7/ 4)، وإنْ وجد في بعض النسخ فذلك راجع إلى مذهبه، والجشمي لم يتهم بالتدليس، فعنعنته تحمل على الاتصال كما هو رأي الجمهور.
وفي الباب ما رُوي عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: "من قرأ القرآن واستظهره، فأحلَّ حلاله، وحرَّم حرامه، أدخله اللَّه به الجنّة، وشفَّعه في عشرة من أهل بيته كلّهم وجبت له النّار".
رواه الترمذيّ (2905) واللّفظ له، وابن ماجه (216) كلاهما من طريق حفص بن سليمان أبي عمرو، عن كثير بن زاذان، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب، فذكره. واختصره ابن ماجه.
ومن هذا الطّريق رواه أيضًا عبد اللَّه بن أحمد في مسند أبيه (1268)، والآجريّ في الشّريعة (816).
وحفص بن سليمان الأسديّ أبو عمرو مع إمامته في القراءة كان ضعيفًا في الحديث. قال البخاريّ: "تركوه". وقال مسلم: "متروك". وتكلَّم فيه ابنُ معين، وابن المدينيّ، والنسائيّ، والحاكم، وابن عدي وغيرهم. وكان الإمام أحمد حسن الرّأي فيه فقال:"صالح" ولعله يقصد به صلاحه في الدّين، ولجلالته في القراءات، وشيخه كثير بن زاذان مجهول.
قال الذّهبيّ في "الميزان": "كثير بن زاذان عن عاصم بن ضمرة له حديث منكر".
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه إِلَّا من هذا الوجه، وليس إسناده صحيح، وحفص ابن سليمان يُضعَّف في الحديث" انتهى.
• * *