الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسان بن إبراهيم، قال: حدّثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعريّ، عن أبي بردة، فذكره.
قال البزّار: "لا نعلم رواه إلَّا عائشة، ولا له إلّا هذا الإسناد".
وصحّحه ابنُ حبان (5824)، والحاكم (1/ 32) وقال:"قد احتجّ الشّيخان برواة هذا الحديث عن آخرهم غير يوسف بن أبي بردة، والذي عندي أنّهما لم يهملاه بجرح ولا بضعف، بل لقلّة حديثه، فإنّه عزيز الحديث جدًّا".
قلت: وهو كما قال؛ فإنّ يوسف هذا روى له اثنان، وذكره ابنُ حبان في "الثقات"(7/ 638)، ووثّقه العجليّ، وصحّح حديثه ابنُ خزيمة، وقال الذّهبي في "الكاشف":"ثقة". فمن المحتمل أن يكون حسن الحديث.
وأمّا قول البزّار: "ولا له إلّا هذا الإسناد".
فهو متعقّب؛ لأنّ الطّحاويّ رواه في "مشكله"(2/ 342) بإسناد آخر عن الرّبيع بن سليمان الأزديّ، ثنا يحيى بن مسلمة بن قعنب، ثنا حسان بن إبراهيم، عن سعد بن إبراهيم، عن سفيان الثوريّ، عن أبي بردة، قال:"سئلت عائشة: ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في القدر؟ فقالت: كان يقول: "كلّ شيء بقدر". وكان يعجبه الفأل".
وهذا رجال إسناده ثقات غير يحيى بن مسلمة، فقال فيه العقيليّ (2060):"لا يتابع على حديثه، وقد حدَّث بمناكير".
قلت: وليس الأمر كما قال، فقد تُوبع يحيى بن مسلمة في الإسناد الأوّل.
تنبيه: إسناد الطّحاويّ اختلف تمامًا في النّسخة المحقّقة (5/ 101) والأمر يحتاج إلى التأكّد.
31 - باب ما قدر اللَّه على ابن آدم حظَّه من الزِّنا
• عن ابن عباس، قال: ما رأيتُ شيئًا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه كتب على ابن آدم حظّه من الزِّنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النّظر، وزنا اللّسان المنطق، والنّفس تمنّى وتشتهي، والفرْج يصدِّق ذلك أو يكذّبه".
وفي رواية: "كُتب على ابنِ آدم نصيبُه من الزِّنا، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النّظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللّسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرّجل زناها الْخُطَا، والقلب يَهْوى ويتمنَّى، ويصدّق ذلك الفرْجُ ويكذّبه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في القدر (6612)، ومسلم في القدر (2657) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدّثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
والرواية الثانية عند مسلم من وجه آخر عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة،
فذكره مرفوعًا.
قوله: "ما رأيت شيئًا أشبه باللَّمم" معناه تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [سورة النجم: 32]، ومعنى الآية واللَّه أعلم: الذين يجتنبون المعاصي غير اللّمم يغفر لهم اللّمم، كما في قوله تعالى:{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [سورة النساء: 31] فمعنى الآيتين: أنّ اجتناب الكبائر يسقط الضّغائر وهي اللّمم. وفسّره ابنُ عباس بما في هذا الحديث من النّظر، واللّمس ونحوهما، وهو كما قال، وهذا هو الصّحيح في تفسير اللّمم. أفاده النّوويّ رحمه الله.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"العينان تزنيان، واللّسان يزني، واليدان تزنيان، والرِّجلان تزنيان، ويحقِّقُ ذلك الفرْجُ أو يُكذِّبه".
صحيح: رواه البغويّ في شرح السنة (76) عن أبي عبد اللَّه الحرقي، نا أبو الحسن الطّيْفوني، أنا عبد اللَّه بن عمر الجوهريّ، نا أحمد بن علي الكشميهني، نا علي بن حُجْر، نا إسماعيل بن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البغويّ: "هذا حديث صحيح. والعلاء: هو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولى الحرقة، ورقة من جُهينة، يقال: مات العلاء سنة ثنتين وثلاثين ومائة". انتهى
• عن ابن مسعود، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، قال:"العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرِّجْلان تزنيان، والفرْجُ يزني".
حسن: رواه الإمام أحمد (3912)، وأبو يعلى (5364)، والبزّار -كشف الأستار (1550) - كلّهم من طريق همّام بن يحيى العوذيّ، حدّثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق، عن ابن مسعود، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة فإنه حسن الحديث.
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(6/ 256) وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزّار، والطّبراني، وإسنادهما جيِّد".
وفي الباب عن أنس في حديث طويل رواه أبو داود (4904) عن أحمد بن صالح، حدّثنا عبد اللَّه بن وهب، حدّثني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عمياء، أنّ سهل بن أبي أمامة، حدّثه أنّه دخل هو وأبوه على أنس بن مالك بالمدينة، فذكر القصّة وفيها:"والعين تزني، والكفّ والقدم واليد واللسان والفرْج يصدِّق ذلك أو يكذّبه".
ورواه أبو يعلى (3694) من طريق عبد اللَّه بن وهب به، وفيه بعض الزّيادات.
وفي الإسناد سعيد بن عبد الرحمن بن أبي عمياء روى عنه اثنان، ولم يوثقه إلّا ابن حبان، ولذا قال الحافظ في "التقريب":"مقبول" أي عند المتابعة، وإلّا فلين الحديث. ولم أجد له متابعًا.