الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن أبي موسى رواه البزّار -كشف الأستار (2143) -، والطبرانيّ في "الكبير"، و"الأوسط" قال الهيثميّ في "المجمع" (7/ 186) بعد أن عزاه إلى هؤلاء الثّلاثة:
"فيه روح بن المسيب قال ابن معين: "صويلح" وضعّفه غيره".
ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (203).
قلت: روح بن المسيب هو الكلبيّ البصريّ، قال فيه ابن عدي:"أحاديثه غير محفوظة". وقال ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الثقات، لا تحلّ الرّواية عنه". انظر "الميزان"(2/ 61). وفي الإسناد شيخه يزيد الرَّقاشيّ وهو ضعيف أيضًا.
وسكت عنه الهيثميّ، والتّعليل به أولى.
22 - باب ما رُوِيَ أنّ اللَّه كتب كتابًا لأهل الجنّة وأهل النّار
رُوِي عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ فقلنا: لا يا رسول اللَّه إِلَّا أن تُخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى:"هذا كتاب من ربِّ العالمين فيه أسماءُ أهل الجنّة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أُجْمِل على آخرهم فلا يُزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا"، ثم قال للذي في شماله:"هذا كتاب من ربِّ العالمين فيه أسماء أهل النّار وأسماءُ آبائهم وقبائلهم، ثم أُجْمِلَ على آخرهم فلا يُزادُ فيهم ولا يُنْقَصُ منهم أبدًا". فقال أصحابه: فَفِيمَ العملُ يا رسول اللَّه، إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال:"سَدِّدُوا وقاربوا فإنّ صاحبَ الجنّة يُخْتَمُ له بعمل أهل الجنَّةِ، وإنْ عَمِل أيَّ عَمَلٍ، وإنَّ صاحبَ النّار يختم له بعمل أهل النّار وإنْ عَمِل أيَّ عَمَلٍ". ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما ثم قال: "فرغ ربُّكم من العباد فريق في الجنّة وفريق في السَّعير".
رواه التّرمذيّ (2141) عن قتيبة، عن ليث، عن أبي قبيل، عن شُفيّ بن ماتع، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: فذكره.
ثم رواه أيضًا عن قتيبة، حدّثنا بكر بن مضر، عن أبي قبيل، نحوه.
ورواه كلٌّ من الإمام أحمد (6563)، وابن وهب في "القدر"(13)، والفريابيّ في "القدر"(45)، وابن أبي عاصم في "السنة"(348)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (1/ 252 - 253، 337) كلّهم من طرق عن أبي قبيل المعافريّ، بإسناده مثله. إِلَّا أنّ ابن وهب لم يُسمِّ الصّحابيّ.
قال التّرمذيّ: "حسن غريب صحيح. وقال: أبو قبيل اسمه حُيي بن هانئ".
قلت: أبو قبيل هذا فيه كلام من أهل العلم، وقد قيل: إنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، كما في التعجيل، فمثله لا يقبل تفرده في مثل هذه الأمور العظيمة التي تتوفر الدواعي على نقلها،
وإذا روى الثقة المأمون خبرا تتوفر الدواعي على نقله لا يقبل تفرده، فكيف بمن هو دونه.
ورواه البيهقيّ في "القضاء والقدر"(1/ 254 - 255) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص - وكان النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يفضّل. عبد اللَّه على أبيه، قال: خرج علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ذات يوم قابضًا على كفيه، ومعه كتابان. فقال:"هذا كتابٌ من ربِّ العالمين" فذكر الحديث بمعناه يزيد وينقص، ومما زاد، قال: وقبل أن يستقروا نطفًا في الأصلاب، وقبل أن يصيروا نطفًا في الأرحام، إذ هم في الطّينة منجدلون، فليس زائد فيهم ولا ناقص منهم إجمال من اللَّه عليهم إلى يوم القيامة". وقال في آخره:"عدل من اللَّه عز وجل".
أخرجه من طريق بشر بن زكريّا، حدّثنا سعيد بن سنان، عن أبي الزّاهرية -حدير بن كريب-، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكر مثله، إِلَّا أنّ فيه سعيد بن سنان وهو أبو مهدي الحنفيّ الكنديّ ضعيف جدًّا.
قال ابن عدي: "وعامّة ما يرويه، وخاصّة عن أبي الزّاهرية غير محفوظ".
وروي أيضًا عن ابن عباس، قال: خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم فسمع ناسًا من أصحابه يذكرون القدر، فقال:"إنّكم قد أخذتم في شعبتين بعدتي الغور، فيهما هلك أهل الكتاب من قبلكم". ولقد أخرج يومًا كتابًا، قال وهو يقرأ:"هذا كتابٌ من اللَّه الرحمن الرّحيم، فيه تسمية أهل الجنّة بأسمائهم، وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم، لا ينقص منهم أحدٌ، فريقٌ في الجنّة، وفريق في السّعير".
رواه ابنُ بطّة في الإبانة (1277)، واللالكائيّ في أصول الاعتقاد (1083) كلاهما من حديث ابن وهب، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن سلمان، عن عقيل، عن عكرمة، عن ابن عباس، فذكر مثله.
واللّفظ للالكائيّ، وأمّا ابن بطّة فلم يسق لفظه كاملًا.
وفيه عبد الرحمن بن سلمان وهو الحجري الرُّعيني المصريّ وهو وإن كان من رجال مسلم فقد ذكره البخاريّ في الضعفاء وقال: فيه نظر، وقال ابن يونس: يروي عن عقيل غرائب ينفرد بها، وهذا من روايته عنه.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر، قال: خرج علينا رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم قابضًا على شيء في يده، ففتح يده اليمنيّ، فقال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، كتاب من الرّحمن الرّحيم، فيه أهل الجنّة بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إلى يوم القيامة، لا ينقص منهم أحد، ولا يُزاد فيهم أحد، وقد يُسلك بالسَّعيد طريقُ الشَّقاء حتّى يقال: هو منهم، ما أشبهه بهم! ثم يزال إلى سعادته قبل موته ولو بفواق ناقة. وفتح يده اليسرى فقال: بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم، كتابٌ من الرّحمن الرّحيم، فيه أهل النّار بأعدادهم وأسمائهم وأحسابهم، يُجمل عليهم إلى يوم القيامة، لا يَنقص منهم! ولا يُزاد فيهم أحد، وقد يسلك بالأشقياء طريقُ أهل السّعادة حتّى يقال: هو منهم، وما أشبهه بهم، ثم يدرك أحدَهم شقاؤه قبل موته ولو بفواق ناقة"، ثم قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "العمل