الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: "ألا لا يمنعن رجلًا هيبة النّاس أن يقول بحق إذا علمه". قال: فبكى أبو سعيد فقال: قد واللَّه رأينا أشياء فهبنا، فكان فيما قال:"ألا إنه ينصب لكل غادر لواءً يوم القيامة بقدر غدرته ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة بركز لواؤه عند استه". وكان فيما حفظنا يومئذ: "ألا إن بني آدم خُلقوا على طبقات شتّى، فمنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت مؤمنًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد مؤمنًا ويحيا مؤمنًا ويموت كافرًا، ومنهم من يولد كافرًا ويحيا كافرًا ويموت مؤمنًا، ألا وإن منهم البطيء الغضب سريع الفيئ، ومنهم سريع الغضب سريع الفيء، فتلك بتلك، ألا وإن منهم سريع الغضب بطيء الفيئ، ألا وخيرهم بطيء الغضب سريع الفيئ، وشرّهم سريع الغضب بطيء الفيئ، ألا وإن منهم حسن القضاء حسن الطّلب، ومنهم سيئ القضاء حسن الطلب، ومنهم حسن القضاء سيئ الطلب، فتلك بتلك، ألا وإن منهم السيئ القضاء السيء الطلب، ألا وخيرهم الحسن القضاء الحسن الطلب، ألا وشرهم سيئ القضاء سيئ الطلب، ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمُرة عينيه وانتفاخ أوداجه؟ فمن أحسَّ بشيء من ذلك فليلصق بالأرض" قال: وجعلنا نلتفت إلى الشّمس هل بقي منها شيء؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ألا إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها، إِلَّا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه".
قال الترمذيّ: "حديث حسن".
وقال الحاكم (4/ 506): "هذا حديث تفرّد بهذه السّياقة علي بن زيد بن جدعان القرشيّ، عن أبي نضرة. والشيخان لم يحتجّا بعلي بن زيد".
وقال الذّهبيّ: "ابن جدعان صالح الحديث".
قلت: حمّاد بن زيد من قدماء أصحاب ابن جدعان، وحديثه عنه حسن.
25 - باب إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله، ووفَّقه للإسلام
• وعن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله". فقيل: كيف يستعمله يا رسول اللَّه؟ قال: "يوفّقه لعمل صالح قبل الموت".
صحيح: رواه الترمذيّ (2142) عن علي بن حُجْر، حدّثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس، فذكر مثله. وإسناده صحيح.
وصحّحه ابنُ حبان (341)، والحاكم (1/ 340) كلاهما من طريق إسماعيل بن جعفر، بإسناده، مثله.
قال الترمذيّ: "حديث صحيح".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
• عن عمرو بن الحمق الخزاعيّ، أنّه سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا أراد اللَّه بعبد
خيرًا استعمله". قيل: وما استعمله؟ قال: "يُفتح له عمل صالح بين يدي موته، حتّى يرْضى عنه مَنْ حوله".
حسن: رواه الإمام أحمد (21949)، والبزَّار -كشف الأستار (2155) - والطبرانيّ في الأوسط -مجمع البحرين (3263) -، والبيهقيّ في القضاء والقدر (1/ 379) كلّهم من حديث معاوية بن صالح، حدّثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عمرو بن الحمق الخزاعيّ، فذكر مثله، واللّفظ لأحمد.
وصحّحه ابن حبان (342، 343)، والحاكم (1/ 340) كلاهما من طريق زيد بن الحباب بإسناده، مثله إِلَّا أنَّهم جعلوا "عسله" بدل "استعمله".
قال الحاكم: "صحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل معاوية بن صالح وهو ابن حدير، فإنه حسن الحديث، وهو من رجال مسلم.
وقوله: "عسله". العَسْل: طيب الثّناء، مأخوذ من العَسَل، يقال: عسَل الطَّعَام يَعسِله: إذا جعل فيه العسل. انظر: "النهاية"(3/ 237).
كأنّه شبَّه ما رزقه اللَّه تعالى من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بين قومه بالعسل الذي يجعل في الطّعام، فيحلو به ويطيب. انظر:"الفائق"(2/ 429).
• عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا عسَّله". قلت: يا رسول اللَّه، وكيف يُعسله؟ قال:"يوفّقه لعمل صالح قبل موته فيقبضه عليه".
حسن: رواه الطّبرانيّ في الأوسط -مجمع البحرين (3238) - عن عبد الرحمن بن عمرو أبي زرعة، ثنا يحيى بن صالح الوُحاظيّ، ثنا يونس بن عثمان المقرئ، عن راشد بن سعد، عن عائشة، فذكرته.
قال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 215): "ورجاله رجال الصّحيح غير يونس بن عثمان وهو ثقة".
قلت: إسناده حسن من أجل يونس بن عثمان المقرئ قال فيه ابن حبان في "الثقات"(7/ 649 - 650): "يعتبر حديثه من غير رواية يحيى بن سعيد العطّار عنه". وهذا ليس من رواية يحيى بن سعيد العطّار عنه.
وفي الباب ما رُوي عن أبي عِنبة، قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد اللَّه بعبد خيرًا عسله".
قيل: وما عسله؟ قال: "يفتح اللَّه له عملًا صالحًا قبل موته، ثم يقبضه عليه".
رواه الإمام أحمد (17784) عن سريج بن النعمان، قال: حدّثنا بقية، عن محمد بن زياد الألهانيّ، قال: حدّثني أبو عِنبة -قال سريج: وله صحبة- قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (فذكر الحديث).