الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخواتيمه، العمل بخواتيمه، ثلاثًا". فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (2156) - عن زياد بن يحيى أبي الخطّاب، ثنا عبد اللَّه بن ميمون المكيّ، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه اللالكائيّ في "أصول الاعتقاد"(1088) من وجه آخر عن عبد اللَّه بن ميمون القداح بإسناده، مثله.
قال البزّار: "لا نعلم رواه عن عبيد اللَّه إِلَّا عبد اللَّه بن ميمون وهو صالح".
قلت: عبد اللَّه بن ميمون القداح ليس بصالح، بل أهل العلم مطبقون على تضعيفه حتى قال الحاكم:"روى عن عبيد اللَّه بن عمر أحاديث موضوعة. ومن أجله ضعّفه الهيثميّ في "المجمع" (7/ 212).
وفي الباب أحاديث عن البراء بن عازب، وابن عباس، وعبد اللَّه بن بسر، وعلي بن أبي طالب كلها ضعيفة.
23 - باب إنّما الأعمال بالخواتيم
• عن سهل بن سعد، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الرّجل ليعمل عمل أهل الجنّة، فيما يبدو للنّاس وهو من أهل النّار، وإنَّ الرّجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للنّاس، وهو من أهل الجنّة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (2898)، ومسلم في القدر (12) هكذا مختصرًا - كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، فذكره ورواه مسلم في الإيمان (112) بالتفصيل وهو عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتلوا، فلما مال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى عسكره. ومال الآخرون إلى عسكرهم. وفي أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة إِلَّا اتبعها بضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من أهل النّار" فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا. قال فخرج معه. كلما وقف وقف معه. وإذا أسرع أسرع معه. قال فجرح الرجل جرحًا شديدًا. فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه. ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه. فخرج الرجل إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أشهد أنك رسول اللَّه. قال: "وما ذاك؟ " قال: الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النّار. فأعظم النّاس ذلك. فقلت: أنا لكم به. فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدًا. فاستعجل الموت. فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثديه. ثم تحامل عليه فقتل نفسه. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عند ذلك "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنّة فيما يبدو للناس وهو من أهل النّار. وإن الرجل ليعمل عمل أهل النّار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنّة".
وعند البخاريّ في القدر (6607) من وجه آخر عن أبي حازم: "وإنّما الأعمال بالخواتيم".
• عن أبي هريرة، قال: شهدنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيبر فقال لرجل ممن يدّعي الإسلام: "هذا من أهل النّار". فلما حضر القتال قاتل الرّجلُ قتالًا شديدًا، فأصابته جراحة. فقيل: يا رسول اللَّه الذي قلتَ إنّه من أهل النّار فإنّه قد قاتل اليوم قتالًا شديدًا، وقد مات! فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إلى النّار". قال: فكاد بعضُ النّاس أن يرتاب فبينما هم على ذلك، إذ قيل: إنّه لم يمت، ولكنَّ به جراحا شديدًا. فلما كان من اللّيل لم يصبرْ على الجراح فقتل نفسَه، فأُخبر النبيُّ صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:"اللَّه أكبر! أشهدُ أني عبد اللَّه ورسوله". ثم أمر بلالًا فنادى بالنّاس: "إنّه لا يدخل الجنّة إِلَّا نفسٌ مسلمةٌ، وإنَّ اللَّه ليؤيِّدُ هذا الدِّينَ بالرَّجُل الفاجر".
وفي رواية: شهدنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خيبر فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام: "هذا من أهل النّار". فلمّا حضر القتالُ قاتل الرّجلُ من أشدِّ القتال، وكثرت به الجراح فَأَثْبَتَتَه فجاء رجلٌ من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه أرأيت الذي تحدَّثْتَ أنه من أهل النّار قد قاتل في سبيل اللَّه من أشدّ القتال، فكثرت به الجراح فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم:"أما إنّه من أهل النّار". فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذْ وَجد الرَّجُلُ أَلَمَ الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سَهْمًا فانتحر بها فاشتَدَّ رجال من المسلمين إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول اللَّه، صدق اللَّهُ حديثك قد انتحر فلان، فقتل نفسه فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"يا بلال قُمْ فأذِّن: لا يدخل الجنّةَ إِلَّا مؤمنٌ، وإنَّ اللَّه ليؤَيِّدُ هذا الدِّين بالرَّجُل الفاجر".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد والسير (3062)، ومسلم في الإيمان (111) كلاهما من حديث عبد الرزّاق، أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
والرّواية الثانية عند البخاريّ في القدر (6606) من وجه آخر عن معمر، بإسناده، مثله.
وقوله: "فأثبتته" أي جعلته ساكنًا لا حركة له من شدّة جراحه.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الرَّجلَ ليعملُ الزَّمَنَ الطّويلَ بعملِ أهل الجنّة، ثم يُخْتَمُ لهُ عملُهُ بعمل أهل النّار. وإنَّ الرجل ليعملُ الزَّمنَ الطّويلَ بعمل أهل النّار، ثم يُختم له عملُه بعمل أهل الجنّة".
صحيح: رواه مسلم في القدر (2651) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز (يعني ابن محمد)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
وأمّا ما رُوي مرفوعًا: "إنّ الرّجل ليعمل -أو قال: يعمل- بعمل أهل النّار سبعين سنة، ثم يُختم له بعمل أهل الجنّة، ويعمل العامل سبعين سنة بعمل أهل الجنّة، ثم يُختم له بعمل أهل النّار". فهو ضعيف.
رواه البزّار -كشف الأستار (2158) -، والطبرانيّ في "المعجم الأوسط"(2448)، عبد اللَّه ابن وهب في القدر (48) كلّهم من طريق عبد اللَّه بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص ابن عاصم، عن أبي هريرة، فذكره.
عبد اللَّه بن عمر وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطّاب المدنيّ، أهل العلم مطبقون على تضعيفه.
وأمّا الهيثميّ فقال في "المجمع"(7/ 217): "رواه الطبرانيّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح". لأنّ عبد اللَّه بن عمر بن حفص، أخرج له مسلم.
• عن عائشة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الرّجلَ ليعمل بعمل أهل الجنّة، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل النّار، فإذا كان قبل موته تحوَّل فعمل بعمل أهل النّار فمات، فدخل النّار. وإنَّ الرّجل ليعمل بعمل أهل النّار، وإنّه لمكتوب في الكتاب من أهل الجنّة، فإذا كان قبل موته تحوَّل، فعمل بعمل أهل الجنّة، فمات، فدخل الجنّة".
صحيح: رواه الإمام أحمد (24762)، وأبو يعلى (46668)، والبيهقي في القضاء والقدر (1/ 322 - 323) كلّهم من طرق عن حمّاد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (252)، وصحّحه ابن حبان (346) كلاهما من وجه آخر عن هشام بن عروة، بإسناده، مثله.
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(7/ 211 - 212) وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى بأسانيد، وبعض أسانيدها رجاله رجال الصّحيح".
• عن أنس، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"لا عليكم أن لا تُعْجَبُوا بأحدٍ حتّى تنظروا بِمَ يُخْتم له، فإنّ العاملَ يعمل زمانًا من عمره، أو بُرهةً من دهره بعمل صالح، لو مات عليه دخل الجنّةَ، ثم يتحوَّلُ فيعملُ عمَلًا سيِّئًا، وإنَّ العبد لَيْعُملُ البُرْهَةَ من دهرٍ بعملٍ سيء، لو مات عليه دخل النّار، ثم يتحوَّل فيعملُ عملًا صالحًا. وإذا أراد اللَّه بعبد خيرًا استعمله قبل مَوْته". قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف يستعمله؟ قال:"يوفِّقه لعملٍ صالِحٍ، ثم يَقْبضُه عليه".
صحيح: رواه أحمد (12214) عن يزيد بن هارون، أخبرنا حُميد، عن أنس، فذكره.
ورواه أبو يعلى (3840)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (1/ 323) كلاهما من طريق يزيد بن هارون، بإسناده، مثله. وإسناده صحيح.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة (393 - 398)، والبزّار -كشف الأستار (2157) - كلاهما من طرف عن حميد، به، مختصرًا ومطوَّلًا.
قال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 211): رواه أحمد، وأبو يعلى، والبزَّار، والطبرانيَّ في الأوسط، ورجاله رجال الصّحيح".
• عن عدي بن عدي قال: سمعتُ العرسَ -وكان من أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ العبد ليعمل بعمل أهل النّار، ثم تعرض له الجادة من جَوادّ الجنّة فيعمل بها حتّى يموت عليها، وذلك لما كتب. وإنَّ الرّجلَ ليعمل بعمل أهل الجنّة البُرهة من دهره، ثم تُعرض له الجادَّةُ من جوادِّ أهل النّار فيعمل بها حتّى يموت عليها، وذلك لما كتب عليه".
صحيح: رواه البزّار -كشف الأستار (2159) - عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد، ثنا سعيد بن كثير بن عفير، ثنا عبد اللَّه بن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن أبي عبلة، عن عدي بن عديّ، فذكره.
ورواه ابنُ أبي عاصم في "السنة"(119) من وجه آخر عن سعيد بن كثير، بإسناده، مثله موقوفًا على العرس إِلَّا أنّه قال في آخر الحديث:"أحسبه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم". وإسناده صحيح.
وابن أبي عبلة اسمه إبراهيم السّامي من رجال الجماعة.
قال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 212): "رواه البزّار والطَّبرانيّ في الصّغير والكبير، ورجالهم ثقات".
وعرس: هو ابن قيس بن سعيد بن الأرقم الكندي له صحبة، وقد ينسب إلى أمِّه "عميرة".
• عن عائشة، أنّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّما الأعمالُ بالخواتيم".
حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (340) عن عبد اللَّه بن صالح البخاريّ ببغداد، حدّثنا الحسن ابن علي الحلوانيّ، قال: حدّثنا نُعيم بن حمّاد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
إسناده حسن من أجل نعيم بن حمّاد وهو ابن معاوية بن الحارث الخزاعيّ أبو عبد اللَّه المروزيّ، وثقه الإمام أحمد، وابن معين، والعجليّ وغيرهم، وأُنْكرَ عليه روايته بعض الأحاديث، وقد تتبّعها ابن عدي في الكامل (7/ 2482 - 2485) وقال:"وعامّة ما أنكر عليه هو هذا الذي ذكرتُه، وأرجو أن يكون باقي حديثه مستقيمًا".
وحديث عائشة ليس فيما ذكره ابن عدي مما أنكر على نعيم بن حمّاد، ثم يشهد له حديث معاوية الآتي.
• عن معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّما الأعمال بخواتيمها، كالدعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبُث أعلاه خبُث أسفلُه".