الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أن اللَّه أكرمه؟ ". فقلت: بأبي أنت يا رسول اللَّه، فمن يكرمه اللَّه؟ فقال: "أما هو فقد جاءه اليقين، واللَّه إني لأرجو له الخير، واللَّه ما أدري وأنا رسول اللَّه ما يُفعل بي". قالت: فواللَّهِ لا أزكي أحدًا بعده أبدًا.
صحيح: رواه البخاريّ في الجنائز (1243) عن يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عُقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنّ أم العلاء ذكرت الحديث.
هذا الحديث مما انفرد به البخاريّ، وعزاه الحافظ ابن حجر في الإصابة إلى الصحيحين وهو وهم منه رحمه الله.
وعثمان بن مظعون توفي بعد شهوده بدرًا في السنة الثانية من الهجرة، وهو أول من مات من المهاجرين بالمدينة، وأوّل من دُفن بالبقيع.
وقوله: "واللَّه ما أدري وأنا رسول اللَّه ما يفعل بي". قال الحافظ في الفتح 3/ 115 - 116): "وإنَّما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذلك موافقة لقوله تعالى في سورة الأحقاف {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [سورة الأحقاف: 9]، وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [سورة الفتح: 2] لأنَّ الأحقاف مكية، وسورة الفتح مدنية بلا خلاف فيهما، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: "أنا أوّل من يدخل الجنة" وغير ذلك من الأخبار الصّريحة في معناه".
قلت: ولعله قال ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم للَّه تعالى، وهناك أقوال أخرى راجع نواسخ القرآن لابن الجوزي وغيره.
43 - باب أنّ رحمة اللَّه أوسع من عذابه
• عن أبي سعيد الخدريّ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: أنّ رجلًا كان قبلكم رَغَسه اللَّه مالًا، فقال لبنيه لما حُضر: أيُّ أبٍ كنتُ لكم؟ قالوا: خيرَ أبٍ، قال: فإنِّي لم أعملْ خيرًا قطُّ، فإذا مُتُّ فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذرُّوني في يوم عاصف، ففعلوا، فجمعه اللَّه عز وجل فقال: ما حملك؟ قال: مخافتك، فتلقاه برحمته.
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3478)، ومسلم في التوبة (2757) كلاهما من حديث أبي الوليد، حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد، فذكر الحديث، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
وقوله: "رَغَسه" أعطاه وبارك له فيه من الرغس وهو البركة والنّماء والخير.
وقوله: "اسحقوني" من السّحق وهو أشدّ الدّق.
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "قال رجل لم يعمل حسنةً قطّ لأهله: إذا مات فحرِّقوه ثم اذْروا نصفه في البر، ونصفَه في البحر، فواللَّه لئنْ قدر اللَّه عليه