الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الأنصار مبهم أيضًا. وأخرجه إسماعيل بن أبي زياد الشّاميّ أحد الضّعفاء أيضًا في "تفسيره" عن محمد بن عجلان، عن محمد بن كعب القرظيّ، واعترض مغلطاي على عبد الحقّ في تضعيفه الحديث بإسماعيل بن رافع، وخفي عليه أنَّ الشّاميّ أضعف منه، ولعلّه سرقه منه، فألصقه بابن "عجلان". الفتح (11/ 368).
وكذلك ذكر أبو الشّيخ آثارًا عن التابعين وأتباعهم في كون إسرافيل هو الذي ينفخ في الصّور ومع كونها. موقوفة عليهم فإن في أسانيدهم ضعفًا شديدًا.
3 - باب ما جاء أنّ الصّور هو القَرْن
• عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّور؟ قال: "قرنٌ يُنفخُ فيه".
صحيح: رواه أبو داود (4742)، والترمذيّ (2430، 3244) كلاهما من طريق سليمان التيميّ، عن أسلم العجليّ، عن بشر بن شفاف، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فذكر الحديث، واللّفظ للترمذيّ.
ولفظ أبي داود: "الصور قرنٌ ينفخ فيه".
قال الترمذيّ في الموضع الأوّل: "حسن لا نعرفه إِلَّا من حديث سليمان التيمي". وفي الموضع الثاني: "حسن صحيح، إنّما نعرفه من حديث سليمان التيمي". وفي بعض النسخ عكس ما ذكرته.
والصّواب أنه صحيح فإنّ رجاله ثقات، والتيميّ هو ابن طرخان.
وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (7312)، والحاكم (2/
436).
4 -
باب كيف يحشرُ النّاسُ يوم القيامة
• عن ابن عباس، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّكم تحشرون حفاةً عراة غُرلًا ثم قرأ: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [سورة الأنبياء: 104]، وأوَّل من يُكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنَّ ناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشّمال، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقول: إنّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصَّالح: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [سورة المائدة: 117 - 118] ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (3349)، ومسلم في كتاب الجنة (2860) كلاهما من حديث المغيرة بن النّعمان، قال: حدّثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكر
الحديث، واللّفظ للبخاريّ.
وفي بعض الرّوايات: قال: "قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خطيبًا بموعظة".
وأمّا رُوي عن علي بن أبي طالب: "أوّل من يُكسى إبراهيم قبطيتين، ثم يكسى النبيّ صلى الله عليه وسلم حُلّة حبرة، وهو عن يمين العرش". فهو موقوف.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن مسعود: أول ما يُكسى إبراهيم، يقول اللَّه تعالى: اكسُوا خليلي، فيؤتَى برَيْطتين بيضاوين فيلبسهما، ثم يقعد فيتقبل العرش، ثم أُوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه مقامًا لا يقومُه أحدٌ غيريّ، يغبطني به الأوّلون والآخرون".
رواه الإمام أحمد (3787) حدّثنا سعيد بن زيد، حدّثنا علي بن الحكم البنانيّ، عن عثمان، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود، في حديث طويل.
عثمان هو ابن عمير البجليّ أبو اليقظان الكوفي الأعميّ، قال الحافظ:"ضعيف واختلط، وكان يدلس، ويغلو في التّشيّع".
وسعيد بن زيد هو أخو حمّاد بن زيد "صدوق له أوهام" كما في التقريب. قال الهيثميّ في "المجمع"(10/ 361 - 362): "رواه أحمد والبزّار والطَّبرانيّ، وفي أسانيدهم كلّهم عثمان بن عمير وهو ضعيف".
وصحّحه الحاكم (2/ 364)، فقال الذّهبيّ:"لا واللَّه، فعثمان ضعّفه الدّارقطنيّ".
• عن عائشة، قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "تُحشرون حُفاة عُراة غُرْلًا". قالت عائشة: فقلت: يا رسولَ اللَّه، الرّجال والنّساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ ! فقال:"الأمر أشدّ من أن يهمّهم ذاك".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6527)، ومسلم في كتاب الجنّة (2859) كلاهما من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد اللَّه بن أبي مليكة، قال: حدّثني القاسم بن محمد بن أبي بكر، أنّ عائشة، فذكرت الحديث.
• وعن أبي هريرة، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"يُحشر النَّاسُ على ثلاث طرائق: راغبين راهين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، ويَحْشرُ بقيتهم النّارُ، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتُمسي معهم حيث أمسوا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرّقاق (6523)، ومسلم في صفة الجنّة (2861) كلاهما من حديث وُهيب، عن ابن طاوُس، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قال الخطّابي: "الحشْر المذكور في هذا الحديث إنّما يكون قبل قيام السّاعة، يحشر النّاس
أحياء إلى الشّام، فأمّا الحشر الذي يكون بعد البعث من القبور، فإنّه على خلاف هذه الصُّورة من ركوب الإبل والمعاقبة عليها، إنّما هو ما ورد في الخبر أنهم يبعثون يوم القيامة حفاة عُراة بهما غرلًا، وقد قيل: إنّ هذا البعث دون الحشر، فليس بين الحديثين تدافع ولا تضاد". أعلام الحديث (3/ 2269).
وذكره البغويُّ في "شرح السنة"(15/ 125) دون أن يعزوه إليه.
• عن عبد اللَّه بن أُنيس، قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحشر النَّاسُ يوم القيامة -أو قال: العباد- عُراةً غرلًا بُهْمًا". قال: قلنا: وما بُهْمًا؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه مَنْ بَعُد كما يسمعه مَنْ قَرُب، أنا الملك، أنا الدَّيَّان، ولا ينبغي لأحد من أهل النّار أن يدخل النّار، وله عند أحد من أهل الجنّة حقٌّ حتّى أُقِصَّهُ منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنّة أن يدخل الجنّة ولأحد من أهل النّار عنده حقٌّ حتى أُقِصَّه منه حتّى اللَّطْمةَ". قال: قلنا: كيف وإنَّا إنّما نأتي اللَّه عز وجل عُراةً غرلًا بُهْمًا؟ قال: "بالحسنات والسَّيِّئات".
حسن: رواه الإمام أحمد (16402) واللّفظ له، والحارث بن أبي أسامة (45) زوائده، والبخاريّ في الأدب المفرد (970)، وخلق أفعال العباد (ص 92)، وابن أبي عاصم في السنة (514)، والحاكم (2/ 437) -وصحّحه- كلّهم من طرق عن همّام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكيّ، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، أنه سمع جابر بن عبد اللَّه يقول: بلغني حديثٌ عن رجل سمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فاشتريتُ بعيرًا، ثم شددتُ عليه رحليّ، فسرتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشام، فإذا عبد اللَّه بن أنيس، فقال للبوَّاب: قل له جابر على الباب. قال: ابن عبد اللَّه؟ قلت: نعم. فخرج يطأ ثوبه، فاعتنقني واعتنقته. فقلتُ: حديثًا بلغني عنك أنَّك سمعتَه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في القصاص، فخشيتُ أن تموتَ أو أموتَ قبل أن أسمعه. قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول (فذكر الحديث).
وإسناده حسن من أجل القاسم بن عبد الواحد المكيّ، وشيخه عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، فإنّهما لم يبلغا درجة "الثقات" وحسَّنه أيضًا المنذريّ في "الترغيب والترهيب"(4/ 202) وإن كان الهيثميّ رحمه الله ضعّفه في "المجمع"(1/ 133) من أجل عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، ولكن الصواب أنه حسن الحديث إِلَّا إذا خالف فلا يقبل كما قال الذّهبيّ في ترجمته في "الميزان"، وقد وافق على تصحيح الحاكم له في تلخيص المستدرك.
وعلقه البخاريّ بصيغة الجزم (1/ 173) وقال: "رحل جابر بن عبد اللَّه مسيرة شهر إلى عبد اللَّه ابن أنيس في حديث واحد".
قال الحافظ في "الفتح"(1/ 174)، "وله طريق أخرى أخرجها الطّبرانيّ في مسند الشّاميين،