الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رواه الحاكم في المستدرك (2/ 319) ومن طريقه البيهقيّ في الأسماء والصفات (693) من حديث سفيان بن سعيد عن عبيد الكاتب المكتب، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر مثله.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
قلت: وهو موقوف على ابن عمر، وإسناده صحيح، وأورده الذهبيّ في "العلو"(169) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن عبيد المكتب وزاد بعد قوله:"خلق اللَّه أربعة أشياء بيده. . . ": "ثم قال لسائر الخلق كن فكان". وقال: إسناده جيد.
24 - باب ما جاء في إثبات اليمين للَّه تعالى، وكلتا يديه يمين لا شمال له، تعالى اللَّه عن صفات المخلوقين
قال اللَّه تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر: 67].
قال مجاهد: وكلتا يدي الرّحمن يمين.
• عن عبيد اللَّه بن مقسم أنه نظر إلى عبد اللَّه بن عمر كيف يحكي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "يأخذ اللَّه عز وجل سماواته وأرضيه بيديه فيقول: أنا اللَّه -ويقبض أصابعه ويبسطها- أنا الملك" حتى نظرتُ إلى المنبر يتحرّك من أسفل شيء، حتى إنّي لأقول: أساقط هو برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم".
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (2788: 25) عن سعيد بن منصور، حدثنا يعقوب (يعني ابن عبد الرحمن)، حدثني أبو حازم، عن عبيد اللَّه بن مقسم، فذكره.
وفي رواية عن ابن عمر: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيات يومًا على المنبر: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [سورة الزمر: 67] ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول هكذا بأصابعه يحرّكها، يمجدُ الربُّ نفسه أنا الجبّار، أنا المتكبّر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم" فرجف برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المنبر حتى قلنا: ليخرنّ به.
رواه الإمام أحمد (5414) عن عفّان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا إسحاق بن عبد اللَّه -يعني ابن أبي طلحة- عن عبيد اللَّه بن مقسم، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة في التوحيد (115)، وعنه ابن حبان في صحيحه (7327).
وقوله: "ويقبض أصابعه ويبسطها" أي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأمّا ما رُوي عن عمر بن حمزة، عن سالم بن عبد اللَّه، أخبرني عبد اللَّه بن عمر مرفوعًا وفيه:"ثم يطوي الأرضين بشماله".
رواه مسلم (2788) عن أبي بكر بن أبي شية، حدّثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة، فذكره.
وعلّقه البخاريّ (7413) عن عمر بن حمزة ولم يذكر من لفظه إلّا قوله: "يقبض اللَّه الأرض". فذكر الشّمال تفرّد به عمر بن حمزة.
قال البيهقي في "الأسماء والصّفات"(706): "ذكر الشّمال فيه تفرّد به عمر بن حمزة، عن سالم، وقد روي هذا الحديث نافعٌ، وعبيد اللَّه بن مقسم، عن ابن عمر ولم يذكرا فيه الشّمال. ورواه أبو هريرة وغيره، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فلم يذكر فيه أحدٌ منهم الشّمال، ورّوي ذكر الشّمال في حديث آخر في غير هذه القصة إلّا أنه ضعيف بمرّة، تفرّد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر يزيد الرّقاشيّ وهما متروكان. وكيف يصح ذلك وصحيح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه سمّي كلتى يديه يمينًا، وكأنّ من قال ذلك أرسله من لفظه على ما وقع له، أو على عادة العرب في ذكر الشّمال في مقابلة اليمين". انتهى.
ثم ذكر حديث عبد اللَّه بن عمرو الآتي بعد قليل.
• عن ابن عمر، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ اللَّه يقبض يوم القيامة الأرض، وتكون السماوات بيمينه ثم يقول: أنا الملك".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (7412) عن مقدم بن محمد، قال: حدثني عمّي القاسم ابن يحيى، عن عبيد اللَّه، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
ورواه مسلم في كتاب صفة القيامة (2788) من وجه آخر، عن عمر بن حمزة، عن سالم، عن ابن عمر، ولفظه:"يطوي اللَّهُ عز وجل السّماوات يوم القيامة، ثم يأخذهنّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبّارون، أين المتكبّرون، ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبّارون؟ أين المتكبّرون؟ ". وتفرد عمر بن حمزة بذكر الشمال.
• عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"يقبض اللَّه الأرضَ يوم القيامة، ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (7382)، ومسلم في كتاب صفة القيامة (2787) كلاهما من حديث عبد اللَّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، فذكره.
• عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ المقسطين عند اللَّه على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولّوا".
صحيح: رواه مسلم في كتاب الإمارة (1827) من طرق عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
• عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفّؤها الجبّار بيده، كما يكفأ أحدُكم خبزته في السّفر نُزُلًا لأهل الجنّة"، فأتى رجلٌ من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أُخبرُك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال:"بلى". قال: تكون الأرض خبزة واحدة -كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم فنظر النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلينا ثم ضحك حتى بدتْ نواجذُه ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: "بلى" قال: إدامُهم بالامٌ ونون، وقالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدها سبعون ألفًا".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (6520)، ومسلم في صفة القيامة (2792)، كلاهما من حديث اللّيث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.
قوله: "بالام" كلمة غير عربية لم يفهم معناها، ولذا قالوا: تبقى كما هي، ويحمل على أنها عبرية.
• عن أبي هريرة يبلغ به النبَّي صلى الله عليه وسلم قال: "قال اللَّه تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أَنْفِق أُنْفِق عليك". وقال: "يمين اللَّه ملآي (وقال ابن نمير: ملآن) سخاء لا يغيضها شيءٌ، اللّيلَ والنّهار".
وفي رواية قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه قال لي: أَنفق أُنفق عليك".
وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يمين اللَّه ملآى، لا يغيضها سحّاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماء والأرض؟ فإنه لم يغضه ما في يمينه". قال: "وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض، يرفع ويخفض".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (7419)، ومسلم في الزكاة (993) كلاهما من حديث عبد الرزاق، حدثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث وهي الرواية الثانية عند مسلم، ولفظ البخاريّ قريب منه.
والرواية الأولى عند مسلم من وجه آخر عن ابن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، ورواية البخاريّ في النفقات (5352) عن إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزّناد مختصرًا جدًا.
ورواية إسماعيل هذه لا توجد في الموطآت الموجودة لدينا، ولم يذكر هذه الرواية الجوهريّ في كتابه "مسند الموطأ".
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من تصدّق بعدل تمرة من كسب
طيّب، ولا يصعد إلى اللَّه إلّا الطيب، فإنّ اللَّه يتقبّلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يُربّي أحدكم فلُوَّه حتى تكون مثل الجبل".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التوحيد (7430)، ومسلم في الزكاة (1014) كلاهما من حديث أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره، ولفظهما سواء.
• عن أبي موسى، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ اللَّه عز وجل يبسط يدَه باللّيل ليتوب مسيءُ النّهار، ويبسط يدَه بالنّهار ليتوب مسيءُ اللّيل حتى تطلع الشّمس من مغربها".
صحيح: رواه مسلم في كتاب التوبة (2759) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا عُبيدة يحدّث عن أبي موسى، فذكره.
• عن أبي هريرة، أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:"لما خلق اللَّه آدم ونفخ فيه الروح. . . قال اللَّه ويداه مقبوضتان: اختر أيّهما شئتَ، قال: اخترت يمين ربي -وكلتا يدي ربي يمين مباركة- ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب! ما هؤلاء؟ فقال: هؤلاء ذريتك، فإذا كلّ إنسان مكتوب عمره بين عينيه. . . . ".
حسن: رواه الترمذيّ (3368)، وصحّحه ابن خزيمة ورواه في كتاب التوحيد (107) وعنه ابن حبان في صحيحه (6167)، وصحّحه الحاكم (1/ 64) على شرط مسلم، كلّهم من طرق عن صفوان ابن عيسى، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذُباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي هريرة في حديث طويل مخرّج في القضاء والقدر.
قال الترمذيّ: "حسن غريب".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، فقد احتجّ بالحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، وقد رواه عنه غير صفوان، وإنما خرجه من حديث صفوان لأنّي علوت فيه".
قلت: إسناده حسن من أجل الكلام في الحارث بن عبد الرحمن غير أنه حسن الحديث، وإنما تقع النكارة في رواية الدراوردي عنه كما قال أبو حاتم.
وأمّا ما رُوي عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض، يصافح بها عباده" فهو ضعيف جدًّا.
رواه ابن عدي في "الكامل"(1/ 336)، والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 328)، وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 84 - 85) كلّهم من طريق إسحاق بن بشر الكاهليّ، عن أبي معشر المدائنيّ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر فذكره.
وإسحاق بن بشر وهو ابن مقاتل قد كذّبه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال العقيليّ: منكر الحديث. وقال الدارقطني: متروك، ونقل ابن عدي عن عدد من أهل العلم كذبوا إسحاق بن بشر وقال في نهاية