الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فذكر الحديث. قال الترمذي: "حديث صحيح".
وقال الحاكم في الموضع الأول: "صحيح على شرط الشيخين"، وقال في الموضع الثاني:"صحيح الإسناد".
قلت: وهو كما قالوا، وسيأتي في قيام اللّيل.
• عن هانئ بن يزيد، أنه لما وفد إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم مع قومه، فسمعهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهم يُكنّونه بأبي الحكم، فدعاه النبيّ فقال: إنّ اللَّه هو الحكم، وإليه الحُكم، فلِمَ تكنيتَ بأبي الحكم؟ " قال: لا، ولكنّ قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمتُ بينهم، فرضيَ كلا الفريقين. قال:"ما أحسن هذا! ". ثم قال: ما لك من الولد؟ ". قلتُ: لي شريحٌ، وعبد اللَّه، ومسلمٌ بنو هانئ. قال: "فمن أكبرهم؟ ". قلت: شريح. قال: "فأنت أبو شريح"، ودعا له ولولده. وسمع النبيُّ صلى الله عليه وسلم قومًا يسمُّون رجلًا منهم: عبد الحجر، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما اسمُك؟ " قال: عبد الحجر. قال: "لا، أنت عبد اللَّه" قال شريح: وإنّ هانئًا لما حضر رجوعُه إلى بلاده أتى النّبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأيّ شيء يُوجب لي الجنة؟ قال: "عليك بحسن الكلام، وبذل الطّعام".
حسن: رواه البخاريّ في الأدب المفرد (811)، وابن حبان (504)، وأبو داود (4955)، وابن حبان (490)، والحاكم (1/ 23)، والطبرانيّ في الكبير (22/ 180) كلّهم من طرق عن يزيد ابن المقدام بن شريح، عن أبيه المقدام، عن أبيه شريح، عن أبيه هانئ بن يزيد، فذكره.
واللفظ للبخاري وابن حبان في الموضع الأول، والآخرون اختصروه.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن المقدام فإنه "صدوق". وصحّحه الحاكم.
9 - باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة لا ينفع في الآخرة
قال اللَّه تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [سورة الحجرات: 14].
فإذا كان على الحقيقة فهو على قوله جلّ ذكره: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [سورة آل عمران: 19].
• عن سعد بن أبي وقاص: أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أعطى رهطًا -وسعدٌ جالسٌ- فترك رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم رجلًا هو أعجبُهم إليَّ. فقلت: يا رسول اللَّه، مالك عن فلان؟ فواللَّه إنّي لأراهُ مؤمنًا. فقال:"أو مسلمًا" فسكتُ قليلًا، ثم غلبني ما أعلمُ منه فعدتُ لمقالتي فقلت: مالك عن فلان؟ فواللَّهِ إنّي لأراه مؤمنًا. فقال: "أو مسلمًا".
ثم غلبني ما أعلمُ منه فعدتُ لمقالتي، وعاد رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم. ثم قال:"يا سعد، إنّي لأعطي الرّجلَ وغيرُه أحبُّ إليّ منه، خشية أن يكبَّه اللَّهُ في النّار".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (27)، ومسلم في الإيمان (150) كلاهما من حديث الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد. . . فذكر مثله.
قال الزّهريّ: "نرى أنّ الإسلام الكلمة، والإيمان العمل" ذكره ابن حبان في صحيحه (163).
والإسلام إذا أطلق إطلاقًا حقيقيًّا شرعيًّا فيرادف الإيمان، لقوله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [سورة آل عمران: 19]، وكقوله تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [سورة آل عمران: 85].
وإذا أطلق إطلاقًا لغويًّا فيرادف الانقياد والاستسلام أي خوفًا من السّيف، كقوله تعالى:{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [سورة الحجرات: 14].
وفيه ردٌّ على غلاة المرجئة في اكتفائهم في الإيمان بنطق اللسان.
وفيه ترك القطع بالإيمان الكامل لمن لم ينص عليه، وأما منع القطع بالجنّة فلا يؤخذ من هذا صريحًا. انظر للمزيد "فتح الباري"(1/ 79).
وفي الباب ما روي عن أنس قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الإسلام علانية، والإيمان في القلب" قال: ثم يشير إلى صدره ثلاث مرات. قال: ثم يقول: "التقوى هاهنا، التقوى هاهنا".
رواه الإمام أحمد (12381)، وأبو يعلى (2923)، والبزار -كشف الأستار (20) - كلهم من طريق علي بن مسعدة، حدثنا قتادة، عن أنس. . . فذكر مثله.
قال البزار: تفرد به علي بن مسعدة.
قال الهيثمي في "المجمع"(1/ 52): رواه أحمد، وأبو يعلى بتمامه، والبزار باختصار، ورجاله رجال الصحيح ما خلا علي بن مسعدة، وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم وابن معين، وضعفه آخرون".
• قلت: ضعّفه البخاريّ، وأبو داود، والنسائيّ، والعقيليّ، وابن عدي، وغيرهم.
ولم أجده في النسخة المطبوعة من الثقات لابن حبان، ولم ينسبه إليه الحافظ ابن حجر في التهذيب، بل ذكره ابن حبان في المجروحين (684) وقال:"كان ممن يخطئ على قلة روايته، وينفرد بما لا يتابع عليه، فاستحق ترك الاحتجاج به لِما لا يوافق الثقات من الأخبار" ثم أورد الحديث المذكور.
فلعل الحافظ الهيثمي رحمه الله التبس عليه برجل بآخر؛ والحاصل أنه ضعيف.
وأما قوله: "التقوى ههنا" فهو ثابت في حديث آخر رواه أبو هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضُكم على بيع بعض، وكونوا