الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" في ترجمة سعد بن معاذ: "رُوي من وجوه كثيرة متواترة، رواه جماعة من الصحابة".
وأمّا ما رُوي عن عمر من اهتزاز عرش الرحمن لبكاء اليتيم، فهو ضعيف.
رواه ابن عدي في الكامل (2/ 721 - 722) في ترجمة الحسن بن أبي جعفر، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 299) كلاهما من طريق عمرو بن سفيان القطعيّ، نا الحسن بن أبي جعفر، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اليتيم إذا بكى اهتزّ عرش الرحمن لبكائه يقول اللَّه لملائكته: من أبكى عبدي، وأنا أخذت أباه وواريتُه في التراب؟ فيقولون: ربُّنا أعلم به. فيقول: اشهدوا لمن أرضاه أرضيتُه يوم القيامة".
قال ابن عدي: وهذا لا أعرفه إلّا من هذا الطريق.
وفيه الحسن بن أبي جعفر الجفري أبو سعيد الأزديّ، قال البخاريّ: منكر الحديث، وضعفه النسائيّ ويحيى بن سعيد وأحمد وغيرهم.
وفيه أيضًا شيخه علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف أيضًا.
وفي الباب أيضًا عن أنس بن مالك مرفوعًا: "إذا بكى اليتيم وقعتْ دموعُه في كفّ الرحمن تعالى، فيقول: من أبكي هذا اليتيم الذي واريتُ والديه تحت الثّرى؟ من أسكنه فله الجنة".
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (6955) وعنه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 168) من طريق موسى بن عيسى البغداديّ بالرّملة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن حُميد الطويل، عن أنس بن مالك، فذكره.
قال الخطيب: "هذا حديث منكر جدًّا، لم أكتبه إلّا بإسناده، ورجاله كلهم معروفون إلا موسى ابن عيسى فإنه مجهول، وحديثه عندنا غير مقبول".
وقال الذهبي في الميزان (4/ 216) في ترجمة موسى بن عيسى البغداديّ: عن يزيد بن هارون بخبر كذب، ونقل عن الخطيب بأنه قال:"هو المتهم به".
8 - باب ما جاء في ظلّ العرش
• وعن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"سبعةٌ يظلّهم اللَّه في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه متعلّق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابّا في اللَّه واجتمعا على ذلك وتفرّقا عليه، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تنفقُ يمينُه".
متفق عليه: رواه مالك في الشعر (14) عن خبيب بن عبد الرحمن الأنصاريّ، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة، فذكره.
ومن هذا الطريق رواه مسلم في الزكاة (1031).
ورواه البخاريّ في الأذان (660)، ومسلم في الزكاة كلاهما من حديث يحيى بن سعيد، عن عبيد اللَّه، قال: حدثني حبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، بدون شك.
وقوله: "ويظلهم اللَّه في ظله" -أي ظل عرشه- كما بينته الأحاديث الأخرى، وبه قال أئمة أهل السنة والجماعة، ولم نجد لهم مخالفًا إلا أن أهل الكلام أوَّلوه بالرحمة والعناية.
• وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إنّ اللَّه تبارك وتعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلُّهم في ظلّي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي".
صحيح: رواه مالك في الشعر (13) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبي الحباب سعد بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
ومن طريقه رواه مسلم في البر والصلة (2566).
• عن العرباض بن سارية قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "قال اللَّه عز وجل: المتحابون بجلالي في ظل عرشي يوم لا ظلَّ إلا ظلّي".
حسن: رواه الإمام أحمد (17158)، والطبراني في الكبير (18/ 258) كلاهما من حديث إسماعيل ابن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن العرباض بن سارية، فذكره.
وإسناده حسن من أجل إسماعيل بن عياش الحمصيّ فإنه صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذا منه، فإنّ صفوان بن عمرو وهو السكسكيّ من حمص وهو ثقة.
وعبد الرحمن بن ميسرة هو أبو سلمة الحمصي أيضًا وثقه العجلي وابن حبان، وروى عنه جمع، والراوي عنه صفوان بن عمرو الحمصي من بلده، وهو أعرف عنه من غيره، فمثله يحسن حديثه وخاصة في الشواهد، وإلا فهو "مقبول" كما قال الحافظ في "التقريب"، أي يحتاج إلى المتابعة.
وأورده الهيثمي في "المجمع"(10/ 279) وقال: "رواه أحمد، والطبراني، وإسنادهما جيد". وكذا قال المنذريّ في الترغيب والترهيب أيضًا (4/ 48) إلّا أنه قصر على أحمد.
• عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "المتحابون في اللَّه في ظل العرش يوم القيامة".
حسن: رواه الإمام أحمد (22031) عن روح، حدثنا الحجاج بن أسود، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، فذكره.
وفيه شهر بن حوشب وفيه كلام مع الانقطاع فإنه لم يلق معاذ بن جبل.
ولكن رواه الطبرانيّ في الكبير (20/ 78)، والبزار في البحر الزّخار (2672)، وعبد اللَّه بن المبارك في الزهد (715) كلّهم من حديث عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، قال:
حدثني عائذ اللَّه بن عبد اللَّه، قال: قلت لمعاذ بن جبل. فذكر القصة.
وعائذ اللَّه هو أبو إدريس الخولانيّ، وقد اختُلف في سماعه من معاذ بن جبل، فالصحيح أنه سمع منه.
وأخرجه الحاكم (4/ 169) من وجه آخر عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد جمع أبو إدريس بإسناد صحيح بين معاذ وعبادة بن الصّامت في هذا المتن".
انظر مزيدًا من التخريج في باب استواء اللَّه سبحانه وتعالى على العرش.
وأضيف هنا بأنه رواه أيضًا عبد اللَّه بن أحمد في زوائد المسند (22782) وابن حبان (577) من طريق أبي المليح الرقي، عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخولاني قال: قلتُ لمعاذ بن جبل، فذكر الحديث وزاد فيه:"يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء" وفيه قصة.
وأبو المليح هو الحسن بن عمر الفزاري مولاهم، ثقة كما قال الحافظ.
• عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أنظر معسرًا، أو وضع له، أظله اللَّه يوم القيامة تحت ظلِّ عرشه، يوم لا ظلَّ إلّا ظلُّه".
صحيح: رواه الترمذيّ (1306) عن أبي كريب، حدّثنا إسحاق بن سليمان الرّازيّ، عن داود ابن قيس، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
والحديث رواه الإمام أحمد (8711) عن إسحاق بن سليمان، بإسناده إلّا أنه لم يذكر قوله:"يوم لا ظل إلا ظلّه". وإسناده صحيح.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب من هذا الوجه".
• عن أبي اليسر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَن أنظر معسرًا، أو وضع له، أظله اللَّه في ظل عرشه".
صحيح: رواه أبو بكر بن أبي شيبة (7/ 552) عن حسين بن علي، عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي، قال: حدثني أبو اليسر، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا أحمد (15521) وإسناده صحيح، وأبو اليسر هو: كعب بن عمرو ابن عباد السَّلمي -بالفتح- الأنصاري صحابي بدوي جليل.
وأصل هذا الحديث في صحيح مسلم (3006) ضمن حديث طويل فانظره.
• عن محمد بن كعب القرظيّ، أنّ أبا قتادة كان له على رجل دين، وكان يأتيه يتقاضاه، فيختبئُ منه، فجاء ذات يوم فخرج صبيٌّ، فسأله عنه فقال: نعم هو في
البيت يأكلُ خزيرةً، فناداه: يا فلان، اخرُج، فقد أُخبرتُ أنّك هاهنا. فخرج إليه، فقال: ما يُغيِّيُك عني؟ قال: إنّي معسرٌ وليس عندي. قال: اللَّه إنّك معسرٌ؟ قال: نعم. فبكى أبو قتادة ثم قال: سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من نفّس عن غريمه أو محا عنه، كان في ظلّ العرش يوم القيامة".
حسن: رواه الإمام أحمد (22623) عن عفّان، حدّثنا حماد -يعني ابن سلمة- أخبرنا أبو جعفر الخطميّ، عن محمد بن كعب القرظيّ، فذكره.
وإسناده حسن، لأجل أبي جعفر الخطميّ وهو: عمير بن يزيد بن عمير الأنصاريّ أبو جعفر الخطميّ، فإنه "صدوق" كما في التقريب، وبقية رجاله ثقات.
وسيأتي في كتاب البيوع حديث أبي قتادة الذي في صحيح مسلم (1563) وليس فيه ذكرٌ للعرش.
وأمّا ما رُوي عن عبد الرحمن بن عوف مرفوعًا: "ثلاثة في ظل العرش: القرآن يحاج العباد، والرحم ينادي صلْ من وصلني واقطع من قطعني، والأمانة" فهو لا يصح.
رواه العقيليّ في الضعفاء (4/ 5)، والبغويّ في شرحه (3433) كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، حدثنا كثير بن عبد اللَّه اليشكريّ، حدثني الحسن بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، فذكر مثله.
قال العقيلي: "لا يصح إسناده".
وقال أيضًا: "والرواية في الرحم والأمانة من غير هذا الوجه بأسانيد جياد، بألفاظ مختلفة، وأما القرآن فليس بمحفوظ". انتهى.
ونقل الذهبي في الميزان (3/ 209) تضعيفه من العقيليّ.
وكذلك ما رُوي عن سلمان الفارسيّ أنه قال: سبعة يظلّهم اللَّه في ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلُّه: الإمام العادل، ورجل لقي رجلًا فقال: واللَّه إنّي لأحبُّك في اللَّه وقال الآخر: مثل ذلك، ورجل كان قلبه معلقًا بالمساجد من حبّها، ورجل جعل شبابه ونشاطه فيما يحبُّ اللَّه ويرضاه، ورجل دعته امرأة ذات جمال إلى نفسها فتركها من خشية اللَّه، ورجل أعطى صدقته بيمينه كاد أن يخفيها من شماله، ورجل إذا ذكر اللَّه فاضت عيناه من خشية اللَّه تعالى. فهو موقوف وضعيف.
رواه أبو جعفر ابن أبي شيبة في كتاب العرش (56) عن محمد بن عبيد المحاربيّ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم التيمي، عن إبراهيم، عن الوليد بن عتبة، عن سلمان من قوله.
وإسماعيل بن إبراهيم التيميّ هو الأحول أبو يحيى التيمي الجمهور على تضعيفه غير ابن معين قال فيه: يكتب حديثه، وضعّفه الحافظ في التقريب.
وشيخه إبراهيم هو ابن مسلم العبديّ الهجريّ، ومن طريقه رواه سعيد بن منصور في سننه قال: حدثنا أبو معاوية، عنه، عن الوليد بن عتبة، عن سلمان.