الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فهي مقبولة.
قال الخطّابيّ رحمه اللَّه تعالى: "معنى قوله: "الحياء شعبة من الإيمان" أي الحياء يحجز صاحبه عن المعاصي، فصار من الإيمان، إذ الإيمان ينقسم إلى ائتمار لما أمر اللَّه به، وانتهاء عما نهى عنه". انتهى.
4 - باب ما جاء في كمال الإيمان
• عن أبي أمامة، عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"من أحب للَّه، وأبغض للَّه، وأعطى للَّه، ومنع للَّه فقد استكمل الإيمان".
حسن: رواه أبو داود (4681) عن مؤمل بن الفضل، حدثنا محمد بن شُعيب بن شابور، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم، عن أبي أمامة فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في القاسم وهو ابن عبد الرحمن الدمشقي صاحب أبي أمامة غير أنه حسن الحديث.
وأبو أمامة هو صُديّ بن عجلان الباهلي.
• عن معاذ بن أنس الجهني قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من أعطى للَّه، ومنع للَّه، وأحب للَّه، وأبغض للَّه، وأنكح للَّه، فقد استكمل إيمانُه".
حسن: رواه الترمذي (2521) عن عباس الدُوري، حدثنا عبد اللَّه بن يزيد، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه، فذكر الحديث.
أخرجه أيضًا الإمام أحمد (15638) والحاكم (2/ 164) -وعنه البيهقي في شعب الإيمان (15) - كلاهما من طريق عبد اللَّه بن يزيد المقرئ بهذا الإسناد.
قال الترمذي حسن، قلت: وهو كما قال. فإن عبد الرحيم بن ميمون أبا مرحوم "صدوق زاهد" كما في "التقريب"، وأما قول الحاكم:"صحيح على شرط الشيخين" فالصحيح أنه ليس على شرط أحدهما فإن عبد الرحيم بن ميمون وسهل بن معاذ لم يخرج لهما الشيخان.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم خُلُقًا".
حسن: رواه الترمذي (1162) وأبو داود (4682) وابن حبان في صحيحه (479، 4176) كلهم من حديث محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكر الحديث. واللفظ للترمذي. واقتصر أبو داود على الشطر الأول. قال الترمذي: حسن صحيح.
قلت: هو حسن فقط من أجل محمد بن عمرو وهو ابن علقمة الليثي فإنه مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا أحمد (7402) والحاكم (1/ 3) الشطر الأول فقط، وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم.
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكملُ الناس إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وإن حُسن الخُلق ليبلغ درجةَ الصومِ والصلاةِ".
حسن: رواه البزار - كشف الأستار (35) وأبو يعلى (4166) كلاهما عن محمد بن المثنى أبو موسي، حدثنا زكريا بن يحيى الطائي، ثنا شُعيب بن الحبحاب، عن أنس فذكر الحديث.
قال البزار: "وهذا لا نعلم رواه هكذا إلا زكريا، وحدثناه وهب بن يحيى بن زمام القيسي".
وقال الهيثمي في "المجمع"(1/ 58): "رواه البزار ورجاله ثقات".
قلت: وهو كما قال إلا أن زكريا بن يحيى مختلف فيه فوثَّقه ابن سعد، وابن حبان، وتكلم فيه الدارقطني، غير أنه حسن الحديث، وقد فات الهيثمي عزو الحديث إلى أبي يعلى.
وفي الباب عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن من أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنَهم خُلُقًا وألْطَفَهم بأهله".
رواه الترمذي (2612) عن أحمد بن مُنيع البغدادي، حدثنا إسماعيل ابن علية، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عائشة فذكرت الحديث.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن، ولا نعرف لأبي قِلابة سماعًا من عائشة، وقد روى أبو قِلابة، عن عبد اللَّه بن يزيد -رضيعٍ لعائشة- عن عائشة غير هذا الحديث. وأبو قلابة اسمه عبد اللَّه بن يزيد الجرمي" انتهى.
قلت: لعل الترمذي حسَّنه لشواهده، وإلا ففيه انقطاع، ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (24204) والحاكم (1/ 35) وقال:"رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ".
وتعقبه الذهبي فقال: "فيه انقطاع".
وفي الباب أيضًا عن عمرو بن عبسة في حديث طويل فيه بعض الزيادة المنكرة. رواه أحمد (19435) عن ابن نُمير، حدثنا حجاج - يعني ابن دينار، عن محمد بن ذكوان، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن عبسة فذكر الحديث واختصره ابن ماجة (2794) من وجه آخر عن حجاج ابن دينار بإسناده وفيه محمد بن ذكوان وهو البصري الأزدي، الجهضمي مولاهم.
والجهضمي ضعيف، وبه أعله البوصيري في زوائد ابن ماجة، وشيخه شهر بن حوشب مختلف فيه كما أنه لم يسمع من عمرو بن عبسة، قاله أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما انظر "جامع التحصيل" للعلائي.
وفي الباب أيضًا عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقًا، الموطؤون أكنافًا الذين يألفون، ويؤلفون. ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف".