الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طاوس، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده ضعيف من أجل إبراهيم بن سليمان الدّبّاس وهو بصريٌّ، ذكره ابنُ حبان في الثقات (8/ 69).
ويقال له أيضًا إبراهيم بن سليمان الزيات، ذكره أيضًا ابن حبان في "الثقات" (8/ 65) وقال:"من أهل الكوفة، سكن البصرة، روى عنه إبراهيم بن راشد الآدميّ، وأهل العراق". هكذا فرّق بينهما ابن حبان، فإن كان هو إبراهيم بن سليمان الزّيّات، فقد تكلّم فيه ابن عدي في "الكامل" (1/ 264) فقال:"ليس بالقوي". وترجمة الحافظ في اللسان (1/ 65).
وفي الإسناد رجال لا أعرفهم.
ورواه البزّار -كشف الأستار (2139) - من وجه آخر عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، قال: كتب ليث إلى سليمان بن طرخان: حدّثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه. إلّا أنّه قال في آخره:"فقال القومُ بعضهم لبعض: فالجِدُّ إذًا".
قال البزّار: لا نعلم رواه عن حبيب إلّا ليث، ولا عنه إلّا سليمان. وأمّا قول الهيثميّ في "المجمع" (7/ 195):"رواه الطبرانيّ، والبزّار بنحوه، إلّا أنّه قال في آخره: "فقال القوم بعضهم لبعض: فالجدّ إذا". ورجال الطّبرانيّ ثقات، تبعًا لابن حبان.
12 - باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر
قال اللَّه تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [سورة الأعراف: 34].
وقال تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [سورة فاطر: 11].
قال الزّهريّ: "فنرى أنّه إذا حضر أجلُه، فلا يؤخَّرُ ساعةً ولا يقدّم. وما لم يحضر أجلُه فإنّ اللَّه يؤخِّر ما شاء ويقدِّم ما شاء". انظر: "القدر"(442) للفريابي.
• عن أمِّ حبيبة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلم قالت: اللهمّ أمتعني بزوجي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية. فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:"قد سألتِ اللَّه لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة. لن يُعجّل شيئًا قبل حلِّه، أو يؤخّر شيئًا عن حِلّه. ولو كنتِ سألتِ اللَّه أن يُعيذكِ من عذاب النّار، أو عذاب القبر كان خيرًا وأفضل".
وفي رواية: "وآثار موطوءة" بدلًا من "أيام معدودة".
فقال رجل: يا رسول اللَّه، القردة والخنازير هي مما مُسِخ؟ فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم:"إنّ اللَّه عز وجل لم يُهلك قومًا أو يعذِّب قومًا، فيجعل لهم نسلًا، وإنّ القردة والخنازير كانوا قبل ذلك".
صحيح: رواه مسلم في القدر (2663) من طرق عن وكيع، عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ، عن المعرور بن سويد، عن عبد اللَّه، قال: قالت أمّ حبيبة، فذكرته.
والرّواية الثانية عنده أيضًا من وجه آخر عن الثوريّ، عن علقمة بن مرثد بإسناده مثله إلّا قوله:"وآثار موطوءة".
• عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أيُّها النّاس اتّقوا اللَّه، وأجملوا في الطّلب، فإنّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. فاتقوا اللَّه، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ، ودعوا ما حُرِّمَ".
حسن: رواه ابن ماجه (2144) عن محمد بن المصفّي الحمصيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وفي الإسناد الوليد بن مسلم وشيخه ابن جريج، وشيخه أبو الزبير كلّهم مدلِّسون وقد عنعنوا.
ومن هذا الوجه رواه ابن أبي عاصم في السنة (420)، ولكن باللّفظ الذي بعده.
وللحديث طريق آخر أجود منه، والعمدة عليه، وهو ما رواه ابن حبان (3239، 3241)، والحاكم (2/ 4)، والبيهقيّ (5/ 264) كلّهم من وجه آخر عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا:"لا تستبطئوا الرِّزقَ، فإنّه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجْملوا في الطّلب، أخذ الحلال، وترك الحرام".
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: وهو كذلك مع اختلاف في سعيد بن أبي هلال غير أنه حسن الحديث، وثقه ابن سعد، والعجلي، وابن خزيمة، والدارقطني وغيرهم. إلّا أنه روي عن أحمد أنه اختلط.
وأمّا ما رُوي عن جابر مرفوعًا: "لو أنّ ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقُه كما يدركه الموت". فهو ضعيف.
رواه أبو نعيم في الحلية (7/ 90) عن سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكر مثله.
قال أبو نعيم: "تفرّد به عن الثوريّ يوسفُ بنُ أسباط". انتهى.
قلت: يوسف بن أسباط هو ابن واصل أبو محمد الشّيبانيّ، قال البخاريّ:"دفن كتبه، وكان لا يجيء حديثه بعدُ كما ينبغي". وقال ابن عدي: "يوسف عندي من أهل الصّدق، إلّا أنه عدم كتبه كان يحمل على حفظه، فيغلط، ويشبَّه عليه لا أنّه يتعمّد الكذب".
والرّاوي عنه المسيب بن واضح السّلميّ الحمصيّ، قال فيه أبو حاتم:"صدوق يخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل". وقال الدارقطني: "ضعيف". وضعّفه في أماكن من سننه. انظر: "الميزان"(4/ 116).
• عن أبي حميد السّاعديّ، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"أجملوا في طلب الدّنيا، فإنّ كلًّا مُيَسَّرٌ لما كُتب له منها".
صحيح: رواه الحاكم (2/ 3) -وعنه البيهقيّ (5/ 264) - من حديث عبد اللَّه بن وهب، أخبرنا سليمان بن بلال، قال: حدّثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي حميد الساعديّ، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا البيهقيّ في كتاب القضاء والقدر (2/ 460 - 461). وإسناده صحيح.
وصحّحه الحاكم وقال: "على شرط الشيخين".
وعبد الملك بن سعيد لم يخرِّج له البخاريّ، وإنّما أخرج له مسلم فقط، فهو على شرط مسلم.
ورواه ابن ماجه (2142)، وابن أبي عاصم في "السنة"(418) كلاهما عن هشام بن عمّار، قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، بإسناده، مثله.
وإسماعيل بن عياش يضعّف في روايته عن غير الشّاميين، وهذا منها؛ لأنّ عمارة بن غزية مدني، فالظّاهر أنه لم يخطئُ في هذه الرّواية، ولمتابعته له في الإسناد الأوّل.
• وعن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا يُعدي شيءٌ شيئًا، لا يعدي شيءٌ شيئًا" ثلاثًا. قال: فقام أعرابيٌّ فقال: يا رسول اللَّه، إنّ النُّقْبةَ تكون بمشْفر البعير، أو بعَجْبه فتشْتملُ الإبلَ جَرَبًا، قال: فسكتَ ساعةً، ثم قال:"ما أعدى الأوّلَ؟ لا عدْوى، ولا صَفَر، ولا هامَةَ. خلق اللَّه كلَّ نفس، فكتب حياتَها، وموتَها، ومُصيباتها، ورزْقها".
صحيح: رواه الإمام أحمد (8343) عن هاشم، حدّثنا محمد بن طلحة، عن ابن شُبْرمة، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، فذكره.
ورواه أبو يعلى (6112)، والفريابي في القدر (214)، وصحّحه ابن حبان (6119) كلّهم من طريق عبد اللَّه بن شبرمة، بإسناده، نحوه.
وعبد اللَّه بن شبرمة أبو شبرمة الكوفيّ القاضيّ، فقيه أهل الكوفة، عداده في التابعين، ثقة من رجال مسلم وغيره، روي عن أبي زرعة بن عمرو وغيره، وعنه محمد بن طلحة بن مصرف وغيره.
والذي في "السنة"(419) لابن أبي عاصم من طريق الوليد بن مسلم، عن رجل من آل شبرمة، عن أبيه، عن أبي زرعة، بإسناده.
أخشى أن يكون فيه خطأ في قوله "عن أبيه" إن كان الرجل من آل شبرمة هو عبد اللَّه بن شبرمة فإنّ الحديث لعبد اللَّه بن شبرمة، وليس لولده.
وللحديث إسناد آخر رواه الترمذيّ (2143) من طريق عمارة بن القعقاع، حدّثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، قال: حدّثنا صاحب لنا، عن ابن مسعود، قال: قام فينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال. . . فذكره.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الإمام أحمد (4198) فالذي يظهر أن أبا زرعة كان يروي هذا الحديث من وجهين: مرّة عن أبي هريرة، وأخرى عن أبي هريرة، عن ابن مسعود؛ لأنّ المبهم في هذا الإسناد هو أبو هريرة بدون شكّ.
والحديث صحيح من كلا الوجهين.
قوله: "النُّقبة" هي أوّل شيء يظهر من الجرب.
وقوله: "بمِشْفر" المِشْفر: هو للبعير كالشّفة للإنسان.
وقوله: "بعَجْبه" العجب: أصلُ الذّنب.
• عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "فرغ اللَّه إلى كلّ عبد من خمس: من رزقه، وأجله، وعمله، وأثره، ومضجعه".
حسن: رواه ابن حبان في صحيحه (6150) عن الحسين بن عبد اللَّه القطّان بالرّقة، قال: حدّثنا هشام بن عمّار، قال: حدّثنا الوزير بن صبيح، قال: حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وإسناده حسن من أجل الوزير بن صبيح فإنّه حسن الحديث قال أبو حاتم "صالح الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وأخرج حديثه في صحيحه، وقد تُوبع.
رواه الإمام أحمد (21722)، والطّبراني في "الأوسط"(3144)، وابن أبي عاصم في السنة (304 - 306، 308) كلّهم من طرق عن خالد بن يزيد، عن يونس بن ميسرة، به، مثله.
وخالد بن يزيد هو ابن صالح بن صبيح، ثقة، إلّا أنّ الرّاوي عنه عند الإمام أحمد الفرج بن فضالة وهو ضعيف، ولكنه توبع.
ورواه الإمام أحمد (21723) من طريق آخر عن زيد بن يحيى الدّمشقيّ، حدّثنا خالد بن صبيح المريّ قاضي البلقاء، حدّثنا إسماعيل بن عبيد اللَّه، أنّه سمع أمّ الدّرداء تحدِّث عن أبي الدّرداء، فذكر الحديث مرفوعًا، ولفظه:"فرغ اللَّه إلى كلّ عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، وشقي أم سعيد".
هذا إسناد صحيح، إسماعيل بن عبيد اللَّه هو ابن أبي المهاجر، واسمه أقرم القرشيّ المخزوميّ مولاهم، ثقة من رجال الشيخين.
ورواه البزار -كشف الأستار (2152) - من وجه آخر عن عبد اللَّه بن أحمد، ثنا صفوان بن صالح، ثنا العوّام بن صبيح، ثنا يونس بن ميسرة، عن أمّ الدّرداء، عن أبي الدّرداء مرفوعًا، ولفظه:"فرغ اللَّه إلى كلّ عبد من اجله، ورزقه، ومضجعه، وأثره".
قال البزّار: "روي عن أبي الدرداء من غير وجه، وهذا أحسنها".
وقال الهيثميّ في "المجمع"(7/ 195): "رواه أحمد، والبزّار، والطّبرانيّ في الكبير والأوسط، وأحد إسنادي أحمد رجاله ثقات".
• عن ابن عمر، قال: كنّا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرأى تمرة عائرةً فأعطاها سائلًا، وقال:"لو لم تأتها لأتتك".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في "السنة"(265) عن شيبان بن فرّوخ، ثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان، عن هُزيل بن شرحبيل، عن ابن عمر، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه البيهقيّ في القضاء والقدر (2/ 470).
وصحّحه ابن حبان (3240).
وإسناده حسن من أجل شيبان بن فرّوخ فإنّه "صدوق". روى له مسلمٌ وأصحاب السنن.
وكذلك في الإسناد أبو قيس عبد الرحمن بن ثروان الأوديّ، تكلّم فيه أبو حاتم غير أنه حسن الحديث، روى له البخاري وغيره من أصحاب السنن.
وفي الباب عن عمر بن الخطّاب أنّه خطب بالشّام خطبة يأثرها عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "وأجملوا في طلب الدّنيا، فإنّ اللَّه قد تكفّل بأرزاقكم، وكلٌّ ميسَّر له عمله الذي كان عاملًا، استعينوا باللَّه على أعمالكم فإنّه {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [سورة الرعد: 39] ".
رواه البيهقيّ في "القضاء والقدر"(2/ 459) من حديث ابن وهب، قال: أخبرني سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء، عن السّائب بن مهجان -من أهل الشّام، وكان قد أدرك أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنّ عمر بن الخطاب خطب، فذكره.
وسعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء لم يوثقه أحد، وإنّما ذكره ابن حبان في "الثقات" (6/ 354) وقال:"روى عنه ابن وهب".
قلت: إذا هو "مجهول". وأمّا شيخه السّائب بن مهجان فلم أعرف من هو؟ ! .
وعن أبي سعيد مرفوعًا: "لو أنّ أحدكم فرَّ من رزقه لأدركهـ كما يدركه الموت".
رواه ابن عدي في "الكامل"(6/ 2045) عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق، ثنا الحسين بن علي الصُّدائيّ، قال: حدّثني أبي، ثنا فُضيل بن مرزوق، عن عطيّة، عن أبي سعيد، فذكره.
وفضيل بن مرزوق، وشيخه ضعيفان.
وعن ابن مسعود مرفوعًا: "ليس من عمل يقرّب إلى الجنّة إلّا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرّب إلى النّار إلّا قد نهيتكم عنه، لا يَسْتَبْطِئَنَّ أحدٌ منكم رزقه، إنّ جبريل عليه السلام أَلْقى في رَوعي: أنّ أحدًا منكم لن يخرج من الدّنيا حتى يستكمل رزقه، فاتّقوا اللَّه أيّها النّاس وأجملوا في الطّلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية اللَّه، فإنّ اللَّه لا ينال فضله بمعصيةٍ".