الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأنه أحفظهم مطلقًا وزاد عليهم، وأبو معاوية وإن كان أحفظ أصحاب الأعمش -فاعتمد مسلم على روايته- لكنه لم يجزم بالعدد، وقدّم البخاريّ رواية الثوريّ لزيادتها ولجزمها.
وقوله: "ابتلينا فجعل الرّجل لا يصلي إلا سرًّا" فلعله كان في بعض الفتن التي جرت بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكان بعضهم يخفي نفسه، ويصلي سرًّا مخافة من الظّهور والمشاركة في الدّخول في الفتنة والحروب. قاله النووي في شرح مسلم.
29 - باب الاستثناء في الإيمان
قال الأوزاعيّ: قال اللَّه تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [سورة الفتح: 27]. قال: قد علم اللَّه تعالى أنهم سيدخلون، وقد قال:{إِنْ شَاءَ اللَّهُ} .
• عن أبي هريرة، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال:"السّلام عليكم دارَ قومٍ مؤمنين، وإنّا إن شاء اللَّه بكم لا حقون، وددتُ أنّا قد رأينا إخوانَنا". قالوا: أولسنا إخوانَك يا رسول اللَّه؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخوانُنا الذين لم يأتوا بعد". فقالوا: كيف تعرفُ مَنْ لم ياتِ بعدُ من أمتك يا رسول اللَّه؟ فقال: "أرأيت لو أنّ رجلًا له خيلٌ غُرٌّ مُحجّلةٌ. بين ظهري خيل دُهْم بُهْم، ألا يعرف خيله؟ " قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: "فإنّهم يأتون غرًّا محجّلين من الوضوء، وأنا فرطُهم على الحوض. ألا لَيُذادَنَّ رجالٌ عن حوضي كما يذادُ البعيرُ الضّال، أناديهم: ألا هلُمَّ! فيقال: أنّهم قد بدَّلوا بعدك. فأقول: سُحْقًا سُحْقًا".
صحيح: رواه مسلم في الطهارة (249) من طرق عن إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
قال سفيان: "من كره أن يقول: أنا مؤمن إن شاء اللَّه فهو عندنا مرجئي -يمدّ بها صوته-".
وقال رجل لعلقمة: أمؤمن أنت. قال: "أرجو إن شاء اللَّه".
قال البيهقي في "شعب الإيمان"(1/ 83): "وقد روينا هذا عن جماعة من الصّحابة والتّابعين والسّلف الصّالح رضي الله عنهم أجمعين".
وأما ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: "إنّ من تمام إيمان العبد الاستثناء أن يستثنى فيه" فهو موضوع، ذكره ابن الجوزيّ في الموضوعات (284).
وكذلك ما رُوي عن أنس مرفوعًا: "صنفان من أمّتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية". قيل: يا رسول اللَّه: من القدرية؟ قال: "قوم يقولون: لا قدر". قيل: فمن المرجئة؟ قال: "قوم