الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 - باب ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلَّا هي كائنة
• عن ابن محيريز، أنّه قال: دخلتُ المسجد، فرأيتُ أبا سعيد الخدريّ، فجلستُ إليه. فسألته عن العزْل؟ فقال: خرجنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق، فأصبنا سبيًا من سبي العرب، فاشتهينا النّساء، واشتدّ علينا العُزْبة، وأَحْبَبْنا الفداءَ، فأردنا أن نعزل، فقلنا: نعزل ورسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم بين أظهُرنا قبل أن نسأله، فسألناه عن ذلك، فقال:"ما عليكم أن لا تفعلوا، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلّا وهي كائنة".
متفق عليه: رواه مالك في الطّلاق (95) عن ربيعة بن عبد الرحمن، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز، فذكره.
ورواه البخاريّ في العتق (2542) عن عبد اللَّه بن يوسف، عن مالك، بإسناده.
ورواه مسلم في النكاح (1438) من وجه آخر عن إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني ربيعة بإسناده مثله، وفيه كان مع ابن محيريز أبو صرمة وهو الذي سأل أبا سعيد.
وفي رواية عندهما - البخاريّ في النكاح (5210)، ومسلم عن عبد اللَّه بن محمد بن أسماء الضُّبعي، حدّثنا جويرية، عن مالك، عن الزّهريّ، عن ابن محيريز، عن أبي سعيد الخدريّ قال: أصبنا سبيًا، فكنا نعزل، فسألنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"أوَ إنَّكم لتفعلون؟ أَوَ إنّكم لتفعلون؟ أَوَ إنّكم لتفعلون؟ ما من نسمةٍ كائنةٍ إلى يوم القيامة إلّا هي كائنة". ولم يذكر الجوهري في "مسند الموطأ" رواية جويرية.
وفي مسلم من وجه آخر عن أبي سعيد مرفوعا: "لا عليكم أن لا تفعلوا، فإنّما هو القَدَر".
• عن جابر، أنّ رجلًا أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إنّ لي جاريةً هي خادمنا وسانيتُنا، وأنا أطوف عليها، وأنا أكره أن تحمل؟ فقال:"اعزلْ عنها إن شئتَ، فإنّه سيأتيها ما قُدِّر لها". فلبث الرّجلُ، ثم أتاه، فقال: إنّ الجارية قد حَبِلتْ؟ فقال: "قد أخبرتُك أنّه سيأتيها ما قُدِّر لها".
صحيح: رواه مسلم في النكاح (1439) عن أحمد بن عبد اللَّه بن يونس، حدّثنا زهير، أخبرنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وفي رواية: "إنّ ذلك بن يمنع شيئًا أراده اللَّه". قال: فجاء الرّجل، فقال: يا رسول اللَّه، إنّ الجارية التي كنتُ ذكرتُها لكَ حملتْ؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أنا عبد اللَّه ورسوله".
وفي رواية عند ابن ماجه (89) من وجه آخر عن سالم بن أبي الجعد، عن جابر، وفيه:"ما قُدِّر لنفس شيء إلا هي كائنة".
وفي الصّحيحين -البخاريّ في النكاح (5209)، ومسلم- كلاهما من حديث عمرو، عن عطاء، عن جابر، قال: كنا نعزل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والقرآن ينزل. قال سفيان: لو كان شيئًا ينهى عنه لنهانا عنه القرآن.
وفي رواية: كنّا نعزل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يَنْهنا.
• عن أنس بن مالك، قال: جاء رجلٌ إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وسأل عن العزْل. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لو أنّ الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج اللَّه منها -أو يخرج منها ولدًا - الشّك منه- وليخُلقنَّ اللَّه نفسًا هو خالقها".
حسن: رواه الإمام أحمد (12420) عن أبي عاصم، أخبرنا أبو عمرو مبارك الخياط -جدّ ولد عباد بن كثير-، قال: سألت ثمامة بن عبد اللَّه بن أنس، عن العزل، فقال: سمعت أنس بن مالك يقول (فذكره).
وأخرجه البزّار (2163)، وابن أبي عاصم في السنة (366)، والضّياء في المختارة (1819، 1821) كلّهم من هذا الطّريق.
قال الهيثميّ في "المجمع"(4/ 196): "رواه أحمد، والبزّار وإسنادهما حسن".
قلت: إسناده حسن من أجل أبي عمرو مبارك الخياط، وهو من رجال "التعجيل"(1003)، وذكره ابن أبي حاتم وقال:"بصري جاور مكة" -يعني أنّه عرفه-، ولم يذكر فيه جرحا، وقد روى عنه أبو عاصم والعقدي، وذكره ابن حبان في الثقات.
• عن حذيفة بن اليمان: أنّهم كانوا يتحدّثون في العزل، فخرج عليهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال:"إنّكم تفعلونه؟ ". قالوا: نعم. قال: "أوَلم تعلموا أنّ اللَّه عز وجل لم يخلق نسمة هو باريها إلّا وهي كائنة".
حسن: رواه الطّبرانيّ في الكبير (3/ 189) من طريق المثنى بن الصبّاح، عن عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة، فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع"(4/ 297)، وفيه المثنى بن الصبّاح وهو متروك عند الجمهور، وقد وثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات.
قلت: وقد توبع أخرجه الفريابيّ في القدر (434) من وجه آخر عن ابن لهيعة، عن عمرو بن شعيب، بإسناده، مثله.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن.
وأمّا ما روي عن جرير، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللَّه، ما خلصت من المشركين إلا بقينة، وأنا أعزل عنها أريد بها السوق؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"جاءها ما قُدّر". فهو ضعيف.