الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا يصح ما رُوي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر بن الخطّاب".
رواه الترمذيّ (3686)، والإمام أحمد (17405)، والحاكم (3/ 85) كلّهم من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر، فذكر الحديث.
قال الترمذيّ: "حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: فيه مشرح بن هاعان وإن كان ابنُ معين وثّقه إلّا أنّه يخالف ويخطئ ولذا قال ابن حبان في المجروحين (1066) يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير، لا يتابع عليها، والصّواب في أمره ترك ما ينفرد من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات فيها".
وهنا تفرّد بهذا الحديث، ولم أجد له متابعًا، وقد أكّد الترمذيّ أنه من حديث مشرح بن هاعان، وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: اضرب عليه، فإنّه عندي منكر". المنتخب من العلل للمقدسيّ
(106).
10 -
باب قول النبيّ صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: خلَّف رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم عليَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللَّه، تُخَلِّفُني في النّساء والصّبيان؟ ! فقال:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيَّ بعدي".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم (3706)، ومسلم في فضائل علي بن أبي طالب (2404) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، عن سعد بن أبي وقّاص، فذكره، واللّفظ لمسلم.
ولم يذكر البخاريّ: "غير أنّه لا نبيّ بعدي". وإنّما ذكره في المغازي (4416) من وجه آخر عن شعبة، بإسناده مثل لفظ مسلم.
• عن أسماء بنت عُميس، أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لعليّ:"أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبيٌّ".
حسن: رواه الإمام أحمد (27081)، والنسائيّ في الكبري (8143)، والطبرانيّ في الكبير (ج 24/ رقم 386)، وابن أبي عاصم في السنة (1381 - بتحقيق باسم) كلّهم من طريق موسى الجهنيّ، قال: دخلتُ على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو مَهَل: كم لكِ؟ قالت: ستة وثمانون سنة. قال: ما سمعت من أبيك شيئًا؟ قالت: حدَّثني أسماءُ بنتُ عميس، فذكرت الحديث.
وإسناده حسن من أجل فاطمة بنت علي بن أبي طالب، روى عنها جماعة ولم يوثقها أحدٌ غير أنّ ابن حبان ذكرها في الثقات (5/ 301).
فقول الحافظ في التقريب: "ثقة". لعلّه يعود إلى شهرة أخبارها الخاصة كما ذكرها المزي في تهذيب الكمال عن الزبير بن بكار وغيره، وإلّا فإنّ كلمة "ثقة" تحتاج إلى تنصيص أحد الأئمّة.
وأورده الهثميّ في "المجمع"(9/ 109) وقال: "رواه أحمد، والطبرانيّ، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير فاطمة بنت علي وهي ثقة".
ووهم من جعلها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، لأنّه لا يوجد من الرّواة عنها موسى الجهنيّ.
• عن جابر بن عبد اللَّه، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعليٍّ:"أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي".
حسن: رواه الترمذيّ (3730) عن محمود بن غيلان، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا شريك، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شريك وهو ابن عبد اللَّه النّخعيّ وهو مختلف فيه، فوثّقه ابن سعد، والعجليّ، وغيرهما، غير أنه تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة فيخطئ، والغالب أنه لم يخطئ في هذا الحديث لكثرة شواهده.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الإمام أحمد (14638).
وروي أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي".
رواه الإمام أحمد (11272)، وابن أبي عاصم في السنة (1382)، والبزّار -كشف الأستار (2526) - كلّهم من طرق عن عطية، عن أبي سعيد، فذكره
وعطية هو ابن سعد العوفيّ مختلف فيه، فوثّقه ابن معين، وضعّفه أحمد وغيره كما قال الهيثميّ في "المجمع".
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن ابن عباس في حديث طويل، وفيه:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّك لست بنبي، إنّه لا ينبغي أن أذهبَ إلّا وأنت خليفتي".
رواه الإمام أحمد (3061) عن يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بَلْج، حدّثنا عمرو ابن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعةُ رهطٍ فقالوا: يا أبا عباس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تُخْلُونا يا فلان. قال: فقال ابنُ عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمي. قال: فابتدؤوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا: قال: فجاء ينفضُ ثوبَه ويقول: أُفْ وتُفْ وقعوا في رجل له عشْر، وقعوا في رجل قال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: "لأبعثنّ رجلًا لا يُخزيه اللَّه